خواطر عشماوية

أخلاق العلماء

د. محمد إبراهيم العشماوى  أستاذ الحديث الشريف وعلومه فى جامعة الأزهر
د. محمد إبراهيم العشماوى أستاذ الحديث الشريف وعلومه فى جامعة الأزهر

كتب الأستاذ الدكتور مصطفى رجب على صفحته يقول ما مفاده: إن الشيخ الدكتور محمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر الشريف رحمه الله؛ سها مرة - ولم يقل: (أخطأ)، من باب الأدب فى النصيحة - فى بعض الأحاديث الإذاعية وهو مفت، فكتب إليه الدكتور مصطفى منبها على هذا السهو (الخطأ)، فرد عليه الشيخ رحمه الله بهذه الرسالة الراقية التى تدل على أدب العلماء الكبار، وسمو أخلاقهم، واستماعهم إلى النصيحة، ورجوعهم إلى الحق - فى غير أنفة أو استكبار - وشكرهم من أسدى إليهم النصيحة، وكان رحمه الله لا يغلق بابه دون أحد، ولا يصم أذنه عن استماع النصيحة، وكان صادقا مع نفسه، باطنه كظاهره، وسره كعلانيته، لم يدع لنفسه حالا، ولا أظهر بطولة زائفة، ولا غيرة مصطنعة، وكان محبا للصالحين، كثير التودد إليهم، والتردد عليهم، ومن أحب قوما حشر معهم.
ولله در لبيد بن ربيعة حين قال:
ذهب الذين يعاش فى أكنافهم
وبقيت فى خلف كجلد الأجرب.
وكانت السيدة عائشة رضى الله عنها تكثر من التمثل بهذا البيت، وتقول: ويح لبيد بن ربيعة! كيف لو بقى إلى اليوم! وكانت تروى له ألف بيت.
اللهم إن أحيا غيرنا ذكر الفاسدين؛ فأحى بنا ذكر الصالحين.