معركة سرية للجيش الإنجليزي داخل القاهرة.. لا يعلمها المصريون

 الجيش الإنجليزي
الجيش الإنجليزي

كتب أحمد صبحي:


مع دقات الساعة التاسعة من مساء يوم الأربعاء الموفق 4 فبراير عام 1942 امتلأ ميدان عابدين بآلاف الجنود البريطانيين وهم بملابس الميدان.

وطوقت عشرات الدبابات قصر عابدين من جميع الجهات وصوبت إليه المدافع وقامت إحدى الدبابات بتحطيم الباب الرئيسي ودخلت منه إلى حرم القصر الذي يعد اعتداء صريحا من بريطانيا على سيادة الدولة المصرية.

وخلف الدبابة كانت سيارة تحمل السفير البريطاني مايلز لامبسون ومعه الجنرال "ستون" قائد القوات البريطانية في مصر، قبل أن تقف أمام باب القصر الداخلي ونزل منها السفير "لامبسون" ومعه القائد البريطاني ودلف الاثنان داخل القصر بينما كان يسير أمامهما ثمانية ضباط بريطانيين يحملون في أيديهم المسدسات.

وتقدم كبير الأمناء إسماعيل تيمور باشا ليسألهم عن سر هذا الاقتحام ولكن لامبسون أشار إليه بأن يبتعد عن طريقه حسب ما نشرته مجلة آخر ساعة في 3-6-1959.

وكانوا الجنود البريطانيون قد هاجموا القصر وقاموا بتجريده من السلاح وحاصروا ثكنات الحرس، إلا أن بعض الجنود قاموا بالهجوم والدفاع عن أماكن خدمتهم، لكن البريطانيين تكاثروا وتغلبوا عليهم وأصيب بعض جنود الحرس بكسور وجروح مختلفة.
 
وصدر أمر من القصر إلى رجال الحرس بعدم المقاومة حتى لا تحدث مذبحة أمام قصر عابدين وفى نفس الوقت كانت الطائرات البريطانية الحربية على أهبة الاستعداد للتحليق فوق ثكنات الجيش المصري ومعسكراته لقذفها بالقنابل وتدميرها إذا بدرت من الجيش أية مقاومة.

وحاصر الجنود الإنجليز كذلك أقسام الشرطة في القاهرة وقطعوا أسلاك التليفون بين قصر عابدين والخارج كما حاصروا محطة الإذاعة لكي يمنعوا وصول الخبر إلى الشعب. 

ودخل "مايلز" على الملك فاروق الذي كان واقفا في غرفة مكتبه وإلى جانبه رئيس ديوانه أحمد محمد حسنين باشا ووقف الضباط الإنجليز خارج غرفة المكتب شاهرين أسلحتهم ثم طالب السفير فاروق بالتنازل عن العرش أو تكليف مصطفى النحاس باشا بتأليف وزارة جديدة. 

وقد قبل الملك الإنذار مرغما ورحل السفير البريطاني عن القصر واجتمع الملك مجددا مع زعماء القوى الوطنية وقام بتكليف النحاس بتأليفه الوزارة وقام بالفعل بتأليف حكومة وفدية خالصة لا حكومة ائتلافية ثم ذهب إلى السفير البريطاني ليبلغه بنبأ تأليف الحكومة وطالبه بسحب إنذاره لملك مصر.

اقرأ أيضا| تطوير منطقة بنزايون ميدان المحطه وشارع طلعت حرب بالمحلة