في انتظار الموجة الثالثة لكورونا 

مهرجانات السينما العالمية تتصدى للأجواء الافتراضية بالتأجيل والإلغاء

صورة موضوعية
صورة موضوعية

«كان» تحت التهديد.. «برلين» انقسم إثنين.. «البندقية» خارج الخدمة 
«صاندانس» يختتم فعالياته غدَا.. و»البندقية» و»سانسبستيان» على كف عفريت 
«العين» بدون ضيوف..و»البحر الأحمر» يكتفي بدعم الأفلام السعودية 
«أسوان» و»القومي» في ذروة الموجة.. و»الأقصر» و»الإسماعيلية» على قائمة الانتظار 
«أفلمها» يخرج دورته الأولى افتراضيَا.. و»الحكم للجمهور» يستمر لـ 7 فبراير

مرفت عمر

اضطرت المهرجانات الفنية التي تقام في النصف الأول من العام إلى الإلغاء أو التأجيل، حتى لا تخرج أون لاين وتفقد الكثير من بريقها والفائدة المرجوة منها، والبعض عقد دورته في حضور محلي فقط مع وجود أعمال أجنبية دون صناعها، وخرجت أولى دورات بعض المهرجانات الوليدة أون لاين لتثبيت وضعها وسط جدول الفعاليات الثقافية السنوية، فلاشك أننا أمام فيروس غير واضح المعالم ولم تقدم دراسات وافية عنه حتى الآن، يقوم بتطوير نفسه يوما بعد الآخر، ولا زلنا ننتظر موجته الثالثة التي نأمل أن تكون الأخيرة، واستمرار الأنشطة الثقافية أفضل من إغلاقها مهما كانت الصورة التي تخرج عليها. 


وأعلن مهرجان برلين السينمائي عن إلغاء فعاليات النسخة الـ71 التي كان مقررا إقامتها في الفترة من 11 إلى 21 فبراير الجاري، وكشف المنظمون أن سوق الأفلام الأوروبية سيعمل بصورة إفتراضية في الفترة من 1 إلى 5 مارس المقبل، مع نسخة مادية من المهرجان للجمهور يتم التخطيط لإقامتها في يونيه المقبل، وتشاهد لجنة التحكيم الدولية أفلام المسابقة في مارس وتختار الفائزين بالجائزة، على أن يتم تقديم الفائزين ومجموعة مختارة من الأفلام لجمهور برلين في يونيه، ووضع منظمو المهرجان لصناع الأفلام شارة قيمتها 89 يورو تصل إلى 138 يورو ليتمكنوا من متابعة السوق بشكل إفتراضي، والتي تستهدف المنتجين من قطاع الخيال والمسلسلات والأفلام الوثائقية الذين يرغبون في وضع أقدامهم في السوق الدولية والحصول على رؤى حول أدائها، يتكون من 6 دروس رئيسية تغطي موضوعات: كيفية الوصول إلى الأسواق الدولية ، وكيفية العثور على وكيل مبيعات ، وكيفية بناء استراتيجية مهرجان وما إلى ذلك ، بالإضافة إلى 6 ورش عمل أكثر تفاعلية وتجري في مجموعات أصغر تغطي موضوعات مثل كتابة المنح ، التمويل والعرض. 

أيضا مهرجان كان السينمائي الدولي أعلن تأجيل فعاليات دورته لتكون من 6 إلى 17 يوليو المقبل بدلا من 11 إلى 22 مايو، وفضّل الحدث السينمائي العالمي الإعلان استباقيا عن إرجاء النسخة المقبلة بدل الاضطرار إلى إلغائها في حال تدهور الوضع الصحي للسنة الثانية على التوالي، وتعذر تنظيم هذا الحدث السينمائي السنوي في مايو 2020 بسبب الجائحة، واكتفى المنظمون عوضا عن ذلك بنشر لائحة تضم 56 فيلما روائيا هي الأعمال التي اختيرت للمشاركة في المسابقة الرسمية، وأقيمت نسخة رمزية من المهرجان في الخريف عرضت فيها أربعة من الأفلام المدرجة ضمن هذه اللائحة، ويشكل مهرجان كان واجهة مهمة للأفلام الفرنسية والأجنبية، ويتسابق السينمائيون على اختلاف اختصاصاتهم للفوز بجوائزه المرموقة، ويرتدي مهرجان كان السينمائي أهمية كبرى على الصعيدين الثقافي والاقتصادي، إذ يستقطب في العادة سنويا حوالى 40 ألف مهني في قطاع السينما ومئتي ألف متفرج، وقد تتزامن نسخة 2021 مع إعادة تحريك عجلة السينما العالمية، في ظل الجهود لإخراج القطاع من أزمته المستمرة منذ أشهر بفعل إغلاق الصالات السينمائية حول العالم وإرجاء إطلاق عدد كبير من الأفلام. 

كما تقام حاليا فعاليات مهرجان صانداس السينمائي في ولاية أوتاه بالولايات المتحدة الأمريكية، وتختتم الفعاليات غدا وسط إجراءات احترازية، وكان التمثيل المصري في المسابقة الرسمية من خلال فيلم «كباتن الزعتري» للمخرج والمنتج علي العربي، وتتجه الأنظار حاليا إلى مهرجان البندقية الذي من المقرر إقامته بين الأول من سبتمبر والحادي عشر منه، لكن مع إرجاء أهم المواعيد السينمائية، تطرح تساؤلات عن القدرة على الالتزام بموعد المهرجان الإيطالي وأيضا مهرجان سان سيباستيان الإسباني المزمع إقامته في منتصف سبتمبر المقبل. 

