عاجل

حكايات| جمال «رباني».. نساء من الأندلس في «المريس» الصعيدية

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

كتب: عبدالعزيز حمادي 

 

قرية آمنة مطمئنة احتفظت نساؤها بسمعة طيبة بالجمال والسحر وحسن الطلة التي جمعتها من الأندلس وتونس والجزائر والمغرب.. والحديث هنا عن قرية المريس جنوب غرب محافظة الأقصر.


 
وتشتهر المريس بأنها "باريس أفريقيا" مع احتفاظ فتياتها ونسائها بجمال مميز للغاية؛ حيث تمتد جذورها إلى مصر الفرعونية، وحصلت على لقب أفضل وأجمل قرية عندما كانت ضمن قرى محافظة قنا يحدها من الجنوب أرمنت الحيط ومن ناحية الشرق نهر النيل ويحدها شمالا قرية الضبعية ومن الجهة الغربية حاجر المريس وهو جزء من القرية.

 

الحاج عبدالرحيم محمد عبدالرحيم من كبار المريس تحدث عن أن جذور قرية المريس تعود إلى مهاجرين قدموا من المغرب العربي وقيل من الأندلس (إسبانيا) حاليا، وأجبروا على الانتقال إلى أسوان ضمن القبائل المسلمة التي غاردت الأندلس قبل 500 بعد تعرضهم للاضطهاد.

 

اقرأ أيضًا| بديل الجمبري.. الشيكال سر قوة البحر المتوسط لأبناء بورسعيد

 

ويتحدث كبار المريس حاليا عن أن القرية كانت تضم مرسى نهري على عهد الفراعنة، ولعل الحركة التجارية هذه جعلها أشبه بالمنتزه وأطلقوا عليها حوض الجواهر، ويوجد حوضين بها هما الجواهر القبلية والبحرية وبسبب جمال أشجارها وانتاجها الوافير.

 

ظلت قرية المريس لسنوات طويلة تشتهر بزراعة الموز والعنب والليمون والمانجو، ويفتخر أبناؤها بأن جمالها "رباني"، وبدت عليها ملامح الجمال في القرية في ظل قلة عدد سكانها وظلت متماسكة بالترابط الاجتماعي بين 30 عائلة كبيرة.

 

العمدة قناوي عباس يروي عن قرية المريس فيقول إنها في اللغة العربية مشتقة من (أرسى – يرسي- إرساء)، وكلمة المريس مشتقة من الكلمة المصرية القديمة (إم ري سيه) من البلدة الموجودة قديما في الجنوب. 

 

كلمة المريس قديمة في اللغة الهليوغروفية ولا شك في أنها متواجدة وعامرة منذ العصر الفرعوني؛ حيث إن موقعها الجغرافي الجميل يحده شمالا مدينة الأقصر- طيبة القديمة والبر الغربي مدينة القرنة (وادي الملكات) والمقابر الملكية الفرعونية والمعابد الجنائزية، كما يحدها جنوبا مدينة أرمنت حيث يوجد معبد الآله منتو (إله الحرب) وكذلك مدينه إسنا بمعابدها وآثارها.

ومع الفتوحات الإسلامية قيل إنها سميت المريس نسبه إلى مرسية مدينة من بلاد الأندلس، وأهل المريس قدموا من عرب بلاد المغرب والأندلس وشبه الجزيره العربية، وتبين بالفحص وجود بلدة تسمى المريس بالقرب من مدينة وجدة بالمغرب.

 

وتوجد مدينة مرسيه ببلاد الأندلس التي ينتمي إليها أهل المريس والذين آتو إليها في الفتوحات الإسلامية لذا قرية المريس جمعت بين التاريخ الفرعوني والفتوحات الإسلامية وأهلها الذين آتو من بلاد السحر والجمال الأندلس التي تسمى حاليا إسبانيا لذا اشتهر أهلها بوجود الجمال لأهل قرية المريس روحيا وأخلاقيا والجمال بشكل عام.