خواطر عشماوية لـ«علاج الاكتئاب»

محمد إبراهيم العشماوى
محمد إبراهيم العشماوى

أحداث العصر المتلاحقة، وضوضاؤه الصاخبة، وتطوراته السريعة المذهلة، وضغوطاته الكثيرة المتنوعة؛ وراء هذا المرض المنتشر كذرات الهواء الذى نتنفسه وهو الاكتئاب، لكنه لا يصيب إلا نفسًا ضعيفة الصلة بالله، قليلة الإيمان، خائرة العزيمة، ليس لها حصانة من دين أو يقين.


ومن هنا فإن الوقاية من هذا المرض تكون بالتخفف من أثقال الحياة ، وقلة الاكتراث بها، فلا يبالى أقبلت أم أدبرت، قلت أم كثرت، وأن يعلم علم اليقين أنه ما دام فى هذه الحياة فإنه مبتلى بفقد عزيز أو ذهاب مال أو ضياع فرصة، ومتعرض للفشل فى كل حين وإن أخذ بجميع أسباب النجاح، فلا يستغرب وقوع الأكدار ما دام فى هذه الدار، فليوطن نفسه على البلاء قبل مجيئه استعدادا له، حتى إذا وقع لم تصدمه المفاجأة؛ فإن مفاجأة الصدمة هى التى تصيب النفس بالمرض، فيمرض البدن.

وليوقن أن جميع ما ينزل به مما يكره مقدر له فى الأزل، وأن جميع محاولاته لمنعه ستبوء بالفشل، فعلام الحزن على المفقود؟! ولم الفرح بالموجود؟! وإلى هذا المعنى يشير قوله تعالى: «ما أصاب من مصيبة فى الأرض ولا فى أنفسكم إلا فى كتاب من قبل أن نبرأها، إن ذلك على الله يسير، لكيلا تأسوا على ما فاتكم، ولا تفرحوا بما آتاكم».