قصص نجـاح «مستورة»

طوق نجاة للباحثات عن الستر والرزق

قروض مستورة .. تكافل اجتماعى ومنح للمرأة العاملة
قروض مستورة .. تكافل اجتماعى ومنح للمرأة العاملة

آية فؤاد

لأسباب عِدة قد تضطر بعض السيدات للخروج إلى العمل، نظراً لضغوطات الحياة ومتطلبات الأسرة، خصوصاً فى حال غياب الزوج أو تعطله عن العمل، لكن بعض هؤلاء النساء ونتيجة عدم حصولهن على تعليم عالٍ لا يجدن الوظيفة المناسبة، لذا لا يكون أمامهن سوى إقامة مشروع صغير يساعدهن فى الإنفاق على ذويهن، ومن هنا تأتى أهمية مشروع «مستورة» التابع لوزارة التضامن الاجتماعى والذى يشجع السيدات على العمل بمنحهن قروضاً ميسرة من بنك ناصر الاجتماعى.. «آخرساعة» التقت عدداً من المستفيدات من هذا القرض لنعرف كيف أسهم فى تغيير حياة نساء بسيطات يبحثن عن رزق حلال.

استطاع قرض «مستورة» أن يشكل فارقاً كبيراً فى الحياة الشخصية والمهنية لعدد كبير من النساء البسيطات، وحولهن إلى منتجات قادرات على العمل وكسب القوت. من بين هؤلاء هند سيد مُسلَّم من محافظة الإسماعيلية (متزوجة ولديها ولدان وفتاة يدرسون بمراحل دراسية مختلفة)، حكت لنا تجربتها قائلة: "تخرجت فى معهد لعلوم الحاسب الآلي، لكننى لم أجد العمل المناسب لطبيعة دراستى وإن كان انشغالى بالبيت والأبناء أخذ حيزاً كبيراً من تفكيرى وتغلب على فكرة عملى لفترة طويلة، ولم يخرجنى من ذلك سوى زيادة نفقاتنا، وبالفعل بدأت التجارة فى الملابس بطريقة الـ(أونلاين) من خلال صفحات الإنترنت، بالإضافة للتجارة فى بعض الأدوات المنزلية البسيطة التى تهم ربات البيوت، وكان الوضع جيداً نسبياً من حيث الأرباح وحركة البيع والشراء، إلى أن جاءت أزمة كورونا وأثرت بشكل كبير فى عملية البيع، وأصبحت أعانى ركوداً تاماً".
تتابع: "فى ذلك الوقت دخلت مجلس سيدات الأعمال، وهو مجلس معظم أعضائه من السيدات تشكّل منذ 5 سنوات ولديه مجموعة من الأهداف أهمها تشجيع النساء على فتح وإدارة مشروعات خاصة بهن، وتدريبهن على كيفية تسويق منتجاتهن، ومن خلاله علمت بقروض (مستورة) التى يمنحها بنك ناصر للسيدات لإقامة مشروعات تعينهن على توفير نفقاتهن، ومتطلبات أسرهن، وبالفعل تقدمت بأوراقى للحصول على القرض وكانت الإجراءات سهلة وبسيطة بلا أى تعقيدات".
حصلت هند على مبلغ 20 ألف جنيه، لكنه قرض عينى حيث تسلمته فى صورة بضاعة للمحل، لافتة إلى أن القرض كان مفيداً لمشروعها، حيث تمكنت من المشاركة ببضاعتها فى معرض للمستلزمات المدرسية، حققت من خلاله أرباحاً اشترت بها بضاعة جديدة للمحل، وأكدت أن قرض مستورة جاء كطوق نجاة لمشروعها فى وقت كانت على وشك إنهائه، خصوصاً أنه بدون فوائد وقسطه بسيط عبارة عن 835 جنيها شهرياً، ويمد البنك فترة سداده من يوم 1 إلى 20 فى الشهر لتسهيل السداد.
أما منى حامد (متزوجة وأم لثلاث بنات اثنتان منهن بالتعليم الجامعى)، فدفعتها المصاريف الدراسية التى لا تتناسب مع معاش الزوج للبحث عن مشروع يوفر دخلاً مناسباً لأسرتها، فتقول إنها فكرت فى شراء محل صغير لتجارة الملابس لكنها كانت بحاجة لرأسمال مناسب تشترى به بضاعة، فلم تجد أنسب من قرض مستورة. وتضيف: "علمت بقرض مستورة عن طريق الغرفة التجارية التابعة لمحافظتى (الإسماعيلية)، وفكرت فى أخذ القرض لإطلاق مشروعي، ولم أكن أتوقع بساطة الإجراءات والأوراق المطلوبة، بعدها تم إبلاغى أن البنك يقوم بعمل بحث لحالتى الاجتماعية للتحقق من مدى استحقاقى للقرض، ثم جاء الرد بالموافقة، وعلى الفور توجه مندوب من بنك ناصر مع مندوب من الغرفة التجارية لشراء البضاعة التى أحتاجها للمحل بقيمة القرض وهى 20 ألف جنيه".
