أغرب قصة حب.. شهر العسل مدته 17 عامًا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أمور الحب ومذاهبه لا يمكن معرفتها أو التنبؤ بها، فيمكن لحبيب اليوم أن يكون عدو الغد والعكس، ولا يستطيع أحد أن يعرف السر أو السبب في ذلك.

 

والكاتب الصحفي الكبير مصطفى أمين يروي في جريدة أخبار اليوم 9 يوليو 1958 عن أغرب قصة حب تعزز هذا المعنى ويقول: كان أغرب ما في هذا الحب أنه من طرف واحد، فقد رآها صاحبي ذات صيف تمر به كالطيف، ولكنه أحس أنها وقفت أمامه العمر كله.

 

 

على الرغم من أنه عندما رآها لم تقل له كلمة واحدة ولكنه توهم أنها قالت له كل شيء، وأسرع إلى أهلها يطلب يدها ولكن يده الممدودة لم تجد يدًا تمتد إليها تركوا يده معلقة في الهواء، ومضى الزمن ويده لا تزال ممدودة وكنا نعبث به ونضحك منه ونقول له إنه أول عاشق حول الحب إلى شحاذة، فالمحب لا يمكن أن يكون ذليلا ضعيفا مقهورا.

 

 

إن هذه اليد لو أنها أمسكت بهذه المعشوقة وجذبتها لتحول الحب من عبد ذليل إلى ملك متوج، من جندي مقهور إلى قائد منتصر، ولكن صاحبي لم يقتنع بمنطقي لأنه كان يحب والحب لا يعرف أصول علم المنطق.

 

ويستكمل الكاتب مصطفى أمين ويقول: مضى صاحبي يفكر فيها وهي بعيدة عنه، كانا يسيران في خطين متوازيين لا يلتقيان أبدا، كانت حياتهما وظروفهما مختلفة، الجو الذي تحبه يختنق فيه، الناس الذين يحبهم تكرههم، الأغنية التي تهواها تفقده أعصابه.

 

 

وكان أصحابه يقولون إن لقاءهما كلقاء الورق والنار لابد أن أحدهما سيأكل الآخر ولا يبقى إلا الرماد، وكنا دائمًا ننصحه أن يرضى من الحب بذكرياته، بوردة لم تهدها له، إنما هي وردة قطفها من الحديقة التي مرت فيها يوم التقى بها.

 

 

وفجأة التقيت بهما معا وذهلت أن الخطين المتوازيين التقيا وأن 17 عامًا من الفراق انتهت إلى لقاء طويل، وتحدثت إليها فإذا بها تقول لي إنها لم تشعر به مطلقا طوال هذه السنين، لم تعرف أنه يحب كل فتاة تشبهها، وكان يعشق كل اسمرار قريب من لونها الخمري، كانت بالنسبة إليه «المتر» الذي يقيس به الجمال، ولكنها لم تعرف كل هذا إلا بعد أن أحبته وأحست كأن حياتها كلها كانت معه.

 

 

ويكمل مصطفى أمين وهو في حالة من التعجب: لم أفهم سر هذا، هل للحب إشعاعات تتجمع فجأة، هل كل تنهدات صاحبي تجمعت طوال هذه السنوات وتحولت إلى طاقة حركت قلب هذه المرأة أم أنها كانت تحس به دون أن تشعر، وأن للمرأة «قلبًا باطنًا» كالعقل الباطن يحب دون أن يشعر القلب الظاهر.

 

 

لست أعرف كيف أفسر هذه الظاهرة، لكني وجدت هذه المرأة تغيرت فعلًا وتبدلت وأصبحت تحب كل ما يحب، تهز رأسها للأغنية التي كانت تمقتها، تهرب من المجالس التي كانت تهوى الحياة فيها لأنه لا يحبها، وتجد في القرب من ذلك العاشق المتعة والنشوة والسعادة.

 

 

اقرأ ايضا ||«مصطفى أمين» صاحب أول دعوة للاحتفال بعيد الأم في مصر عام 1943

 

وسألت صاحبي العاشق السعيد أن يفسر سر ما حدث، أيكون هذا مولد حب، أو أن الحب عاش فيها هذه السنين دون أن تدري فلما التقي العاشقان لقاء صدفة لم يدم سوى لحظات أحست المرأة بالكهرباء التي في قلب العاشق القديم وسرت الكهرباء إلى قلبها فأضاءته فرأت ما لم تره منذ 17 عاما!

 

ولكن صاحبي قال لا أعرف كل ما أعرف أنها الآن تحبني كما كنت أتمنى أن تحبني من 17 عامًا، وأنني أحبها أكثر مما أحببتها في كل هذه السنين.

 

وينهي مصطفى أمين قصته بأخر مشهد رأه لهم ويقول: جذبت المرأة يد صديقي العاشق ومضت به بعيدة عني، كانا يمشيان وكأنهما يجريان، أنها لا يريدان أن يتوقفا أبدا، إنهما يريدان أن يعوضا الزمن الذي عاشا خلاله دون أن يكونوا معا، إن شهر العسل الجديد مدته 17 عاما!!

 

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم

 

اقرأ أيضا||مصطفى أمين ينشر حقيقة إصابات الملك فاروق في حادث «القصاصين»