«الشاذلى».. زعيم الهدافين

الشاذلى
الشاذلى

شوقى حامد

مشــوارى فى بـــلاط صاحبـــــة الجـــــلالـــة زاخر بالمواقف حاشد بالأحـــــــداث ملــــــىء بالعلاقات مع الكثير من الشخصيات.. لأنه طـــال لأكــثر مــن أربع حقـب زمنيــة.. فقــد اســـــتحق التســــــجيل واســـــتوجب التدوين.. وعــلى صفحــــات «آخر ساعة» أروى بعضا مـــن مشاهده.

أحببت الكابتن حسن الشاذلى زعيم الهدافين المصريين وإمام اللاعبين الموهوبين قبل أن أقترب منه وأتعامل معه من خلال صداقتى بثلاثة من أقرانه هم حمدى عبدالفتاح وإبراهيم الخليلى ومحمود حسن.. الخليلى كان زميلى فى الأورمان النموذجية الإعدادية ومحمود حسن كان رفيقى فى السعيدية الثانوية والنقيب حمدى عبدالفتاح كان معى فى الخدمة بكلية ضباط الاحتياط تحت قيادة العميد على زيوار قائد لواء الطلبة.. وكان ثلاثتهم يتسمون بالطيبة والأصالة والتلقائية وكانوا يتحدثون عن الشاذلى على أنه الفنان الموهوب الذى يندر أن يجود الزمان بمثيله ويعز تكراره فى الساحة الرياضية ويستحيل بزوغ نجم وهداف صاروخى يتحلى بقدر ضئيل من مهاراته وقدراته وملكاته الخارقة.. ظللت أتابع المباريات التى يشارك فيها الشاذلى بشغف وامتنان سواء مع ناديه الترسانة أو مع المنتخب الوطنى وأنا أمنى النفس بالتعرف عليه إلى أن أسعدتنى الأقدار بمرافقته فى فريق عمل «استديو تحليل» الذى كان يقوم بتغطية المباريات بإحدى القنوات مع الراحل العزيز خالد توحيد.. وأشهد أن ما سمعته عن الشاذلى لم يمثل سوى نسبة ضئيلة من سماته الخلقية العالية وبكارته الإنسانية الجميلة وبشاشته وسماحته وخفة ظله وفطريته وتلقائيته.. ورغم أنه كان أشهرنا وأفضلنا غير أنه كان يقوم بتحضير سجل واف عن الفرق التى ستواجه بعضها البعض ويزخر هذا السجل بمعلومات غزيرة وبيانات دقيقة وخلفيات تاريخية يصعب على أى منا الإلمام به ومن ثم فقد كان يستقطب الأنظار ويلفت الأبصار ويستحوذ على الاهتمام وهو يعلق على الفعاليات وكنا أحيانا نستزيده ونفسح له الفرصة كى نستفيد من غزارة معرفته وبحور خبراته.. والشاذلى الذى لقبوه بالزعيم المتفرد بالرقم القياسى فى نادى المائة برصيد ١٧٦ هدفا وصاحب قاعدة الصواريخ التهديفية التى تخترق تسديداته كل الدفاعات وتمزق كل الشبكات وبأنه لنش الطوربيد الإنسانى الذى يدمر بقذائفه كل التحصينات، له قصة مختلفة نسبيا عن بقية أقرانه.. فرغم أنه من حى بولاق أبوالعلا الشعبى غير أنه يتحلى بصفات وديعة هادئة خلوقة وربما كان لنشأته فى أسرة متوسطة يعمل عائلها موظفا بورش الترسانة البحرية وله ثلاث شقيقات وكان هو آخر الأعضاء فى هذه العائلة.. ربما كانت لهذه النشأة دخل كبير فى تكوينه النفس والخلقى فقد تعود على تحمل المسئولية والتحلى بالإيثار والتعامل بالإحسان والتصرف بعقلانية وتريث فى معظم المواقف التى يتعرض لها.
مارس الشاذلى الكرة فى حوارى وشوارع بولاق وانضم إلى فريق المستقبل الذى يرعاه أحد وجهاء بولاق هو إبراهيم عجور الذى اقتنع بموهبة الصبى فاصطحبه إلى نادى الترسانة برفقة زميله سيف ليخضعا لاختبارات الكابتن على عثمان الذى قرر ضمهما إلى ناشئى هذا النادى العمالى الكبير وكان هذا عام ٥٧ حيث بزغ نجم العديد من الصبية الموهوبين أمثال مصطفى رياض وفتحى بيومى وبدوى عبدالفتاح والدهشورى حرب وخيرى وطلعت وانضم إليهم محمد أبوالعز والحملاوى وشاكر عبدالفتاح وإبراهيم الخليلى ومحمود حسن ورأفت مكي.. تألقت هذه المجموعة من ناشئى الترسانة واحتكرت الفوز بالمسابقات للمراحل السنية المختلفة فكان من الطبيعى أن يتم تصعيدهم للفريق الأول ليعززوا الجيل الذهبى لهذا المعقل الرياضى العريق والذى أبهر الجميع وحقق الانتصارات واحتكر البطولات بفضل إسهامات كل من حمدى عبدالفتاح والشغبى وحنفى إبراهيم وأحمد محرم والدهشورى وحسن فريد.. وانضم معظم عناصر هذا الجيل للمنتخب الوطنى تحت قيادة الخبير محمد الجندى وشارك فى الدورة العربية بالمغرب مع الأفذاذ صالح سليم وطه إسماعيل والفناجيلى ورضا وشحتة ورأفت عطية ويكن حسين وعبدالجليل وعادل هيكل وسمير قطب والإسناوى وكان هذا موسم ٦0/٦1.. لم يكتمل نضج الفتى الصاروخى وهو يشارك كجناح أيسر بالرغم من إحرازه أهدافا جميلة بتسديدات صاروخية ولكن عندما دخلت طريقة ٤/٢/٤.. الساحة وأصبح هجوم الشواكيش يتشكل من حرب ورياض ومحمود حسن والشاذلى ومن خلفهم المايسترو إبراهيم الخليلى والدينامو فتحى بيومى أصبح الشاذلى هداف الدورى دون منافس برصيد ٢٩ هدفا وحصد الترسانة اللقب موسم ٦2/٦3 بعد الفوز على المعاقل القاهرية العريقة كالأهلى وكذلك الإقليمية كالقناة وإحراج الزمالك والتعادل معه.. وتوالت انتصارات الترسانة بتحقيق كأس مصر عام ٦٥و ٦٧ وفاز الشاذلى بكأس أحسن لاعب ٦٥ ولقب هداف المسابقة فى نفس العام برصيد ٢٤ هدفا وبلقب هداف أفريقيا الأول برصيد ١٢ هدفا بغانا ٦٣ وبالسودان عام ٧٠ وكان موسم ٧4/٧5 هو أفضل مواسمه حيث أحرز فيه ٣٤ هدفا فى المسابقات المختلفة.