أمس واليوم وغدا

أطـفالـنـا .. و«الغربان» الضالة!

بقلم عصام السباعى.. essamsebaie@yahoo.com
بقلم عصام السباعى.. [email protected]

إعجابى بـمسلسل «القاهرة كابول» ليس له حدود، توقفت كثيرا عند بعض مشاهده، تلتصق بذهنى  وعقلى، ولا أستطيع نسيانها، أجدها أحيانا تظهر فى لحظة لأغرق فى التفكير فيها لوقت ليس بالقصير، ومن أبرزها تلك المشاهد التى تجمع بين الرجل الموتور فكريا ودينيا «غريب زيدان»  والطفل «رمزى عبدالستار» الذى سيصبح فيما بعد واحداً من أبرز شيوخ الضلال والإرهاب الموتورين عقليا ونفسيا، والتى بدأت وعمر رمزى  لا يتجاوز خمس سنين، لينمو ذلك الطفل على الأفكار الشاذة المسممة عن الدين.. عن المخالفين.. عن  الكفر والتكفير.. عن الخلافة.. عن المرأة.. عن الفنون.. وعن كل مفردات الحياة، وذلك الفهم الخاص الموتور المعيوب الخائب للدين.
  الطفل «رمزى» ليس سوى نموذج لملايين الأطفال معرضين لعشرات آخرين من أمثال «غريب زيدان»، وتخيلوا ما يمكن أن يحدث عندما يشب الأطفال على تلك الأفكار، ويصبحون فتيانا وشبابا، تتفرق بهم المدارس الإعدادية والثانوية إلى
الجامعات والمعاهد وغير ذلك، ويشق كل واحد منهم طريقه فى تخصصات مختلفة، ليرسم كل واحد منهم ملامح مستقبله ومستقبل البلد والوطن، هل تتخيلون ماذا يمكن أن نكون عليه، لو زادت نسبة هؤلاء الضالين أمثال رمزى، وقد كان ذلك هو المعنى الذى أشرت إليه الأسبوع الماضى، عندما قلت إن  قطاع الأطفال، وكل مايتعلق بهم وبنموهم وتنشئتهم، على رأس الأشياء التى لا تباع ولاتشترى، أو التى  يتم  التعامل معها بقواعد الربح والخسارة، أو قراءتها فى صورة قوائم للإيرادات والمصروفات، لأننا مهما أنفقنا، فسوف يكون العائد أكبر بكثير من خسائرنا لو تركنا أطفالنا لأفكار الضالين من أمثال غريب زيدان وغيره من «الغربان»، ولكم أن تتخيلوا، وبمعنى أصح وأدق، أن تصدقوا أن الأطفال هم صمام الأمان لتثبيت أركان الدولة المصرية، وحمايتهم من هؤلاء الأشرار واجب قومى، ويكفى مجرد إشارة إلى أن الأطفال فى المرحـــلة العمــــريـة مـــن 15 إلــى ١٨ ســــنة، يشكلون نسبة كبيرة من عدد السكان، وهى أخطر المراحل السنية التى قد يتشكل فيها التطرف بكل أشكاله..  فتدبروا!

كلنا شركاء فى صناعة المستقبل!


أبعاد تلك القضية القومية، يمكن فهمها بسهولة لو حولنا الواقع إلى صورة رقمية، وأول رقم يجب أن نعرفه هو أن العدد الرسمى للأطفال فى مصر أقل من 18 عاما هو 38 مليون مواطن، وفقًا لأرقام الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، ويمثلون نحو 39.3% من إجمالى السكان، وتُشكل الفئة العمرية من يوم إلى 4 سنوات نحو 32.9% من الأطفال، وهى النسبة الأعلى، بينما النسبة الأقل فهى الفئة العمرية من 15 إلى 17 عامًا وتبلغ  13.8%، وتؤكد كل الشواهد أن كل التفاصيل محل نظر القيادة السياسية والحكومة، ومن هنا كانت المبادرات الرئاسية المتعددة الخاصة بالطفل المصرى، سواء مصورة مباشرة أو غير مباشرة، خاصة أن كل خطط التنمية موجهة بالدرجة الأولى إلى هؤلاء الأبناء والأحفاد الذين هم رجال مصر فى المستقبل، ومنها مبادرة «أطفال بلا مأوى»، ومبادرات الصحة، مثل حملة علاج «السمنة والأنيميا والتقزم» لطلاب المرحلة الابتدائية، وحملة مصر خالية من شلل الأطفال، والمبادرة الرئاسية «نور حياة» والحملة القومية للقضاء على الديدان المعوية بمدارس المرحلة الابتدائية، فضلا عن الخطة الوطنية لمكافحة أشكال عمل الأطفال، وغير ذلك كثير فى مبادرتى «تكافل وكرامة» وتطوير التعليم وتنمية المهارات ورعاية المبدعين، وما أرجوه أن نكون جميعا شركاء للدولة فى رعاية أطفالنا، وأن يقوم كل واحد فينا بدوره، حتى لو كان ذلك الدور هو تقديم قدوة حسنة لهم فى الشارع أو من خلال التعاملات اليومية معهم، والسؤال الملح بالنسبة لى: هل نعلم كلنا أن تهاون بعض الأسر فى ممارسة مسئوليتها فى التربية يضر بالمستقبل.. هل يدرك أى موظف فى أى مؤسسة أن إهماله فى أى مهمة تتعلق بفلذات أكبادنا ، يمكن أن تكون مصدر ضعف فى الأجيال القادمة؟ هل يعرف البعض أن ما نزرعه اليوم يحصده الوطن فى العقود القادمة؟  ما أريد أن أقوله إن إدراك أهمية القضية والدور نقطة البداية فى صناعة المستقبل، وكما نعلم فمصر تعمل حاليا على تطبيق استراتيجية التنمية المستدامة2030، وعلينا أن نعى أن الأطفال الذين  بلغوا من العمر حاليا 15 سنة، سيصل عمرهم  فى 2030 إلى 24 سنة، أى فى عز الشباب، الذين تعتمد عليهم الدولة فى كافة مواقع العمل، ويقودون التنمية فى الوطن.. فتدبروا!
 

