بروفايل| نوال السعداوي «عدوة الرجال».. تزوجت 3 مرات

نوال السعداوي
نوال السعداوي

"من قام بحمايتي هو عملي، ما جعلني قوية هو عملي، إنتاجي،عقلي.. وليس الزوج، الزوج لا يحمي، فهو مستعد أن يتخلّى عني لأجل نزوة"..أشهر أقوال المفكرة الدكتور نوال السعداوي، التي كانت أهم مناهجها في الحياة حتى رحلت صباح اليوم الأحد 21مارس 2021، بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز 90 عامًا.

اقرأ ايضا|أمين الأعلى للثقافة ناعيًا نوال السعداوي: فقدنا أديبة مناضلة

كانت آراء الدكتورة نوال السعداوي حول قضايا المرأة مثيرة للغاية، وفي أحيان أخرى صادمة، مما جعلها تواجه العديد من الانتقادات، فاشتهرت بمحاربتها ظاهرة ختان الإناث، والزواج المبكر وتعدد الزوجات، ودعمت عمل المرأة وتملكها قراراها، ونشرت مجموعة من الأعمال الأدبية التي تناقش مشاكل المرأة، ولكن أسلوب تناولها لتلك المشاكل أثار غضب الكثيرين، وأدى إلى فصلها من وزارة الصحة.

ومنذ تلك اللحظة تواردت الكثير من الأسئلة حول سبب اهتمام وحماس السعداوي للمحاربة في سبيل تحقيق أفكارها التي ترى أنها حقوق لكل امرأة يجب أن تنادي بها، وكانت الإجابة واضحة.. فكل معتقدات الإنسان تُكتسب من تجاربه سواء كانت شخصية أو حياتية وعملية.

 

الميلاد والنشأة

ولدت نوال السعداوي، في قرية كفر طلحة بمحافظة القليوبية، كان والدها يعشق العلم ويقدره لذا كان دائم الإصرار على أن يعلّم جميع أبناءه وكان عددهم عشرة أبناء، عملت كمستشارة للأمم المتحدة في برنامج المرأة في أفريقيا والشرق الأوسط. وبقيت على مدى عقود وفي كل عمل أدبي وفكري جديد تثير عاصفة من الجدل، وانتقلت أيضًا إلى الولايات المتحدة الأمريكية لتنال درجة الماجستير في علوم الصحة من جامعة كولومبيا، وأصدرت مجلة الصحة وكانت تنشر فيها جميع آرائها ومعتقداتها دون أي حدود أو خوف، وعملت في وزارة الصحة كمدير مسئول عن الصحة العامة وكأمين مساعد في نقابة الأطباء، إلا أن تمت إقالتها إثر كتابها "المرأة والجنس" عام 1972

 

وبعد عام من إقالتها عملت في المعهد العالي للآداب والعلوم، واستكملت مشوارها في الكتابة المثيرة للجدل حول قضايا المرأة، فنشرت روايتها الأكثر شهرة، "المرأة في بوينت زيرو"، ثم  نشرت "الوجه المخفي للحواء: النساء في العالم العربي.

 

وكلما زاد الانتقاد زاد إصرار نوال السعداوي ونادها وإيمانها بقضيتها، حتى أصبحت حياتها مهددة من قبل المتطرفين فسافرت للعمل بالتدريس بالخارج، وظلت روحها متعلقة بمصر وحقوق النساء في المجتمعات العربية، ثم تحولت إلى انتقاد النظام الغربي فواجهت صراعات جديدة بالغربة

 

نوال السعداوي تزوجت 3 مرات

تزوجت السعداوي ثلاث مرات.. عاشت خلالهم تجارب مؤلمة زادت شعورها بقهر المرأة في المجتمع العربي، وتجبر الرجال، فالزوج الأولى كان صديقها الدكتور أحمد حلمي، وحدث الانفصال بعد عامين بسبب إدمانه ومحاولته قتلها وذلك على حد تصريحاتها الصحفية السابقة، وهو ابو ابنتها الوحية الشاعرة منى حلمي.

 

وبسبب حبها للكتابة واهتمامها بالأدب نشبت خلافات بينها وبين زوجها الثاني وكان أحد رجال القانون، وقالت نوال السعداوي في أحد حواراتها الصحفية أنه صاح في وجهها قائلًا: أنا أو كتاباتك؟! فردت بثبات : كتاباتي، وانفصلا".

 

أما زيجتها الثالثة انتهت بعد 43 عام زواج، حيث تزوجت من الروائي والسياسي شريف حتاته، وكانت فخورة بذلك الزواج وقالت كثيرا انه الرجل الوحيد على كوكب الأرض الذي يؤمن بحرية المرأة ويدعم قضيتها، إلا انها اكتشفت بعد مرور ذلك العمر بينهم انه خانها مع أخرى فانفصلت عنه، واستكملت مشواررها بين كتبها وتلاميذها، حتى توفيت صباح اليوم الاحد 21 مارس عن عمر يناهز 90 عام .