كنوز | لسانَكْ يصومْ وعِـينَكْ تِصُومْ وإيْدكْ تِصومْ عن جَـميعْ الأَثام

 سيجارة وفنجان قهوة وأزجال بيرم تتدفق بعد الإفطار
سيجارة وفنجان قهوة وأزجال بيرم تتدفق بعد الإفطار

بيرم التونسى

يمتلك الشاعر بيرم التونسى ذخيرة لغوية حية ومقدرة فذة فى صياغة ما يريد طرحه من انتقادات تجاه سلوكيات الناس الذين يتعاملون مع روحانيات شهر رمضان بسلوكيات بعيدة عن التقوى، ويأخذون من صيام رمضان الشكل المظهرى دون العمق الإيمانى المطلوب، ومن أجل هذا كتب ثلاث قصائد زجلية بتنويعات مختلفة عن شهر رمضان، الأولى يدعو فيها الصائم إلى الابتعاد عن كافة المعاصى واللهو حتى يصبح صيامه عبادة حقيقية وليس لونا من ألوان إنقاص الوزن، فيقول :
- " يا صايمْ صيام الشرابْ والطعام.. صيامك حلالْ، أو صيامك حرامْ.. لسانَكْ يصومْ.. وعِـينَكْ تِصُومْ وإيْدكْ تِصومْ عن جَـميعْ الأَثام.. يِصُومْ اللسانْ إذا كانْ يُصانْ.. لا يغـتابْ فلان ولا يْسِىءْ فـلان.. وخلِّى المزَاحْ ولو كن مُبَاحْ.. ومـعظــــم ذنوبنا سببها الكلام.. وعينكْ تصـونها عـن الفاتناتْ..عن العاريات،عن الضاحكات، عن المائلات.. لا تجمع ما بين الصيام والآهات.. وإذا كـــنت ناوى..بلاش القهـاوى وتنوى فى بيتك على الاعتصام.. بلاش الملامـــةْ وبلاش الأذيـَّـة.. إذا كنت تِأْذِى الضعيف واليتيم.. بإيدك يا صايم، صيامك رِجِـيم.. وإيدك تصوم عـن جميـع الآثام.. ورمضان كـريم يحب الـكرام.. ويحييكم الله إلى كل عام ".
* وفى القصيدة الثانية ينتقد بيرم الخطباء الذين يتعمدون إطالة الخطبة فى شهر رمضان بحديث مكرر، ويطلب منهم الاقتداء بخطب الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فى البلاغة والقِصَر، فيقول :
- " خُطَبْ النَّبِى سَجِّلُوها فى كُتُب خمسه.. وكل خُـطْبهْ سطورْها منْ دهـبْ خمسه.. محـندقه يحفظوها خمسه من خمسه.. مُشَوِّقَــهْ يشْـتِهِيها خمسه فى خمسه.. قَعَدْنا فى الشمسْ نِسْمَعْ والخطيبْ فى أمَانْ.. السَّقْفْ فُوقُهْ، يِكِنُّه مِنْ لَظَى النيرانْ.. خمسه يفهِّمْنا إن الشهرْ ده رمضان.. وخمسه، فَضْـل الصيام فى صِحِّـة الأَبْدان.. وخمسة يِوْصِفْ عِقابْ الفاطِر الخَزْيان.. وخـمسه فيهــا يعيدْ كُل اللِّــى قالهْ كمان.. وخمسه فيهــا يِحَذَّرْنا مِـن النسيان.. واللى فِهِـمْ خُطْبِتُه، واحدْ على خَمْسه !! "
* وفى القصيدة الثالثة تتجلى سخرية بيرم من الذين يغادرون إلى المصايف هربا من الحر عندما يحل شهر رمضان ضمن شهور الصيف، فيقول :
- " فى العامْ دا رمضان يسلِّى وافى على بْلاجْ ستانلى.. واتْجَلى إبليس علينا بكل معْنى التجلّى.. يا بوالعيون فى الحقيقة الأمر ما فيهْش ضِـيقـه.. القعْدة قعْده بريئهْ وانت اللى عمَّال تِفَلِّى.. ما لْها الخُصور النحيلة تِجـذِبها أرداف تِقيله.. وفْنونْ يا راجلْ جـميلهْ عليها بَشَوَات تِصَلِّـى.. نِعْطَشْ ونِرْوِى النَوَاظِـرْ ونْجوعْ ونِشْبَعْ مناظرْ.. والبحرْ مليَان يا شاطــرْ أشكال وأصناف تِحَلِّى.. جَنْبَكْ هِنَا صحْنْ قِشْطه وهناك تشوفْ وِرْكْ بَطَّه.. وشىء بمايوه تَغَطَّـىَ وشِى مايوهْ رُبْع مِللِّى.. اليوم يفـوت يا جماعْ فى ساعهْ أو رُبْع ساعة.. على الْعطاشَهْ الجـواعه يا ريتْنا صايمين تَملِّى