ما هو أهم  من الربح والخسارة!


أتوقف كثيرا أمام خريطة مجلات الأطفال فى مصر، وأعنى بها تلك المجلات التى يتم إصدارها لمخاطبة الطفل، وتكوين اتجاهاته وخلق مواطن صالح يحب وطنه، ويفديه بروحه، فضلا عن توسيع مداركه وتنمية ثقافته، والأهم تعويده على القراءة بكل ما تتيحه من تنمية للخيال وقدرة على الإبداع، وزيادة قدرة الأهل على احتواء الأبناء، بعيدا عن مخاطر شبكة الإنترنت، وقد كانت مصر الرائدة فى صحافة الطفل، فنحن سنحتفل يوم 21 أكتوبر القادم بمرور 144 عاما على صدور «السمير الصغير» ، و 99 سنة على صدور «النونو الصغير» أول مجلة أطفال بالألوان، و75 سنة على «سندباد» و«كروان»  و«صندوق الدنيا»، راحت كل تلك المجلات وتقلصت، وسيطر على السوق مجلتان غير مصريتين واحدة تباع بجنيهين ونصف الجنيه، والثانية تباع بخمسة جنيهات، والثالثة مصرية مضمونها غربى أمريكى يحمل قيما وعادات وتقاليد غريبة تماما عن مجتمعنا، فى مقابل تلك المجلات التى تصدر عن الصحف القومية وهـــى «فـــــارس» و«سمير» و«علاء الدين»، فضلا عن مجلة «قطر الندى» نصف الشهرية الصادرة عن قصور الثقافة، ومجلة أخرى يدعمها الأزهر الشريف، ما أريد أن أقوله أن تلك الصحافة المتخصصة التى تخاطب الطفل، تحتاج إلى مساندة، بعيدا عن معايير الربح والخسارة ، فمكاسبها وأرباحها غير قابلة للقياس، كذلك يجب الاهتمام بالمؤلفين والرسامين العاملين فى ذلك القطاع، فهم يحتاجون بالفعل إلى تلك المساندة، خاصة أن معظمهم يعملون بإيمان واقتناع برسالتهم الوطنية.
ملحوظة :
جمـــاعـــات الإســــــلام الســياسـى وضــعت عيونها على الأطـفال منذ اللحظات الأولــى لوجــودها، ومــن أبــرز ما كــان من جماعة إخـــوان الشيطان، هو إصدار  «مجلة أشبال الدعوة»  كملحق لمجلة الدعوة عام 1978  وغـــير ذلك مــن التنظيمات الفرعية، ومازالت غربان التطرف تضع عيونها على أطفالنا.. فتدبروا!  
 

"بوكـــــــــــس"

أرجو من المهندس أحمد مجاهد رئيس اللجنة الثلاثية المكلفة بإدارة اتحاد كرة القدم، تحويل المصرفى عمرو الجناينى إلى لجنة الانضباط، والهيئة المماثلة لها فى اللجنة الأولمبية للتحقيق معه بشأن تصريحاته الأخيرة حول محاباته ومجاملاته وتربيطاته لصالح أحد الأندية ، والله عيب كبير ما قيل.. وعيب أكبر السكوت عليه!