إنهــا مصـــــــر

الحدث العظيم

كرم جبر
كرم جبر

الرئيس السيسى لم يتسلم مصر قوية ولا آمنة ولا مستقرة، ولكن دولة شبه منهارة، تملأ الفوضى شوارعها، والاضطرابات والاحتجاجات دواوينها، وكان أشد المتفائلين يراهن على استمرار الوضع ليس أقل من 15 إلى 20 سنة.

كانت البلاد على شفا حرب أهلية لو اشتعلت لأتت على الأخضر واليابس، فى بلد تعداده 100 مليون مواطن، ولا يحتمل الهجرة مثل الدول المنهارة، ولا يرضى شعبها بغير الحياة فى أرضها والموت فى ثراها.

كنا نستيقظ صباحاً على أزمات وننام على كوارث، فى الأمن والاستقرار ومتطلبات الحياة ولم يكن فى جسد البلاد شبر إلا وفيه ضربات وأوجاع.

وكان مقدراً وفقاً لمخططات الشياطين، الوصول بالمصريين إلى حالة الجوع حتى يثوروا، فابتكروا أزمات تلو أزمات فى كل شيء، ابتداء من رغيف العيش حتى الدواء والبوتاجاز وألبان الأطفال واللحوم والدواجن، ولم يتركوا سلعة إلا وتلاعبوا بها.

وكانت مخططات الشياطين تستهدف إسقاط هيبة الدولة، والإقلال من شأنها فى الداخل والخارج، فمرة يتحدثون عن تردى الأمن وعدم قدرة الدولة على حماية الناس، وأخرى عن فقد مكانة مصر خارجياً، ولم يكن ذلك بحسن نية أو لتصحيح الأخطاء، ولكن لضرب الروح الوطنية الأصيلة.

لم يتسلم الرئيس مصر متعافية، ولكن فى كل شيء فيها آلام وأوجاع.. مرافق منهارة، ومياه وكهرباء وصرف صحى فى أسوأ الحالات، وخدمات متدنية، والأكثر خطورة ضرب مؤسسات الدولة وأهمها الأمن، والحكم خارج أطر دولة القانون.

وما حدث يُشبه المعجزة

انشقت الأرض عن مشروعات قومية عملاقة، غيرت شكل الحياة، ولم يجد أهل الشر مخرجاً، إلا ويبحثون عن صغائر للنيل من الأعمال الكبيرة، كأن يقولون إن الموارد يتم تبديدها فى الطرق والكبارى على حساب المرضى والمستشفيات، فجاءت معجزة القضاء على فيروس سى − مثلاً− خطوة غير مسبوقة لمواجهة مرض لعين أذل رقاب المصريين.. وهكذا يبحثون عن صغائر لتشويه الإنجازات.

وتصدر المشهد رجال أوفياء عاهدوا الله أن يفتدوا وطنهم بالأرواح، ويخوضوا حرباً مقدسة لتطهير البلاد من الإرهاب.

لم يقل الرئيس كلمة إلا واحترمها، ولم يقطع وعداً إلا ونفذه، وصارت أوراق اعتماده لدى المصريين هى الثقة والطمأنينة والمصداقية.

الثقة والمصداقية هما أساس التفاؤل فى إنجاز المشروع التاريخى العظيم، بتطوير الريف المصري، ووضعه على خريطة التنمية والبناء، جنباً إلى جنب المشروعات الأخرى الكثيرة التى يتم تنفيذها بطول البلاد وعرضها.

المصريون واثقون أنه بعد ثلاث سنوات، سينعم 55 مليون مواطن يعيشون فى الريف، بحياة أخرى مختلفة تماماً، فيها المرافق والخدمات والطرق والشوارع والمدارس والأندية والمستشفيات، وكل شيء بما يليق بحياة أهل الريف الطيبين.

الريف المصرى فى انتظار الحدث العظيم، وعلى ثقة من الإنجاز فى المواعيد المحددة، لأن الرئيس الذى يضرب به المثل على مستوى العالم فى سرعة الإنجاز، لديه القدرة على إنجاز جديد يشبه المستحيل.

نستبشر خيراً، ونشيع بين الناس روح التفاؤل والأمل والتطلع إلى المستقبل، وكلما بُنيت طوبة فوق أرض الوطن، انتزعت من أهل الشر أكاذيبهم.