مدربة اللياقة البدنية تنتقم من زوجها بطريقتها الخاصة

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

بوجه يشوبه الأرق والتعب وكأنه خرج من حرب شرسة يخوضها وحيدا يسير مترنحا في أروقه المحاكم، منهك القدمين متعرق الجسد، يحلم بزوال التعب أو أن تبلعه الأرض ليتخلص من عنائه الشديد المصاحب له منذ عام ونصف.

شاب في مقتبل العمر لم يكن يعرف أن حياته مع المرأة التي أحبها وحاول جاهدًا أن يكون زوجها وأبيها وأخيها، وتلبية كل ما تريده قد تكون سببا في تدميره الكامل في يوم ما، هكذا بدأ كلمته أمام قاضي الأحوال الشخصية.

الشاب أحمد شاب مجتهد وعلى خلق، بدأ العمل من الصغر ليكون نفسه وينفق على ذاته كان يعمل بأحد المدارس الحكومية بعد التخرج من الجامعة بأحد الأحياء الشعبية، فقد تعرف على زوجته بعد عام من العمل واستمر التعارف بينهم لعامين فكان يراقبها في صمت حتى قرر أن يصارحها بحبه بعد أن تعلق بها وعيناها الساحرتين، لتصبح زوجته وأم أبنائه ظنا منه أن الحياة أخيرا ستعطيه زوجة يرتاح بين زراعيها من تعب العمل المستمر لأكثر من 12 ساعة يوميا.

ليتقدم لخطبتها ومن ثم يوافق الأهل على إجراء ولكنه لم يكن يعلم ما يخبئه له الزمن من حمل ربما يقسم ظهره، فبعد عام تم الزفاف وسط فرحة الأصدقاء والأهل، فبعد عدة أشهر من الزواج رزقهم الله بطفل ملأ حياتهم بالفرح لتقرر الزوجة بعد عام ونصف من الزواج أن تعود لعملها القديم بأحد الأندية الرياضية كمدربة ألعاب لياقة للأطفال بعد عملها الأساسي، بحجة المساعدة في مصاريف المنزل.

وبعد إلحاح منها ومن أهلها استمر قرابة الشهر، عادت في نفس الوقت معه أو قبله بدقائق، فمع مرور الوقت كانت تعود منهكة لا تقدر على خدمته أو خدمة طفلهم ابن العامين حتى بدأ الزوج في إخبارها أن البيت بحاجة لها ولوقتها حتى بدأت الزوجة في افتعال الخلافات بينهم، وبتدخل أهلها بأنه لا يحق له أن يخبر زوجته متى تعود فهي تعمل مثلها مثله ولا يجوز له منعها من العمل لتبدأ في التمرد والغياب خارج المنزل لأوقات متأخرة حتى كان يعود من عمله لا يجدها وكانت دائما تتحجج بكثرة عملها.

وطلب منها الزوج المكوث في المنزل والاكتفاء بالعمل النهاري فهو متكفل بالبيت بالكامل من أول يوم زواج، إلا أنها كانت تزداد تعنتا وعندا معه فبعد عدة محاولات من اهل الطرفين لحل هذا الخلاف الا ان وصل الامر الى الاشتباك باليدي والسب والقصف، فقررت الزوجة الدخول للمحاكم وسارعت في عمل عدة محاضر له كيدية ما بين سب وقصف وطرد من مسكن الزوجية وعدم إعطائها ملابسها الخاصة وحرمانها من ابنها وتبديد منقولات ونفقات وخلافه، ليحكم ببراءة الزوج من كل التهم.

أقرا ايضا | «القومي للمرأة» يعقد البرنامج التدريبي لدعم قدرات معاونات محكمة الأسرة

وقررت الزوجة رفع دعوى طلاق وتكبيده خسائر لا يتحملها ولكن القدر من شأنه تغيير كل مجريات الأمور في ليلة وضحاها فكانت المفاجأة في آخر جلسات المحكمة والسماع لشهود الزوجة التي طلبتهم المحكمة للمثول أمامها ولم يتمكنوا من إثبات التهم على الزوج وبانهيار الزوجة واعترافها أمام القاضي بأنها لن تترك عملها والدخل الكبير وما حققته من نجاح من أجل بيتها وزوجها وابنها الرضيع، لذلك قررت المحكمة رفض الدعوى شكلا وموضوعا.