حكايات| «آدم» مسحراتي المنيا.. أغنية بالطبلة لكل طفل في «عرب أبو قتلة»

«آدم» مسحراتي المنيا.. أغنية بالطبلة لكل طفل في «عرب أبو قتلة»
«آدم» مسحراتي المنيا.. أغنية بالطبلة لكل طفل في «عرب أبو قتلة»

كتب: حمد الترهوني 

 

بصوت جميل وكلمات فتية يلحنها المسحراتي آدم "أصحى يا نايم .. وحد الدايم" يتفاعل أهالي عرب أبو قلتة مع هذا الشاب الثلاثيني ذو البشرة السمراء والابتسامة البسيطة.

 

يخرج آدم شحاتة معيوف (38 سنة) كل ليلة ليبدأ في إيقاظ أهل بلدته من أجل تناول وجبة السحور، ويحرص الرجل على أن ينادي المواطنين بأسمائهم خلال جولاته في شوارع القرية، كما يبادر الأهالي بتقديم بعض الهدايا والعطايا المادية والعينية إليه هو الأطفال الذين يطوفون معه.


معشوق الأطفال والمسحراتي و"الطقار".. ألقاب حصل عليها "آدم معيوف" الذي تربطه علاقة طيبة مع أطفال القرية الذين لتفون حوله ويقومون بالغناء معه وهو يوجه ضربته الفنية إلى طبلته قبل الإمساك بساعتين خلال جولته الليلية في شوارع القرية لتناول وجبة السحور.

 

 

يقول آدم وهو أب لـ4 أطفال: "أعمل مسحراتى منذ 20 عاما.. أحببت هذه الوظيفة الموسمية من أجل إسعاد أهل قرية وليست تربحا منها.. أبدأ ليلتي في الثانية عشر بعد منتصف اليل في الشوارع، بالدق على طبلتي، لإيقاظ النائمين وحثهم على تناول طعام السحور، استعدادًا للصيام".

 

ويضيف المسحراتي: "الطبلة هي التي تميز هذه المهنة وإن اختلفت مهنة المسحراتي عن أيام زمان، حيث كنت أطوف جميع الشوارع ولا أسمع صوتًا غير صوت كاساتي التي كانت تدوي بالمنطقة الخاوية، وكانت فرحتي تزداد عندما أشاهد طفلًا يُطل علّي من شُرفة منزله".

 

ويروي: "لكن اليوم أسير وسط الأطفال والكبار والأهالي يجلسون على الأبواب في انتظاري، ومع تطور الزمان أصبحت المهنة مختلفة فالمسحراتي بات الأطفال ينتظروني منذ الساعات الأولى من المساء، ويتجمعون أمام منزلي لحين خروجي ليشاركون معي في إيقاظ الأهالي".

 

 

ويحكي أيضًا: "كل ليلة أجد مفاجآت من الأهالي، فمنهم من يقوم بتوزيع الشربات وآخر يقوم بإلقاء الحلويات على من يجلس معي ويسعد الجميع منذ الخروج وحتى إنهاء عملية السحور والعودة".

 

ورغم وجود أكثر من مسحراتي يتجول القرية يحظى آدم بحب كبير من الأطفال بسبب تفاعله معهم وترديد أغاني لهم وبأسماءهم بشكل كوميدي الذي يتناول الشكل الضاحك وتعتبر سعادته الكبيرة هي لم الأطفال حواله وفرحته بهم وأدم يعتبر جزءًا أساسيا من احتفالات شهر رمضان المبارك.