بعد قرار طرد «نادي القصة».. أزمة جديدة تواجه «أتيليه الإسكندرية»

أتيليه الإسكندرية
أتيليه الإسكندرية

منذ أسابيع قضت محكمة الاستئناف بتأييد حكم المحكمة الابتدائية بطرد نادي القصة من مقره بقصر العيني، وذلك باعتباره جهة اعتبارية مؤجرة، وبالتالي يجب إعادته إلى المالك وهم ورثة فؤاد سراج الدين، وبالأمس صدر حكم آخر بطرد «أتيليه الإسكندرية» لصالح ملاك القصر الأثري والمدرج ضمن عداد الآثار الإسلامية بالقرار الوزاري رقم 538 لسنة 1995 والذي يرجع تاريخ إنشائه إلى عام 1893، مما أثار حالة من الغضب والجدال والواسع بين مثقفي المدينة لما للقصر والأتيليه من أهمية تاريخية وثقافية .


وقد دشن فنانو ومثقفو الإسكندرية «هاشتاج» بعنوان «أنقذوا أتيليه الإسكندرية»، وذلك بعد استخدام مالك العقار للمادة الدستورية التي تم تعديلها، والتي تُخول له الحصول على حكم بطرد الأتيليه من المقر الأثري التاريخي الكائن بالأزاريطة بالإسكندرية.


وأرسل مجلس إدارة أتيليه الإسكندرية، شكوى إلى الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، من أجل البحث في ضياع مقر الأتيليه، الأول من نوعه في مصر، الذي يجري «توأمة» في كثير من دول العالم خاصة روما.


وقال الدكتور محمد رفيق خليل، رئيس الأتيليه، إن هناك نزاعات قديمة بين الأتيليه والمالك منذ فترة ليتربح منه، والمالك استند على قرار المحكمة الدستورية وحصل على حكم بالطرد منذ أيام قليل، استنادا إلى المادة التي ألغتها المحكمة الدستورية العليا في 2018، بعدم دستورية صدور الفقرة الأولى من المادة (18) من القانون رقم 136 لسنة 1981، بشأن بعض الأحكام الخاصة بتأجير وبيع الأماكن وتنظيم العلاقة بين المؤجر والمستأجر، فيما تضمنه من إطلاق عبارة: «لا يجوز للمؤجر أن يطلب إخلاء المكان، ولو انتهت المدة المتفق عليها في العقد»، لتشمل عقود إيجار الأماكن المؤجرة للأشخاص الاعتبارية، لاستعمالها في غير غرض السكن.


وأضاف «رفيق»، أن المبني تاريخي أثري مسجل في عداد التراث وتابع لوزارة الآثار، ويتم الإشراف عليه ومتابعة المبني بشكل دائم، وذلك حيث إن عمر المبنى تخطى الـ100 عام، بالإضافة إلى أنه مسجل في عداد التراث، بأن المبني تحت إشراف ومسؤولية أتيليه الإسكندرية.


ولفت إلى أن المبنى يعود تاريخه إلى القرن الـ19، كما أن المبنى مسجل كأثر، وعمره يتجاوز مائة عام، بل وهو أقدم الجمعيات الثقافية في مصر، ولا يمكن أن يحافظ على المبنى إلا الفنانين، و«أتيليه الإسكندرية» أنشأه الفنان محمد ناجي في 1934، أي قبل أتيليه القاهرة بنحو 20 سنة.


وأوضح أن المثقفين لن يقبلوا بضياع الأتيليه الذي يعتبر جزءا مهما من تاريخ وثقافة مصر، موضحا «نجهز لعمل مؤتمر حاشد خلال أيام قليلة لجمع نخبة كبيرة من المثقفين من القاهرة والإسكندرية وكل مكان للتضامن مع الأتيليه، وللاحتجاج على ما يتعرض له»، مناشدا رئيس الوزراء بالتدخل لإنقاذ الأتيليه، وما تتعرض له المؤسسات الثقافية الأهلية، منوها بأن الأتيليه مؤسسة أهلية محترمة، ندفع من جيوبنا لاستمرار أنشطته.


وأشار إلى أن المحامى يؤكد أن المالك مستند إلى مادة واضحة في القانون، لكن لو عاد العقار للمالك فغالبا سيتحايل على سحب الملف من الآثار ويتم هدمه أو تأجيره لمؤسسة اسثمارية تدفع ملايين الجنيهات.


وأكد أن أتيليه الإسكندرية لا يقتصر على الفن التشكيلي، ولكنه يهتم بتقديم مختلف ألوان الفنون والثقافة مثل أفلام السينما ومناقشة كتب، والمبنى مكون من طابقين، وبدروم كان يتم عمل ورش فنية مختلفة فى البدروم، هذا غير الفعاليات الفنية والثقافية التى يتم عملها في المكان.


وأكد أن الاتيليه يدفع إيجار 8 آلاف جنيه في السنة، وعلى استعداد بزيادة المبلغ سنويا بأضعاف كما يحدد المالك وذلك لاستمرارية العمل داخل المبني.


ومن جانبه قال معتز الشناوي، عضو الأتيليه، إن مجلس إدارة الأتيليه برئاسة الدكتور محمد رفيق خليل، قرر استئناف نشاطه اعتبارا من الأسبوع الجاري - وفقا للإجراءات الاحترازية - بحفل موسيقي كبير بحضور الموسيقار الكبير الدكتور فتحي الخميسي - استاذ الموسيقي بأكاديمية الفنون، وسيتم الإعلان عن الفاعليات الفنية والثقافية، تباعا.


وأضاف الشناوي، أنه لن يسمح مثقفي الإسكندرية بطرد الأتيليه وإخلائه كما يريد أصحاب قصر تمفاكو الأثري وإيقاف أهم نشاط وتجمع ثقافي في المدينة، والاستيلاء على أحد القصور الأثرية لتحويله لمسخ مشوه من الكتل الأسمنتية.

شاهد ايضا :-حكايات| وادي البطيخ.. سر الحبات الوردية في «الريان وقارون»