شيرين سعودى، نموذج آخر من السيدات المكافحات اللواتى استفدن من القرض. تقول: "فى البداية كنت أنتج مشغولات يدوية بالخرز وأقوم بتشكيل مجسمات لفوانيس رمضان وتابلوهات، أقوم بتسويقها إلكترونياً من خلال جروب على موقع (فيسبوك) وتطبيق (واتساب)، لكن غالبا الشغل كان مرتبطاً بمواسم محددة فى السنة، فكان الوضع سيئاً إلى حد ما، وللأسف ضاعفت أزمة كورونا من الوضع السيئ، حيث توقفت حركة البيع وتم إلغاء المعارض التى كنت أشارك بها وأسوق منتجاتى من خلالها، فقررت البحث عن بديل، ووجدت أن أكثر الأشياء التى تلقى رواجاً فى حركة البيع منذ بداية كورونا هى المنظفات والبقالة، لذا فكرت فى إطلاق مشروع خاص بالمنظفات".
تتابع: "بدأت بفتح محل برأسمال صغير لبيع المنظفات ومعه ركن خاص بالبقالة، ومع الوقت وجدت أن المكان بحاجة لوجود أغراض مهمة كالثلاجات لحفظ الطعام وهذا يحتاج لمبلغ ليس بقليل، ومن هنا فكرت فى الحصول على قرض، لكن كنت مترددة خوفاً من الفوائد وطرق السداد حتى علمت أن قرض (مستورة) بدون فوائد، فتوجهت لبنك ناصر للحصول عليه وجاءت الموافقة سريعاً من دون أى تعقيدات".
ومن حى شبرا الخيمة، التقينا فتاة عشرينية تدعى نورهان يوسف، التى قالت: "حصلت على قرض مستورة بعدما علمت به أثناء ذهابى لبنك ناصر الاجتماعى للحصول على معاش والدي، وكنت بالفعل حينها أبحث عن عمل لأستطيع تدبير تكاليف زواجى فى ظل الظروف المعيشية الصعبة التى أمر بها، فأنا فى فترة خطوبة وأجد صعوبة كبيرة فى تدبير مصاريف الزواج، ووالدى توفاه الله، وتعانى أمى أمراضاً مزمنة ويستنزف علاجها كل طاقتنا المادية، لكن معظم فرص العمل التى صادفتها تطلب مؤهلاً عالياً وأنا حاصلة على دبلوم تجارة".
تتابع: "كنت متخوفة من تعقد إجراءات القروض، لكن جرت الأمور بسلاسة، وجاءت الموافقة سريعة بقرض عينى قيمته 20 ألف جنيه، وفترة سداد الأقساط على 24 شهراً، وبدأت أفكر فى مشروع، فوجدت أن تجارة المفروشات هى الأنسب، ومكسبها كبير، ومن ناحية أخرى هو مشروع أستفيد من ربحه فى استكمال باقى متطلبات الزواج، والمساعدة فى علاج والدتى الذى تجاوزت تكاليفه ضعف معاش والدي".
وبالفعل بدأت نورهان مشروعها بعد نزول أحد ممثلى البنك معها لشراء البضاعة، موضحة: "من خلال المعارف والجيران أبيع المفروشات للعرائس بالتقسيط لتسهيل التعامل بيننا وكسب الزبون"، لافتة إلى أن المشروع شكل فارقاً إيجابياً معها".
فى السياق، حكت دينا محمد (35 عاماً)، تجربتها مع قرض مستورة، قائلة: "ظروفى كزوجة وأم كانت تحول دون خروجى للعمل، وكنت أفكر فى عمل من المنزل حتى يمكننى الجلوس مع أطفالى أثناء العمل، وأردت إكمال مسيرة والدى حيث يمكننى العمل فى مهنته التى أعرف كل تفاصيلها من المنزل وهى مجال الديكورات الخشبية، إلا أنه لم يكن لديّ المال الكافى لشراء الخامات، حتى علمت من إحدى صديقاتى بقرض مستورة، فذهبت للبنك لمعرفة التفاصيل والأوراق المطلوبة ومن خلال لجنة الزكاة التابعة للمنطقة جاءنى الرد بالموافقة بعد 10 أيام، وطلب منى كتابة مستلزمات مشروعى لشرائها بقيمة القرض (20 ألف جنيه)، وبدأت المشروع"، لافتة إلى أنه بدون القرض كان سيظل مشروعها مجرد فكرة.
من جانبه، قال محمد عشماوى، نائب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لبنك ناصر الاجتماعى: نجح البنك فى تمويل 19 ألفا و868 مشروعاً بمبلغ إجمالى 333 مليوناً و123 ألف جنيه تقريباً منذ بدء النشاط.
وأوضح أن مشروع قرض مستورة نجح فى تغطية كافة مشروعات التنمية، حيث تنوعت الأنشطة ما بين مشروعات تجارية احتلت الصدارة فى التنفيذ  وبلغ عددها 9880 مشروعاً بقيمة إجمالية تصل إلى 167مليون و443 ألف جنيه، يليها فى الإقبال على التنفيذ مشروعات الإنتاج الحيواني، التى بلغ عددها 7303 مشروعات بإجمالى 129 مليونا و882 ألف  جنيه،  بينما تم تنفيذ 1574 مشروعاً منزلياً بإجمالى 18 مليون جنيه، ثم 679 مشروعاً صناعياً بقيمة 10 ملايين و819 ألف جنيه،  و432 مشروعاً خدمياً بقيمة 6 ملايين و977 ألف جنيه.