تصدير ٧٠ ألف طن من المواد السيناوية وفتح أسواق جديدة فى أوروبا وشمال إفريقيا

بعد توقف ٣ سنوات..ميناء العريش يعود للحياة

ميناء العريش يعودللعمل بعد توقف ٣ سنوات
ميناء العريش يعودللعمل بعد توقف ٣ سنوات

من أرض الفيروز ومن محافظة شمال سيناء، بالقرب من الكتيبة ١٠١ وأمام ميدان شهداء الكتيبة ١٠٣ والذى يتزين بلوحة شهداء وأبطال كتيبة «المنسي».. تطأ قدمك ميناء العريش البحرى التابع للهيئة الاقتصادية لقناة السويس.. وهو الميناء البحرى الوحيد بالمحافظة والمنافس لموانئ شرق المتوسط، يعود لبريقه من جديد ويستعيد مكانته بقوة بعد توقف ٣ سنوات لينعش حركة الصادرات السيناوية مرة أخرى لدول أوروبا وشمال إفريقيا والبحر المتوسط.

تصدير‭ ‬‮٧٠‬‭ ‬ألف‭ ‬طن‭ ‬من‭ ‬المواد‭ ‬السيناوية‭ ‬وفتح‭ ‬أسواق‭ ‬جديدة‭ ‬فى‭ ‬أوروبا‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا

يحيى‭ ‬زكى‭: ‬تطوير‭ ‬الميناء‭ ‬يزيد‭ ‬معدلات‭ ‬التداول‭ ‬ويلبى‭ ‬احتياجات‭ ‬المستثمرين

جاء قرار الرئيس عبد الفتاح السيسى بوضع ميناء العريش على الخريطة التنافسية لموانئ البحر المتوسط، ليبعث الأمل نحو إحداث تنمية حقيقية على أرض سيناء، وفور توجيهات القيادة السياسية بدأ العمل على أرض الواقع الذى كان حلماً بعيد المنال نحو تشغيل الميناء مرة أخرى، إلا أن الإرادة والعزيمة كانت شرارة انطلاق الهيئة الاقتصادية لقناة السويس بالبدء فى تنفيذ المهمة التى قد يراها البعض الأصعب فى هذه الفترة وخاصة مع المتغيرات العالمية من حولنا، لكن خلال ٦ أشهر فقط وتحديداً فى يونيو ٢٠٢٠ بدأت عمليات التطوير ليعلن فى ديسمبر الماضى عن إعادة تشغيل الميناء واستقبال سفن التصدير مع بدايات ٢٠٢١.

وشهد الميناء أول أمس استقبال أول سفينة تصدير أسمنت أسود بحمولة 2900 ألف طن متجهة⊇إلى لبنان..وفى هذه اللحظات التى عاشها فريق العمل بالميناء وأهل العريش كانت ملحمة انتصار من جديد مليئة بالفخر والاعتزاز والنجاحات، وكأنها تمر كشريط سينمائى لكنه واقع يحدث على أرض الفيروز.

وعن نجاحات الميناء قال المهندس يحيى زكى رئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس فى تصريحات خاصة لـ«أخبار اليوم» أن ميناء العريش منذ إعادة التشغيل شهد تصدير نحو 70 ألف طن من الأسمنت بنوعيه والملح لدول المغرب وليبيا ولبنان وروسيا واليونان، بواقع 15 سفينة من 4 يناير حتى 5 مارس الجاري، ومتوقع وصول 3 سفن خلال الأيام المقبلة، فضلاً عن أعمال التطوير الجارية والتى يشهدها الميناء من إنشاء أرصفة جديدة ورفع كفاءة الميناء ذاته.

