أمس واليوم وغدا

أمركم عجـــيب يا ســادة!

عصــام السـباعى
عصــام السـباعى

جاءت تصريحات  الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال افتتاح مشروع الفيروز للاستزراع السمكى وعدد من المشروعات التنموية الأخرى، فى صورة رسائل مباشرة للشعب  بجميع فئاته، تحدث بصراحته وشفافيته المعهودة، تناول فيها ما يحدث، وكل ماهو مهم على أرض الوطن، أجاب الرئيس عن التساؤلات وشرح التفاصيل، ووضع النقاط على الحروف، وقدم صورة كاملة لنهضة كبرى تتم حاليا على أرض مصر، من أجل كل شعب مصر.

الرئيس عبدالفتاح السيسى خــــــــــــــلال تصريحاته لرجـال الإعلام

لا‭ ‬أخفى سعادتى وفخرى بما تم ويتم وسيتم من مشروعات، من أجل «بلدنا الحلوة» التى يريدها الرئيس ويتمناها كل «مصرى نقي»، بأن تكون أجمل البلاد، ويصبح أهلها من أسعد البشر، كما لا أخفى سعادتى أيضاً بذلك المستوى العالى من الشفافية والصراحة ورحابة الصدر، التى ظهرت فى نسيج كل كلمة، استعرض بها الرئيس أو تناول فيها كل ما طرحه من قضايا، ويرتبط بذلك مناقشة سريعة من جانب أحد أصحاب الانتقادات الساخنة، وهو أستاذ جامعى مخضرم، وباحث له اسمه الكبير، وبالمصادفة قرأت أحد البوستات الخاصة به على صفحته فى «فيسبوك» يوم 17 يناير والتى صدمتنى فيه، ويقول فيه: «عندما أقرأ عن بعض المشروعات الجديدة فى مصر أتصور أن بلدنا قد أصبح من أغنى البلاد فى العالم، وأنه ليس محملا بديون تصل إلى ١٢٧ مليار دولار، وأن مستشفياته ومدارسه وجامعاته هى الأرقى، وأن الفقر وهشاشة العيش قد اختفيا من ربوعه، وأن موارده تسمح بأن يخصص مليارين من اليورو لإنشاء خط سكة حديد يسير عليه قطار كهربائى من العين السخنة على البحر الأحمر إلى العلمين على البحر الأبيض، وهو مقدمة لشبكة سكة حديد جديدة تنفذها شركة سيمنس الألمانية سوف تتكلف كلها بحسب التصريحات الرسمية ٣٦٠ مليار جنيه، أو ٢٣ مليار يورو، وأن هذا المشروع قد حظى بدراسة شاملة من جانب مجلس الوزراء ومجلس النواب وكل المراكز الأكاديمية المتخصصة، ولكن أفاقنى من أحلامى هذه كل من سألتهم عن هذا الأمر، لم يوضح لى أيهم ما هى الفائدة من هذه الشبكة الجديدة»، ويضيف: «ولم يسمع أى ممن استفسرت منهم عن هذا الأمر أن مجلس الوزراء أو مجلس النواب أو أيا من المراكز البحثية قد ناقش هذا الأمر».