ومنذ أيام قليلة اختتم مهرجان العين السينمائي بدولة الإمارات العربية المتحدة فعاليات دورته الثالثة دون حضور ضيوف من خارج البلاد، على الرغم من أن الإمارات من أكثر الدول المسيطرة على عدد الإصابات، وتقوم بعمل مسحات يومية للمترددين على الأماكن العامة، سواء في مقار العمل أو التسوق والترفيه، وينظم المهرجان قسما للعروض الدولية المهمة يطلق عليه قسم سينما العالم، بينما مسابقاته خصصت للسينما الخليجية والمقيمين على أرضها، فمسابقات المهرجان الستة هي الأفلام الخليجية الطويلة، الأفلام الخليجية القصيرة، الأفلام الإماراتية الطويلة، الأفلام الإماراتية القصيرة، أفلام الطلبة الإمارتيين، وأفلام المقيمين. 

كما قام مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي بفتح باب التسجيل للاشتراك في دورته الثانية من معمل البحر الأحمر، بالتعاون مع تورينو فيلم لاب حتى 27 فبراير، حيث يعود هذا العام ببرنامج تطوير وتدريب احترافي، يضم خمس ورش عمل تقام على مدى 8 أشهر، المعمل يهدف هذا العام إلى استقطاب 12 مشروعاً, 6 من السعودية, و6 من جميع أنحاء العالم العربي، حيث يشارك عن كل مشروع سينمائي فريق من منتج ومخرج، إضافة إلى كاتب في حال ارتبط المشروع بكاتب، مشيرة إلى أن المشاركين يحصلون على فرصة تطوير مهاراتهم المهنية والفنية وتطوير المشروع بالعمل مع خبراء دوليين في مجالات التصوير السينمائي، الإنتاج, السيناريو, والصوت، حيث يتنافس المشاركون على جائزتين بقيمة 100 ألف دولار لكل منهم. 

وفي مصر أعلن القائمون على مهرجان أسوان لأفلام المرأة عن إرجاء دورته الخامسة من 20 إلى 26 فبراير إلى أجل لم يحدد، وكان المهرجان قد نظم استفتاء لأهم 100 فيلم عربي عن المرأة، وهي الأفلام التي تناقش قضية تخص قضايا المرأة أو التي أبدعتها المخرجة كمخرجة، عبر تاريخ السينما العربية الطويل والذي يمتد لأكثر من 100 عام، الاستفتاء يشرف عليه الناقد كمال رمزي وتعده الناقدة ناهد صلاح، بمشاركة عدد كبير من النقاد العرب من المحيط إلى الخليج، إضافة للنقاد العرب المقيمين في الخارج، وتتضمن الأفلام التي ستخضع لاختيارات النقاد لتحديد أفضل 100 فيلم عربي للمرأة 1421 فيلمَا روائيَا طويلَا، منها 946 فيلماً من مصر، و110 أفلام من سوريا، و90 فيلماً من المغرب، و64 فيلماً من العراق، و55 فيلماً من لبنان، و53 فيلماً من الجزائر، و47 فيلماً من تونس، و29 فيلماً من فلسطين، و15 فيلماً من الأردن، فضلاً عن 3 أفلام من السعودية، وفيلمين من كل من اليمن، والإمارات، والبحرين، وليبيا، وفيلم من كل من الكويت وسلطنة عمان والسودان. 

أما مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية والمقرر إقامة دورته العاشرة في مارس المقبل فلم يحدد موقفه للآن، خاصة بعد إعلان موعد الموجة الثالثة للفيروس كوفيد 19 في أبريل المقبل، إذ من المنتظر أن تكون الأجواء أكثر سلامة وملاءمة لإقامة الفعاليات، ومن المستبعد أن تتحول فعالياته أون لاين وفقا لما ورد على لسان عدد من منظميه، أيضا مهرجان الإسماعيلية للسينما التسجيلية والقصيرة لم يحدد القائمون عليه موقفهم حتى الآن، خاصة أن موعده ما بين شهري أبريل ويونيه المقبلين، ولم تنفذ دورة العام الماضي بسبب ذروة الموجة الأولى للفيروس، ونفس الأمر حدث مع المهرجان القومي للسينما المصرية، إذ أن القائمين عليه لم يعلنوا عن موعده لهذا العام وتم مد فترة التقديم لدورته الثالثة والعشرين إلى 7 فبراير. 

في الوقت الذي أعلن مهرجان «أفلمها» عن انطلاق فعاليات دورته الأولى أون لاين وترأسه سماح أنور، ويتم عرض الحلقات النقاشية عبر تطبيق زووم وهو التفاعل الوحيد المسموح به، كما تضمنت لجنة التحكيم كل من درة، المخرج أحمد عاطف، ومدير التصوير كمال عبد العزيز، والسيناريست عبد الرحيم كمال، المهرجان ينطلق تحت شعار «سينما المرأة» بشرط ألا تحتوى هذه الأعمال على عنف أو سلوكيات هدامة، أو ازدراء للأديان. 

كما استقبل مسرح آفاق الأسبوع الماضي فعاليات افتتاح مهرجان الحكم للجمهور في دورته الأولى، لفرق وأعضاء مركز «آفاق» برئاسة المخرج هشام السنباطي، وبحضور نخبة من المبدعين والإعلاميين ولجنة تحكيم المهرجان التي ضمت حنان شوقي والليبية خدوجة صبري وسط اجراءات احترازية كاملة، وتم عرض «أيهما أنا» لفرقة ارتجالة، وتشارك فيه 8 فرق مسرحية تم اختيارها من بين 38 فرقة، وتستمر عروضه حتى السابع من فبراير الجاري. 

 

اقرأ أيضا ردود أفعال إيجابية مع العرض العالمي الأول لـ«كباتن الزعتري»