من «محارب» إلى «لص شهير».. حكاية أول سرقة لبنك في التاريخ

أول سرقة بنك في التاريخ
أول سرقة بنك في التاريخ

اعتدنا أن تسجل صفحات التاريخ، بطولات وحكايات شخصيات ومواقف تجسد نضال أو نجاحات أو مواقف تخدم البشرية، ولكن في مثل هذا اليوم 13 فبراير سجلت صفحات التاريخ لأول مرة حدثًا إجراميًا .


ففي الوقت الذي برز فيه اسم جيسي جيمس كمحارب في الحرب الأهلية الأمريكية، لكن مصدر شهرته الأوسع كان عن طريق الإجرام والسطو على البنوك والقتل كزعيم عصابة «جيمس» الذي كان مصدر قلق بالغ في الولايات المتحدة، خاصة بعد أن أقدم جيمس على ارتكاب أول عملية سطو مسلح على بنك في التاريخ في مثل هذا اليوم من عام 1866.


لم تكن الولايات المتحدة لتتعافى بعد من آثار الحرب الأهلية التي دمرت الكثير من مناطقها في منتصف القرن التاسع عشر، حتى ذاع صيت عصابة جيسي جيمس، المجرم وسارق البنوك والقطارات، الذي أسس عصابته الخاصة التي لم يكن من السهولة بمكان الانضمام إليها أو اختراقها.


وُلد جيسي في ولاية ميزوري الأمريكية عام 1847، واشترك بشكل غير رسمي في الحرب الأهلية مع عصابة تُدعى «بلودي بيل أندرسون» مقاتلًا معهم ضد أخيه فرانك جيمس الذي كان منضمًّا لفرقة العقيد «كوانتريل».


وضعت الحرب أوزارها عام 1865 ليتحول جيسي إلى خارج عن القانون، ويؤسس عصابته الخاصة عام 1865 تحت اسم عصابة «جيمس»، والتي كان دورها سرقة البنوك والقطارات، والهجوم على عربات البريد، إضافة إلى عمليات قتل وسطو.


كان جيسي شديد الذكاء والحرص، فلم يكن ينضم لعصابته سوى من يدينون تمامًا له بالولاء، وعندما يشك في أمر أحدهم يقتله على الفور، حتى تصاعدت حدة العمليات التي يقوم بها فأعلن حاكم ميزوري عام 1881 مكافأة تبلغ 5 آلاف دولار لمن يقبض عليه حيًّا أو ميتًا.

 

إقرأ أيضا| 30 صفًا من خرزات الذهب.. هدية أحمس إلى والدته



إلى هنا تبدو الأمور كلها واضحة، رجل عصابات وقاتل ولص، احترف الإجرام طيلة حياته في مواجهة السلطات، لكن ما حدث بعد ذلك غيّر كل الموازين، لم يكن الشاب الصغير البالغ من العمر 18 عامًا، روبرت فورد، على علم بأنه سيصبح واحدًا من أشهر «الخائنين» في التاريخ الأمريكي، حين انضم إلى عصابة جيسي جيمس في ولاية ميزوري بالولايات المتحدة عام 1880.


كان روبرت أو بوب كما يحب أن يناديه جيسي،  شديد الإعجاب بالأخير لدرجة أنه انضم إلى عصابته وهو ابن 18 عامًا فقط، قبلها كان أخواه الاثنان منضمين للعصابة، اشترك روبرت وإخوته مع جيسي في العديد من أعمال السرقة، كان أشهرها سرقة القطار الأزرق في مقاطعة جاكسون عام 1881 .


حين رُصدت مكافأة القبض على جيسي حيًّا أو ميتًا، كان جيسي يعيش مع زوجته تحت اسم مستعار في سانتي جوزيف، ولم يكن يأمن أحدًا على حياته سوى روبرت فورد، تناول جيسي وزوجته وروبرت أيضًا الإفطار معًا في المنزل الصغير، وبينما كان جيسي وروبرت في الطريق للمغادرة، لمح جيسي على المائدة خبرًا في الجريدة الملقاة عليها أن أحد أفراد عصابته قد خانه واعترف عليه.


بدأ الشك يزداد في نفس جيسي وتبادل نظرات حذرة مع روبرت الذي بدا شديد الوداعة، لم يتكلم جيسي مع روبرت عن هذه الواقعة ومضى يروح ويجيء في غرفة المعيشة، بعد أن وضع كافة أسلحته على المائدة، وبينما هو كذلك لمح صورة معلقة على الحائط وعليها غبار فجلب مقعدًا وصعد عليه لينظفها، وبينما يفعل ذلك سحب روبرت مسدسه من جيبه وأطلق رصاصتين على جيسي من الخلف، لأجل أن يحصل على المكافأة المعلنة، لتنتهي حياة جيسي على الفور.


تعاطف كثير من الناس مع جيسي، وعدُّوا روبرت خائنًا وجبانًا، على الرغم من كل ما فعله جيسي، انتهت حياة جيسي على يد واحد من أكثر من أحبوه وأعجبوا به، هذه المرة لأجل المال، الشيء الوحيد الذي عاش جيسي من أجله .