بعد انتهاء عملية تسجيل الناخبين الفلسطينيين

«فتح» تعيد ترتيب البيت من الداخل قبل الانتخابات الفلسطينية القادمة

إقبال كبير من الفلسطينيين على التسجيل فى الانتخابات القادمة
إقبال كبير من الفلسطينيين على التسجيل فى الانتخابات القادمة

تتسارع بشكل واضح وملموس التحركات الفلسطينية باتجاه إجراء الانتخابات الفلسطينية على ثلاث مراحل تشريعية ورئاسية وانتخابات المجلس الفلسطينى بعد المرسوم الرئاسى الذى أصدره الرئيس محمود عباس فى منتصف يناير الماضى بإطلاق هذه العملية يوليو القادم وقد انتهت لجنة الانتخابات المركزية يوم الثلاثاء الماضى من عملية التسجيل الميدانى للانتخابات والتى شهدت إقبالا واسعا من أفراد الشعب الفلسطينى على التسجيل.

 

وبعيدا عن الإجراءات وبعد النجاح الذى شهده حوار الفصائل الفلسطينية والذى استضافته القاهرة وبرعاية مقدرة من مصر فى مساع لتسهيل إجراءات الانتخابات وتدعيم الوحدة الفلسطينية وإنهاء الانقسام الفلسطينى والذى احتوى على ١٢ بندًا يضع النقط فوق الحروف فى إطار إجراءات تسهيل إجراء الانتخابات وبداية تنفيذ بنوده على أرض الواقع وبالتوازى مع ذلك فقد عقدت اللجنة المركزية لحركة فتح اجتماعا استثنائيا لها أوائل الأسبوع الماضى وكان الهدف منه والعنوان الأبرز إعادة ترتيب بيت الحركة من الداخل فى إطار البحث فى ملف الانتخابات على ضوء نتائج حوار القاهرة ورغم أن الفقرة الخاصة بذلك جاءت صيغتها عامة وتضمنت "الى ان الحركة حامية المشروع الوطنى وحريصة على تكريس الديمقراطية فى نهجها السياسى وإعطاء الدور المهم لكوادر الحركة لتساهم فى بناء أسس الدولة وتكريس استقلالها". 

 

وتشير العديد من التقارير إلى ان الحركة تسعى إلى عدم تكرار تجربة انتخابات عام ٢٠٠٦ حيث حصلت الحركة فقط ٤٥ نائبًا من إجمالى ١٣٢ فى مقابل ٧٤ لحركة حماس ويبدو ان هناك عددا من الملفات مطروحة على الحركة خلال الأيام القادمة ومنها السعى إلى دخول الانتخابات بإئتلاف واسع كما قال جبريل الرجوب أمين سر حركة فتح اثناء وجوده الأسبوع قبل الماضى فى القاهرة "نسعى لبناء جبهة وطنية عريضة وفق برنامج له علاقة بالدولة وبالمقاومة الشرعية وبسلطة واحدة وقانون واحد ومن يتقاطع معنا ويرضى بقيادتنا فهو بالتأكيد شريكنا فى الائتلاف"، وهذا يعنى تحديد موقف حركة فتح من تيارين داخلها أولهما يمثله المناضل مروان البرغوثى والثانى تيار الإصلاح الوطنى الذى يقوده محمد دحلان وهل هناك قبول بالتحالف معهما فى إطار السعى إلى وحدة الحركة وفيما يخص البرغوثى فقد زاره حسين الشيخ وزير الإدارة المحلية فى السجن وحدث تبادل للرسائل بينه وبين الرئيس وقد أعاد البرغوثى تأكيده ودعمه لقائمة موحدة لفتح وأشارت تقارير انه رفض ان يتم ترشيحه على قوائم الحركة.

 

وفيما يخص تيار الإصلاح فقد أعلن نيته للترشح جاء ذلك على لسان أحد قيادات التيار فى غزة دكتور سفيان أبو زايدة مع طرح إمكانية الدخول فى قائمة موحدة مع حركة فتح.. "مع اتمام مصالحة على قاعدة إلغاء كافة الإجراءات بحق قيادات وكوادر الحركة تمهيدًا لتشكيل قائمة انتخابية فتحاوية واحدة ملحة تحت شعار قوتنا فى وحدتنا" ويبدو ان الأمر صعب حتى مع استبعاد ترشح دحلان للرئاسة مع السماح لعدد من قيادات التيار بدخول غزة الأسبوع الماضى للإشراف وإدارة الانتخابات ويبدو ان تيار الإصلاح قد يخوض الانتخابات منفردًا خصمًا من نصيب حركة فتح.. وفى نهاية الأمر فان حركة فتح إذا نجحت فى توحيد صفوفها والتوصل إلى قائمة ترضى الجميع فلن تفكر مجرد تفكير فى التوصل إلى قائمة موحدة مع حركة حماس مع وجود رفض من تيارات مهمة داخل كلا منهما.