الدراما.. سلاح الوعي| موسى.. المقاومة الشعبيـة ضد الاحتلال البريطاني

محمد رمضان
محمد رمضان

لفت مسلسل "موسى" والذي يقوم ببطولته الفنان محمد رمضان، الانتباه له بأنه ليس مجرد عمل درامي صعيدي فقط، ولكن يمكن ضمه لقائمة الأعمال الوطنية التي تبرز دور القوة الناعمة في مواجهة الأفكار الظلامية حيث يرصد "موسى" شجاعة المصريين في الصعيد ودورهم الوطني في المقاومة الشعبية ضد الاحتلال البريطاني. 

 

ويطرح السيناريست ناصر عبدالرحمن فى المسلسل فكرة مقاومة الشعب المصرى للاحتلال، في فترة الخمسينيات من القرن الماضي، حول رحلة صعود شخص يتوفى والده منذ صغره، ويتحمل مسؤولية أشقائه، وهو من صعيد مصر، ويضطر لترك بلده، والتنقل إلى القاهرة، ويعمل في تصدير واستيراد بعض الأشياء من غزة لمصر والعكس، ويعجب بفتاة فرنسية، وتتوالى الأحداث في إطار درامي.

 

وعن سر اختيار ناصر عبدالرحمن لفكرة المسلسل، قال إن أحداث المسلسل واقع تاريخي يشبه الأحداث الأخيرة التى مرت على مصر، ويبرز دور المصريين فى مقاومة أى احتلال ظالم أو أي معتد  يريد حصد أرواح الأبرياء في مقابل زيادة نفوذهم، ويرصد من خلال المسلسل دور أهل الصعيد فى المقاومة الشعبية ضد الاحتلال الانجليزي، ليتضح أنهم لعبوا دوراً كبيراً فى تلك الأحداث، مضيفًا  أن المسلسل يشكل مرحلة وعى فكرى يتماشى مع سياسة الدولة المصرية فى بناء الوعى الفكرى للمصريين لمحاربة الأفكار الظلامية الهدامة.

 

وأكد مؤلف "موسى"، أن العمل يشبه العقد، وأن كل حلقة من حلقات المسلسل تحمل الكثير والكثير من الأسرار والمفاجآت وتبرز الدور الوطنى للمصريين خاصة أهل الصعيد للدفاع عن وطنهم 

 

ومن جانبه، يقول د.جمال شقرة أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة عين شمس، إن تاريخ الصعيد تاريخ مشرف في المقاومة للاحتلال عبر الأزمنة المختلفة، وأن جينات المقاومة مختلطة بخلايا الشعب المصري العظيم الذي يرفض الخنوع والاستبداد بكل أشكاله وأن بجانب الملاحم الوطنية التي سجلها التاريخ لأهل الصعيد، هناك العشرات من البطولات الفردية في تاريخ المقاومة، وتاريخ المصريين حافل بالانتصارات على الاحتلال وكلها أحداث مشرفة للمصريين في تاريخ النضال الوطني تفضح جرائم الاحتلال البريطاني.

 

وعن دور الدراما في توثيق ذلك وتأثيرها في معركة الوعي، يقول المؤرخ أيمن فؤاد: "الناس لا تقرأ والأعمال الدرامية ترسخ فى الأذهان ولها دور كبير فأي عمل درامي يقدم الأعمال التاريخية والصعيدية لو لم يخرج بشكل جيد ومعتمد على دراسات لأساتذة التاريخ الذين يشرفون على أحداثه التاريخية والملابس وغيرها سيكون بكل تأكيد كارثة، والدراما متروكة للمؤلف وخياله في كتابة الأحداث".