شهرزاد

وما أبرئ نفسى

شيماء علام
شيماء علام

كعادة كل عام يأتى شهر رمضان المعظم وتأتينى معه التساؤلات والتأملات..!؟
فقد وعدنا الله عز وجل على لسان نبيه عن أبى هريرة، رضى الله عنه، قال: قال رسول الله، : «إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين» رواه البخارى ومسلم.
ووعد الله حق لا جدال فيه.
ورغم ذلك نصطدم بواقع مرير حيث زيادة المشادات الأسرية وتراشق السائقين بالألفاظ البذيئة والأكثر مرارة استمرار جرائم السرقة والقتل؟!
أهو فعل الشيطان؟! أم أن فعل البشر يفوق الشيطان والشيطان مجرد ساتر نحتمى به وشماعة للخطيئة النفس الأمارة بالسوء؟!
سؤال وجودى يطرح نفسه.
الواقع والمؤكد أن تصفيد الشياطين فى شهر رمضان لا يعنى اختفاءهم تماما، أو عدم وسوستهم للإنسان بالكُلّية؛ فيُحمَل الحديث على أنّ مردة الشياطين هم مَن يُغلّون وليس جميعهم، وتُمنع الشياطين عن البشر الذين يُؤدّون حقّ الله فى صيامهم، ويُراعون شروطه وموانعه وآدابه، وقلّة الشرور والآثام واضحة فى رمضان دون غيره. كما أنّ ما يُسلَّط على شِرار الناس فى رمضان هم مَنْ دون المَردة؛ أى مَن دون الأقوياء من الشياطين، ولولا أن صُفِّدت الشياطين فى رمضان لكان الشرّ أكبر، والإغواء أكثر، وممّا يُلاحَظ فى رمضان أنّ أصحاب الخير يزداد خيرهم فيه؛ بسبب مَنع الشياطين عنهم،إلّا أنّ الشرّ يبقى موجوداً؛ لأنّ سببه ليس مُقتصراً على الشياطين فحسب، وإنّما يشمل النفوس الأمّارة بالسوء أيضاً، وشياطين الإنس، وما اعتاد عليه البشر من القبائح. ﴿وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِى إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّى إِنَّ رَبِّى غَفُورٌ رَّحِيمٌ (53)﴾ يوسف
وقفة تعظيم لشهر الشعيرة الوحيدة التى اختصها الله لذاته.
دمتم بخير