شهداء الوطن.. بطـــــولات بحروف من ذهب

أرملة «نائب مأمور كرداسة»: فخورة أني زوجة بطل قدم روحه فداء لوطنه

العميد عامر عبد المقصود
العميد عامر عبد المقصود

سجل اسمه بأحرف من نور فى قائمة شرف الأبطال بعدما أثبت جسارته فى مواجهة الإخوان الإرهابيين فلم يتراجع أو يتهاون فى الدفاع والذود عن قسم شرطة كرداسة ضد اقتحام الخونة للقسم خلال فض اعتصامى رابعة والنهضة، فاستحلوا دمه وشهروا بجثته نكاية في موقفه الصلب ضد عدوانهم الغاشم.. إنه الشهيد البطل العميد عامر عبدالمقصود نائب مأمور قسم كرداسة.

 

حرصت «الأخبار» على التحدث مع أرملة الشهيد للتذكير بقصته الخالدة وكيف انه لم يستسلم لإرهاب الإخوان ووقف لهم بالمرصاد حتى آخر رمق فى حياته، وتقول نجلاء سامى أرملة الشهيد، إن زوجها كان يعمل لمدة 24 ساعة بحكم عمله نائبا لمأمور القسم وكان يتفانى فى عمله، محبا لبلده، لافتًا أنه رفض ترك أرض المعركة فى كرداسة وتصدى للهجوم.

 

وأكدت السيدة نجلاء أنها تفخر بكونها زوجة بطل قدم روحه من أجل وطنه ودافع عنه حتى آخر لحظة فى حياته وقالت: إننا نحتفل فى ٢٥ يناير بعيد الشرطة لأنه عيد لكل شهيد قدم التضحية ولم يتوان عن تقديم كل غال ونفيس من أجل وطنه وارتوت أرض مصر بدمه ومصر لا تنسى أبناءها الأبطال على مر الزمان ووجهت رسالة لزوجات الشهداء بأن "الإرهاب كان عايز يكسرنا بموت ازواجنا..لكن لن ننكسر ابدا فداء لمصر.. هنكمل المسيرة".

 

ووجهت أرملة الشهيد التحية والتقدير للرئيس عبدالفتاح السيسي ولوزارة الداخلية بكل قياداتها وقطاع العلاقات الإنسانية قائلة: "الرئيس السيسى صحح مسارنا.. كنا داخلين فى نفق مظلم لولاه كنا هنبقى زى بعض الدول العربية الممزقة".

 

ورويت زوجة الشهيد عامر حكاية استشهاد زوجها، فقبل استشهاد زوجها فى يوم 14 أغسطس أثناء فض رابعة والنهضة قالت: طلبته هاتفيا قبلها بيوم 13" كان يوافق يوم عيد زواجنا الـ21، وألحت عليه بشكل غير معتاد أن يأتى فى هذا اليوم فرد عليا: نصف ساعة واجى نخرج سوا ونحتفل بره البيت".. كما طلبته والدته حتى تراه فذهب إليها وسلم على كل الناس والجيران المحيطين به وكأنه كان يودع الناس للأبد قائلة: "عامر كان محبوب وجدع وخدوم كل الناس بتحبه".

 

وأضافت: وبعدها ذهب للقسم بكرداسة لأنهم رفعوا حالة الطوارئ فى هذا اليوم ولم أره واتصل بى "اعتذر لى علشان محتفلناش وقال لى لما أرجع هنسافر فى أى مكان.. متزعليش". 

 

وتابعت أنه فى فجر يوم 14 سبتمبر شاهدت لزوجى بوست على الفيس بوك كان آخر بوست كتبه يقول فيه: " يارب وإن نامت اجزائى تحت التراب وكنت نسيًا منسيا فهب لى من يدعو لى بدون ملل".. كلمته وسألته لماذا كتبت هذا البوست رد "متخديش فى بالك.. ادعيلى على أد ما تقدري.. خلى بالك من نفسك " وطلب منى أن يتحدث لابننا علاء "كان عايز يكلمه بشدة". 

 

طلبته مرة ثانية: "سألته فى ايه قال الدنيا مقلوبة هنا ربنا يستر.. قالت اهرب وتعالا رد: مستحيل اتحرك من مكانى مش أنا اللى أهرب".

 

بعدها تلقيت اتصالا من أحد العائلة قال لى: عامر مات.. لم أصدق المكالمة قلت لهم لسه مكلماه وكان بيكنسل عليا.. عرفت بعدها أن اللى كان بيقفل عليا المكالمة هما الإرهابيين.. وكانت الصدمة.

 

وأكدت أرملة الشهيد أنها دعته لمغادرة قسم كرداسة بعدما قرأت الخبر فى وسائل الإعلام، فرد قائلاً: "مش عامر عبد المقصود اللى يسيب مكانه".. وأضافت، أنها اتصلت بالسائق الخاص به فأخبرها قائلاً: "عامر بك فضل مع مجموعة ضباط فى المكان".

 

وأوضحت أن الإرهابيين قاموا بسحله من كرداسة إلى ناهيًا، بعد قطع شرايين يده من قبل أحد الأشخاص الذين ساعدهم، و سبق أن قام الشهيد بإنشاء أحد الأكشاك من أجله.

 

وأضافت: بعد استشهاد زوجى أخبرنى الشاهد على واقعة تعذيبه أمين شرطة قسم كرداسة بعد إفاقته من غيبوبة دامت 8 سنوات بسبب تعذيب الإرهابيين له، أن زوجى تعرض لرحلة عذاب وهو يفارق الحياة فلم ترحمه أيادى الغدر قطعوا شرايين يده وضربوه بمواسير حديدية على رأسه وجسده ووضعوه على سيارة تجولوا بها من كرداسة إلى ناهيا فى الجيزة وشهروا بجثته.