برا التصنيف

تستحق الشكر

محمود كساب
محمود كساب

نعم تستحق الشكر.. فرقم هاتفها على هواتف جميع المصريين بالخارج فعند وقوع أى مشكلة لمصرى تكون معه على الفور لتبلغه "الو.. انا نبيلة مكرم" وزيرة الهجرة.. فبعيدا عن البيانات الصحفية التى تصدرها وزارة الهجرة بشكل يومى عن نشاط نبيلة مكرم إلا أن هناك جوانب إنسانية لا أحد يعلمها سوى المقربين منها.

وبحكم وظيفتى كمحرر صحفى مسئول عن تغطية وزارة الهجرة وشئون المصريين بالخارج ومنذ أكثر من ثلاث سنوات وتعاملى مع نبيلة مكرم فهناك الكثير من المواقف جمعتنى بها فكان على سبيل المثال عندما كانت والدتى عالقة بإحدى الدول العربية أثناء الموجة الأولى من فيروس كورونا وغلق جميع مطارات العالم، تواصلت الوزيرة بنفسها معها لتبث الاطمئنان بداخلها وتؤكد لها أن جميع أجهزة الدولة تعمل على رجوعها، بالإضافة إلى التواصل مع كل المصريين من أجل حل مشاكلهم سواء كانوا مهاجرين أم من العاملين بالخارج.

ولكن كل هذه المواقف من طبيعة عمل الوزيرة لا تستحق شكرى عليها ولكن التى تستحق الشكر عليه هو الموقف الإنسانى الأخير الذى قامت به الوزيرة فعندما أرسلت لها رسالة نصية فى نصف الليل أخبرها بأن أحد زملائنا توفى أخيه بدولة الأردن ويريد أن يعود الجثمان بأسرع وقت ليكون ردها بأنها ستواصل مع سفارتنا بالخارج ليعود الجثمان بأسرع وقت ممكن وبالفعل يعود الجثمان فى أقل من ٤٨ ساعة وتتأكد بنفسها بأن السفارة انهت جميع الإجراءات فتكون بذلك إنسانة تستحق الشكر قبل أن تكون وزيرة مصرية تقوم بعملها.

هذه المواقف ليست الوحيدة التى جمعتنى مع وزيرة الهجرة ولكن هناك مواقف أخرى فعندما يتعرض أحد المصريين بالخارج بالاعتداء تقوم بالفور بالتواصل معه لتخبره بألا يترك حقه بالإضافة إلى التواصل مع أسرته داخل مصر لتؤكد على حق ابنهم بالخارج.

ومن ضمن المواقف الإنسانية التى لم يتم الإعلان عنها عن نبيلة فدائما تقول فى الغرف المغلقة بأن مكتبها بالوزارة مفتوح لأى مصرى بالخارج سواء كان لعرض مشكلة له أو يريد أن يقدم فكرة يفيد بها عملية التنمية التى تشهدها مصر فى الفترة الأخيرة أو لمعرفة سبل الاستثمار فى مصر وعلى الرغم أن ذلك ليس من تخصصها إلا أنها تسعى بكل الطرق توصيل ذلك المصرى المغترب بأن يوصل صوتها للمسئول المختص من أجل تسهيل الإجراءات لها فى كل المجالات.. فنبيلة مكرم أو "النبيلة" كما يلقبها بعض المصريين بالخارج، قبل ان تقسم اليمين الدستورية أقسمت على انسانيتها أولا وأن تتحمل على عاتقها مسئولية أكثر من 10ملايين مصرى بالخارج من جميع الطبقات.