ولم‭ ‬أملك ساعتها سوى الرد عليه، بتلك الكلمات الموجزة: «أرجو أن تبحث قبل أن تكتب.. تقوم بجمع المعلومات عن المشروع.. وعن المشروعات المماثلة، وبعدها فقط تكتب.. أما حكاية أنك سألت ولم تجد أحداً فى مجلس الوزراء، أو فى مراكز البحوث يعلم بذلك الأمر، فهى واسعة جدا، ولا تصدر عن باحث فى حجم حضرتك».. وأرفقت بذلك التعقيب رابطاً لخبر فى 2 ديسمبر الماضي، بعنوان مجلس الوزراء يستعرض إجراءات مشروع القطار الكهربائى السريع، والظاهر أن كلامى لم يعجبه، فعقب عليه بتلك الكلمات: «يا أستاذ.. أنا أحسب ما أكتبه جيداً.. القرار لم يتخذه مجلس الوزراء.. المجلس حسب ما ذكرت يبحث إجراءات تنفيذ المشروع، ولكن القرار اتخذ فى جهات أخرى»، ولم يكن رده منطقياً أو عقلانياً، فعقبت عليه وقلت له: «أنا قدمت لينكين لخبرين يؤكدان مناقشة إجراءات تنفيذ ذلك المشروع فى مجلس الوزراء، ولكنك تعود ثانية، وتقول إنك تحسب ما تكتبه، رغم أننى نقلت ما كتبته حضرتك، وتعود بزيادة فى الكلام، بأن القرار تم اتخاذه فى جهات أخرى، وهذا شيء لا أفهمه، وكأن القرار حتى لو تم اتخاذه فى أى موقع فى السلطة التنفيذية يكون معيباً، حضرتك باحث كبير، وكلامك أستطيع أن أستوعبه من ناشط سياسي، حضرتك أستاذ فى التنمية، ولم تقدم لنا تحليلاً للضرر الذى سيصيب القطاعات التنموية من ذلك المشروع، كنت أتمنى تحليلاً أكثر عمقاً، بدلا من ذلك الكلام العام»، ورغم ذلك عاد فى 21 يناير الماضى يعلق على كلام وزير التعليم فى مجلس النواب، وقال: «هل يكون للتعليم حظ من الـ٣٦٠ مليار جنيه المخصصة لمشروع القطار السريع الذى لا نعرف بعد جدواه الاقتصادية ولا أولويته؟»، ولم أرد ولم أعقب هذه المرة، لأن الرجل وضع نفسه فى «موقع الناقم» ورفض «مكانة الباحث»، ومثل هؤلاء تعميهم الأشياء الصغيرة عن رؤية الأشياء الكبيرة من مؤشرات وعلامات وواقع معاش على الأرض، وربما تجعلهم النقمة أيا كان مصدرها يتخيلونه ويصدقونه كأنه حقيقة! 

ما‭ ‬أريد أن أقوله أن الرئيس عبد الفتاح السيسى فى رسائله الشاملة للشعب المصرى بكل أطيافه وفئاته، وفى سياق له دلالاته، وهو افتتاح مشروعات تنموية عملاقة، أوضح وأجاب وفسر بكل شفافية وصراحة، وأضع بعضاً من تلك الرسائل أمام الأستاذ والباحث الكبير المخضرم، ومنها: «الدولة لا تبيع الوهم للشعب بل نحاول أن نكون صادقين مع أنفسنا ومع المواطنين».. «لا يتم اتخاذ أى إجراء مالى إلا من خلال لجنة عليا بمجلس الوزراء تناقش كل قرض يمكن الحصول عليه، فلا يوجد أمر يتم تنفيذه دون تخطيط، كذلك هناك برلمان يراقب كل شيء تقوم به السلطة التنفيذية».. «مشروع قطار (السخنة ــ الإسكندرية ــ العلمين) تقدمت إليه مناقصات بقيمة 19 مليار دولار ورقم آخر بـ10 مليارات دولار لإنشاء خط بطول 450 كيلومتراً، لكن رفضنا تلك المناقصات، وتوصلنا لإنشاء 2000 كلم بتكلفة 350 مليار جنيه، وهو الأمر الذى يمثل طفرة فى مجال قطاع النقل».. «الدولة لم تترك شيئاً فى قطاع التعليم إلا وعملت على تطويره، فالدولة تعمل بكل المجالات، وتتعامل بشكل متوازن مع كل القضايا والمشاكل والأهداف، لا نستطيع أن نترك قطاعاً، ونركز على آخر».. «الدولة تعمل فى كل القطاعات من أجل تلبية متطلبات الشعب».. «150 مليار جنيه تكلفة تطوير الجامعات فى مصر بالإضافة إلى إنشاء الجامعات التكنولوجية، وفيه جهد كبير أوى بيتعمل فى كل مجال».

وبعيد عن جماعة الكذبة الفجرة فى الخارج، يبقى ما أريد أن أقوله لكل الناس باختلاف عقولهم ونفسياتهم ومستوياتهم، فلا يوجد من هو فوق النقد، ولم يبلغنى أن هناك من يرفض النقد، ويكفى مجرد متابعة لما يثار فى مقالات الجرائد، وعلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعى وبرامج الفضائيات، كلنا شركاء فى هذا البلد الجميل، نسعى وسط ظروف كانت قاسية مع الإرهاب وتوابعه، وصارت أقسى مع فيروس كورونا، نعمل وننفق من أجل فرصة عمل ورزق يحرك الأسواق وينعش الاقتصاد.. تطوير ما يجب تطويره.. من أجل واقع أحسن ومستقبل لكل الناس فى «بلدنا الحلوة».. ودائماً وأبداً تحيا مصر.