محلل ليبي: ميليشيات طرابلس تقوّض جهود إنهاء الأزمة في البلاد

المحلل السياسي الليبي الدكتور محمد الزبيدي
المحلل السياسي الليبي الدكتور محمد الزبيدي

قال الدكتور محمد الزبيدي، أستاذ القانون الدولي والمحلل السياسي الليبي، إن الحالة الأمنية المتردية التي تشهدها العاصمة الليبية طرابلس حاليا هي نتاج انتشار المليشيات المسلحة التي ترتكب الجرائم في حق المدنيين الليبيين ليل نهار، مشيرا إلى أن مخاطر الميليشيات تتزايد وبشكل كبير، مع الاشتباكات المستمرة والاقتتال بين مسلحيها، بالإضافة إلى انتهاكات المرتزقة السوريين المواليين لحكومة الوفاق الوطني المنتهية الصلاحية وغير الشرعية في المناطق الغربية.

اقرأ أيضا .. ماكرون يعلن إعادة فتح السفارة الفرنسية في طرابلس الاثنين

وأضاف "الزبيدي" خلال تصريحات تليفزيونية، أن المشهد المأساوي تكرر خلال السنوات الماضية في ظل الفوضى التي تعصف بالبلاد، واهتزت العاصمة الليبية على وقع أحداث مروعة إثر إطلاق مليشيا 444 النار داخل الأحياء المدنية في مدينة بني وليد، مما تسبّب في مقتل مواطن وجرح العديد، مؤكدا أن الكتيبة 444 مشاة ميليشيا تابعة لقيادة مقر عمليات مصراتة، ومسلحوها يحاولون تحت ستار محاربة اللصوصية، بسط سيطرتهم على مناطق جديدة، تابعة لميليشيات منافسة أخرى، لتعزيز نفوذ قيادات مصراتة في المناطق الغربية.

وأشا إلى أنه من المعروف أن ميليشيات أسامة الجويلي هي الأخرى تمتهن السرقة والخطف واللصوصية، والكتيبة 444 تقوم في الظاهر بمحاربتها، وفي الباطن تحاول نزع هذه الأعمال عنها واختطاف هذا المصدر من الرزق والاستئثار به، لافتا إلى أن طرابلس شهدت منذ مدة مناوشات وقعت بين الكتيبة 92 مشاة التابعة للمنطقة العسكرية طرابلس والكتيبة 444، على خلفية تنازع السيطرة على المقرات بما في ذلك مؤسسة النفط والبريد المركزي في شارع الزاوية حيث مقرات الأولى.

وكشف "الزبيدي" عن عمليات تصفية لمنافسيهم تقوم بها الميليشيات  بين الحين والآخر على رأسها تهريب للمخدرات وعمليات الهجرة غير الشرعية وتهريب البشر والتي تُشتهر بها جماعة الردع أيضآ بقيادة عبدالرؤوف كارة والملاحق دولياً لهذه الأسباب، لافتا إلى أن وجود هذه الميليشيات قد يؤثر على مسار المرحلة الانتقالية ويهدد أي استقرار مستقبلي، خصوصا وأن البلاد تشهد طوراً جديداً من التسويات، بعد انتخاب حكومة انتقالية جديدة تمهّد لإجراء انتخابات عامة في أواخر العام الجاري.