وقال المهندس يحيى زكى إن ميناء العريش يتمتع بموقع فريد ومتميز على البحر متوسط يصل بين قارتى أوروبا وآسيا مما استدعى ضرورة تطويره لكى يكون قادراً على استقبال السفن الحديثة وبحمولات ضخمة، فضلاً عن العمل على فتح أسواق خارجية جديدة أمام المنتجات السيناوية وإنشاء ساحات تداول وخلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة لأبناء المحافظة ودفع عملية التنمية فى شبه جزيرة سيناء.

وأضاف زكى أن عمليات التطوير التى تشهدها الميناء تأتى فى إطار توجيهات وتكليفات الرئيس عبدالفتاح السيسى بتسريع وتيرة أعمال التطوير وتنمية الميناء بالتنسيق مع الجهات المعنية للإنتهاء منها خلال عامين لتشغيل الأرصفة الجديدة والساحات فى الميناء ورفع كفاءته ليضاهى الموانئ العالمية وينافس الموانئ بشرق البحر المتوسط، على أن تنعكس عمليات التطوير على أبناء المحافظة فى إطار تنمية سيناء، حيث أنه الميناء البحرى الوحيد بالمحافظة.

 وأشار رئيس المنطقة الاقتصادية إلى التيسيرات التى منحتها المنطقة الاقتصادية للشركات التى تقوم بالتصدير والتى استفادت منها الشركات بشكل كبير لفتح أسواق جديدة لها فى أوروبا وشمال إفريقيا، لافتاً إلى أعمال التطوير الجارى تنفيذها من خلال خطة طموحة لإنشاء أرصفة جديدة بطول ٣٠٠٠ متراً وعمق ١٢ متراً، وكذلك تكريك المجرى المائى لزيادة عمق وغاطس الميناء وزيادة حاجز الأمواج، وقد قامت الهيئة برفع كفاءة الوحدات البحرية التابعة للميناء سواء القاطرات أو لنشات الإرشاد فضلاً عن رفع كفاءة وتنفيذ أعمال صيانة للمبانى الإدارية داخل الميناء.

وعند إعادة تشغيل الميناء اتخذت إدارته بعض الإجراءات بشأن انتظار السفن بمنطقة الانتظار وتحديد مسافة 5 أميال بحرية من الميناء، مع ضرورة التأكيد على التوكيلات الملاحية بالتواصل والتنسيق مع الميناء قبل دخول السفن لاتخاذ ما يلزم من إجراءات لتسهيل دخولها على الرصيف الحالي.

وقد خاطبت الهيئة الاقتصادية الشركات التى كانت تتعامل مع الميناء قبل توقفه، لإعادة العمل معها والتنسيق بشأن استئناف حركة التصدير لبضائعها سواء المعبأة أو الخام مرة أخرى من خلال الميناء، والتى لم تتخيل عودة الميناء للعمل بهذه القوة على حد وصف رجب سيف النصر مدير الملاحة والشحن البحرى لشركة سيناء للأسمنت الأبيض التى قامت بتصدير أسمنت أبيض معبأ بحمولة 18 ألف طن خلال الشهرين الماضيين على متن ٤ سفن من إجمالى ١٥ سفينة استقبلتها الميناء منذ يناير الماضي.

وتابع رجب سيف النصر قائلاً: إن ميناء العريش يعد من الموانئ الهامة المطلة على شرق المتوسط، وكانت الشركة تتعامل مع دول عدة لتصدير منتجات سيناء من الأسمنت الأبيض بشحنات ضخمة قبل إغلاق الميناء منذ ثلاث سنوات ماضية، إلا أن تشغيله مرة ثانية وعودته بقوة كما هو الآن وفر الكثير من الوقت والمجهود والنفقات التى كانت تتكبدها الشركة والتوكيلات الملاحية من خلال إنتقال شحنات الأسمنت من العريش لمحافظة بورسعيد وإعادة تعبئتها للشحن من خلال موانئ بورسعيد، لكن إعادة تشغيل ميناء العريش يعد بمثابة إعادة الروح والأمل للجميع مرة أخرى.