نوم واكتئاب وطلاق.. معاناة ملكات مصر داخل قصور الحكم 

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

في قصور الحكم لم تكن حياة جميع الملكات كما يظهر للمشهد العام بأنها مرفهة للغاية، فبين جدرانها قصص لحياة تعيسة عاشاتها بعض الملكات وكان لبعضهن في مصر نصيب منها.

 

الملكة نازلي

 

الملكة نازلي عاشت في قصر زوجها الملك فؤاد ممنوعة من الخروج أو استقبال الزائرين، أو حتى ممارسة أمومتها تجاه أبنائها، إذ لم يكن من حقها أن تراهم أكثر من ساعة في اليوم.

 

وقضت حياتها الزوجية نائمة في ظل زوج متسلط غيور، هانم على الخدم وحدهم، مكنونة عن البشر في غرفة النوم، وقررت بعد وفاة فؤاد أن تنتقل نهائيا من الحرملك للسلاملك وتقول "لا" فقررت ألا يمنعها شيء لا فاروق ولا الملك ولا الملكية وفى بداية عام 1937 وقبل شهور من تولية ابنها فاروق السلطة رسميا في مصر، ذهبت في رحلة إلى أوروبا، خرجت فيها من الحرملك نهائيا، ولم تحتاج إلى وصيفة.

 

الملكة فريدة

 

 

ظل فاروق يحب فريدة حتى النفس الأخير، لكن ذلك الحب لم يمنعه من أن يطلقها في 17 نوفمبر من العام 1948، المدهش في الأمر أن الملكة فريدة أرادت أن تخبر بأي طريقة السفارة البريطانية بالتفاصيل الدقيقة لما جرى معها ساعة الطلاق.

 

وكانت الأميرة سميحة حسين ابنة السلطان حسين كامل، (ووالدة وحيد يسري باشا)، هي التي دعت المستشار الشرفي في السفارة السير والتر سمارت لتنقل له على لسان الملكة تفاصيل ما وقع لها.

 

وفي يوم 10 نوفمبر طلب نجيب سالم باشا مدير الخاصة الملكية مقابلة الملكة فريدة على وجه الاستعجال، وأبلغته باستعدادها لمقابلته على الفور في جناحها الخاص، وجاء نجيب باشا ومعه ظرف سلمه للملكة، وكانت فيه (ورقة طلاق).

 

حينها قال لها نجيب سالم ( باشا ): إن جلالة الملك يعطيها مهلة شهر لكي تجد لنفسها مكانا تقيم فيه وتخرج من القصر الملكي، وأبلغها أن الملك سوف يحتفظ بحضانة البنتين الأكبر (فريال وفوزية)س، لكن الأصغر وهي فادية ستظل في حضانتها حتى تبلغ سن التاسعة، وسوف تتكفل الخاصة الملكية بجميع نفقاتها، وهذه النفقات تشمل كل ما هو لازم لأميرة ملكية من الحضانة والتربية والتعليم والخدمة وهذه إضافة مستقلة عن التسوية المالية مع الملكة نفسها عقب الطلاق .


الملكة فوزية 

 

كان حفل زواج الأميرة فوزية على ولي عهد الإيران في ذلك الوقت محمد رضا بهلوي من أكبر حفلات الزفاف التي شهدتها القاهرة، في الثلاثينات بعد حفل زفاف الملك فاروق على الملكة فريدة، ولكن بعد الزواج عانت الأميرة فوزية من مشاكل كثيرة.

 

ولعل أبرز تلك المشاكل أن الحياة في إيران وقصورها كانت عكس مصر وقصورها تماما، كما أن زوجها كان مشغول بالحكم ويتركها لوحدها وهذا الشيء لم تتعود عليه، فكان أخيها الملك فاروق يسافر معها ويشتركان بالعمل الاجتماعي مع أخواتهما.

 

 بعد سنتين من زواجهما أصبح زوجها إمبراطور إيران وأصبحت الأميرة فوزية إمبراطورة أيضًا، وحينها كانت الأميرة فوزية حامل وأنجبت بنتا واسمها شاهيناز، وبهذا لم تحقق الأميرة فوزية ما كان متوقعاً وتنجب ولياً للعهد يتربع على عرش إيران.

 

هنا كانت أم زوجها تقف بالمرصاد للأميرة فوزية لعدم إنجابها ولي عهد وبدأت بافتعال المشاكل بين شاه إيران والأميرة فوزية، فكانت تقول لزوجها بأنها ستحاول إنجاب ولي عهد وتحاول أن تتكيف ولكن أصاب الأميرة فوزية اكتئاب ما بعد الولادة وضغط أم زوجها يزداد.