أما قبل

معاش استثنائي بقرار برلماني

داليا جمال
داليا جمال

٣٣٠ طبيبا أو يزيد، هو عدد الأطباء البشريين الذين توفوا إلى رحمة الله بعد إصابتهم بفيروس كورونا اثناء تأدية عملهم وفقا لبيان نقابة أطباء مصر. 

العدد ليس قليلا فهو يقارب دفعة كاملة من خريجى إحدى كليات الطب.. أصيب هؤلاء الأطباء بالمرض وهم يعلمون أنهم فى بؤرة الخطر أثناء قيامهم بواجبهم.. كثير منهم رأى زميله يموت من جراء العدوى أمام عينيه، ومع ذلك لم يتراجع عن مهمته فى مستشفيات العزل وتلبية نداء الواجب، لم يخافوا على أنفسهم وعلى ذويهم.. وبرغم الاحتياطات إلا ان المرض اخترق كل التدابير ليفتك بهم.. اختار الموت كل هذا العدد من خيرة أبناء مصر فمنهم أساتذة كبار وعلماء وأغلبهم من شباب الأطباء.. منهم من أصيب بالوباء وتم علاجه ثم عاد لعمله فور شفائه مرة اخرى غير مكترث لشىء سوى الإصرار على إنقاذ أرواح المرضى. وأصيب مرة اخرى و لقى ربه، لأن الدافع لديهم كان الواجب الإنسانى فقط.. كالجندى فى المعركة تماما.

ومع كل هذه التضحيات فإن العائد المادى لا يذكر ورواتبهم الحكومية تلامس الحد الأدنى للمرتبات، لكنهم يراعون ضمائرهم لاغير وبرغم ان الطبيب إذا تخلى عن عمله الحكومى لن يدخل السجن أو )يتسول( لأن أصغر طبيب سنا وخبرة لو اشتغل فى مستوصف خاص هيقبض أضعاف مرتبه، لكنهم اختاروا العمل بمستشفيات العزل بالأيام والأسابيع بل..ربما تمتد لشهور دون العودة لبيوتهم.

ولذلك فلا أقل من معاش استثنائى بقرار من البرلمان لكل طبيب توفى بكورونا وخاصة من كان يعمل فى مستشفيات العزل، ولا يكفى ما تقوله وزيرة الصحة من احتساب وفاة هؤلاء الاطباء إصابة عمل!!

ومن المؤكد أن البرلمان المصرى لن يجد من يعترض إذا أقر اى رسوم لهذا الغرض. وستكتسب دورته الحالية احترام وتقدير جموع الشعب المصرى، تقديرا لأرواح شهداء مصر من اطباء معركة الكورونا، وبذلك يحفظ لأطباء مصر العلماء كرامتهم بعيدا عن محاولات بعض المسئولين لبخسهم أبسط حقوقهم علينا، مرة بمحاولات اعتبار موتهم إصابة عمل، ومرة برفض تنفيذ هذا القرار، بحجة ان القوانين واللوائح لاتسمح! وغيرها من الحجج والمبررات التى تهين مهنتهم ودورهم العظيم.

وليتنا نخلد أسماء وذكرى أبطالنا الأطباء شهداء معركة الكورونا بنصب تذكارى يليق بهم.. ومنح ذويهم امتيازات فى الدراسة واشتراكات الأندية، .. كأقل تقدير لمن توفاه الله منهم، ورفعا للروح المعنوية لمن مازال يقاتل المرض ويحمى الأرواح بالمستشفيات. ولهم منا جميعا كل الاحترام والامتنان وكل الدعاء بالسلامة.