600 لتر من دماء العمال «هدية» للملك فاروق

لملك فاروق
لملك فاروق

 في العصر الملكي بمصر طفت على السطح تصدعات بالحكم والمناصب الإدارية والحكومية ومنازعات بين النقابات والعمال، ورغم كثرة المناوشات التي حدثت وقتها، كان هناك مقترح غريب لتقديم هدية للملك فاروق.

بحسب ما نشرته جريدة أخبار اليوم في 2 ديسمبر 1944، حاول بعض العمال تقديم هدية خاصة للملك فاروق، فقرر كل عامل سحب نسبة من دمائه لتقديمها هدية له.
 
بالفعل اجتمع العمال وأقاموا مؤتمرا كبيرا يضم 24 نقابة من نقابات عمال مختلف المصالح الحكومية وقرر اعترافا من العمال بعطف الملك "فاروق" أن يقدم العمال هدية هي أثمن وأعز ما يملكون للملك باعتباره "العامل الأول" في مصر.

هنا اقترح محمد أفندي حافظ كامل رئيس نقابة عمال المطبعة الأميرية أن يجود كل منهم بجانب من دمه يقدم هدية باسم جلالة الملك لجمعيتي الهلال الأحمر والإسعاف. ورأى العمال أيضا أن يرفعوا إلى الملك كتاب شكر يكتب بدمائهم.

وقد اجتمع مندوبو النقابات بدار نقابة البلوكات آنذاك؛ حيث تولي الدكتور وليم ناشد نقل ربع لتر من دم بعض المندوبين.

ومما يذكر أن عدد المتطوعين بدمائهم من كل نقابه يبلغ 100 عامل يجود كل منهم بربع لتر فيكون جملة ما تبرع به العمال كدفعة أولى بدمائهم.

وقد أصر كل عامل على أن يكتب كتاب الشكر للملك بدمائه دون غيره، ولما احتدم الخلاف بينهم اتفقوا على أن تكتب بدماء صاحب الاقتراح دماؤنا للملك: العريضة التي رفعت إلى مقام جلالة الملك وقد كتبها بالدم أحمد أفندي جوجه الخطاط بالمطبعة الأميرية.

وكان الملك "فاروق" آخر ملوك المملكة المصرية وآخر من حكم مصر من الأسرة العلوية ، واستمر حكمه مدة ست عشرة سنة إلى أن أطاحت به ثورة 23 يوليو وأجبرته على التنازل عن العرش لابنه الطفل أحمد فؤاد والذي قبل تحويل مصر من ملكية إلى جمهورية في عام 1953.

بعد تنازله عن العرش أقام في منفاه بروما، وكان يزور منها سويسرا وفرنسا، وذلك إلى أن توفي بروما في 18 مارس 1965 ودفن أولا في مقابر إبراهيم باشا في منطقة الإمام الشافعي ثم نقلت رفاته في عهد الرئيس محمد أنور السادات إلى المقبرة الملكية بمسجد الرفاعي بالقاهرة تنفيذاً لوصيته.