الكلب محسود!!.. أغرب «زار» في جاردن سيتي

الكلب محسود!!.. أغرب «زار» في جاردن سيتي
الكلب محسود!!.. أغرب «زار» في جاردن سيتي

حادثة غريبة وقعت في أربعينيات القرن الماضي، وشهدتها أرقى المناطق بالقاهرة «جاردن سيتي»، والتي لا تزال لها شهرتها ومكانتها حتى الآن.

 

كانت هناك سيدة أجنبية تعيش مع خادمتها وكلبها في أحد العقارات بجاردن سيتي الذي كان مشهور وقتها بسكانه الأجانب الكثر.

 

وفي إحدى الليالي مرض كلب السيدة الأجنبية الذي تحبه كثيرا ولم تعرف مساعدته وحاولت معالجته ولكن لم ينفع شيئا فنصحتها خادمتها بأنه يمكن أن يكون «محسود» ويمكن علاجه على طريقة الزار، بحسب ما نشرته جريدة أخبار اليوم في 25 نوفمبر 1944.

 

اقرأ أيضًا| «خناقة كلاب» تنتهي بعض الملكة إليزابيث الثانية 


 

والزار هو مجموعة من أشباه الطقوس الشعبية، لها رقصات خاصة، وعبارات خاصة، تصاحبها دقات معينة صاخبة على الدفوف وإطلاق البخور. 

 

 وبالفعل وافقت السيدة الأجنبية على اقتراح خادمتها لها لمعالجة كلبها المريض علي طريقه الزار ، وبدا الأمر مخيفا لسكان جاردن سيتي سماع مثل هذا الأمر ثم مشاهدة مثل هذه التقاليع والطقوس القديمة المشهورة في القرى والمناطق الشعبية مثل منطقة الدرب الأحمر، والغورية، والسيدة زينب، والقناطر الخيرية، وجميعها احتكرت ثقافة الزار في مصر بشكل كبير قديمًا.

 

والزار كلمة عربية مستعارة على الأرجح من اللغة الأمهرية، ويذهب بعض الباحثين إلى أن أصل كلمة الزار عربي، وهي من زائر النحس ومحاولة إبعاده أو العمل على طرد العفاريت التي تتقمص بعض الناس، ولذلك فالزار يقوم عند معتقديه بوظيفة علاجية.


ويبدو أن المعتقدات الشائعة في طرد عفاريت الزار أو جنه قد انتقلت من الحبشة إلى العالم الإسلامي، كما أن الراجح أن الطقوس المتصلة بالزار في مصر قد انتقلت إليها في القرن 19، ذلك أن اسمها الأمهري )زار) وصفاتها الخاصة بطرد العفاريت واستحضارها دليل واضح عند الباحثين على أن أصلها من بلاد الحبشة الشمالية. 

 

يشار أيضًا إلى أن جاردن سيتي هو واحد من أرقى أحياء العاصمة المصرية وأقدم مناطق مصر العريقة، الذي أسسه الخديوي إسماعيل عام ١٩٠٦ بالقرب من فندق "سميرميس" ليعيش به الطبقة العليا من المجتمع ولاستقبال وضيافة الأجانب.

 

وكان معروفا عنه أن كل من يسكن به فهو من الطبقة الراقية ومن كبرى عائلات مصر ومن فنانين وممالك، ومن أشهر سكانهم الفنانة ليلى مراد والفنانة شريفة ماهر، والفنانة نادية لطفي وغيرهم، والبرنس سراج الدين وعمة الملك والأمير عباس حليم، وعدد من الأمراء.