سيطرت جائحة فيروس كورونا على التكنولوجيا، مثل أي شيء آخر، حيث يقضي الكثير منا وقتًا أطول من أي وقت مضى أمام الشاشات.
ووفقا لتقرير "bbc"، فقد أصبحت عبارة "أنت في وضع الصمت" عبارة شائعة، وخلال عمليات الإغلاق بدأ الناس في المواعدة عبر دردشة الفيديو، ولكن على الرغم من أن الإنترنت يساعدنا على البقاء على اتصال، إلا أن الكثير من الأشخاص ما زالوا يشعرون بالوحدة.
وشهدت بعض أكبر شركات التكنولوجيا ارتفاعًا كبيرًا في أرباحها، واستفاد أيضًا عدد قليل من الشركات الناشئة المحظوظة مثل زووم Zoom، ودليفروو Deliveroo، لكن العديد من الشركات الأصغر تعرضت لضغوط، وألقى منافس نتفليكس Netflix Quibi، عن حق أو خطأ، باللوم على الوباء في انفجاره الداخلي.
وفي غضون ذلك، استمرت هجمات برامج الفدية في الارتفاع ؛ وتم اختراق الكثير من حسابات تويتر رفيعة المستوى؛ وحدث اختراق SolarWinds صدمة متأخرة عندما ظهر أن روسيا ربما تكون قد أخلت بالكثير من أنظمة تكنولوجيا المعلومات التابعة للحكومة الأمريكية.
ومن بين اللحظات البارزة الأخرى إطلاق أجهزة ألعاب جديدة، و قضايا مكافحة الاحتكار الكبرى ضد شركات التكنولوجيا الكبرى، وخوض آبل معركة ضد كل من فورتينت وفيسبوك.
وفي تقرير القصص السنوية للعام 2020 الخاص بهيئة الإذاعة البريطانية bbc"، فقد ذكرت أهم المحطات في عالم التكنولوجيا خلال هذا العام ومنها أن دعوات السياسيين الأوروبيين لطريقة الشحن العالمية أدت إلى تكهنات بأن شركة آبل قد تتخلى عن كابل موصل Lightning.
واستمرت الشائعات لأشهر بأن نطاق آيفون 12 iPhone 12 سينتقل إلى USB-C لتتناسب مع أجهزة الكمبيوتر المحمولة للشركة. لكن الهواتف احتفظت بالمنفذ البالغ من العمر ثماني سنوات ، على الرغم من أن زميلهم في آيباد أير iPad Air قد أجرى التبديل، وعلى أي حال ، مع wi-fi 6 وملحقات MagSafe الخاصة بالشركة، والتي تعني أن نقل البيانات والشحن يمكن أن يتم "لاسلكيًا" بشكل أسرع من ذي قبل، فإن الأموال الساخنة هي أن آبل قد تتخلص ببساطة من المنافذ الموجودة على هواتفها تمامًا.
وتعد مبيعات شركة آبل ضخمة للغاية، لدرجة أن الأمر سيستغرق أقل من ساعة لاسترداد الغرامة البالغة 25 مليون يورو (22 مليون جنيه إسترليني ؛ 30 مليون دولار) التي فرضتها فرنسا على إبطاء طرازات iPhone الأقدم عمداً، لكن الهدف من العقوبة كان دائمًا إحراج عملاق التكنولوجيا الأمريكي بدلاً من إلحاق الضرر به ماليًا.
وكان دفاع شركة آبل هو أنها اتخذت خطوة لإطالة عمر الهواتف، وتجنب عمليات الإغلاق غير المتوقعة، وفي وقت لاحق من العام، وافقت الشركة على دفع مبلغ أكبر إلى 34 ولاية أمريكية لتسوية شكواها بشأن هذه المسألة، وتواجه شركة آبل زيدًا من الإجراءات القانونية من مجموعة Euroconsumers للدعوة، والتي تتابعها للحصول على المزيد من المدفوعات في بلجيكا وإسبانيا وإيطاليا والبرتغال.
وبعد أيام من بدء الإغلاق الأول لفيروس كورونا في المملكة المتحدة، أُعلن أن نتفليكسنتفليكس أنه سيخفض معدل البت في تدفقات الفيديو لتجنب وضع الشبكات تحت الضغط، كما طلب الاتحاد الأوروبي منه بالفعل التوقف عن البث بأي شيء عدا التعريف القياسي، لكنه اتخذ هذه الخطوة الأقل كحل وسط.
واتبعت كل من ديزني بلس، وآبل، وآمازون، ويوتيوب، إجراءات مماثلة خاصة بها - والتي تم عكسها جميعًا منذ ذلك الحين، ربما لم يلاحظ معظم المستخدمين أبدًا تراجع جودة الصورة. لكن القصة الحقيقية للوباء كانت مدى قدرة الشبكات على التعامل بشكل جيد مع الطلب المتزايد - حتى في وقت لاحق من العام كانت هناك ارتفاعات قياسية بفضل الأشخاص الذين قاموا بتنزيل الألعاب لأجهزة بلايستيشن و اكس بوكس الجديدة الخاصة بهم ، وبثت آمازون بطولة كأس الأمم للرجبي.
ووفقا للتقرير وفّر الوباء وقودًا لنظريات المؤامرة والمعلومات المضللة عبر الإنترنت، وكان المذيع الرياضي السابق ديفيد إيكي من أبرز الشخصيات التي قامت بنشرها، و دفع ظهوره في مقابلة تم بثها مباشرة على موقع يوتيوب الخدمة المملوكة لشركة جوجل إلى حظر جميع مقاطع فيديو المؤامرة التي تربط بشكل خاطئ كورونا بشبكات 5G.
واتبعت حملات أخرى بشأن معالجة المنشورات الضارة عن الفيروس على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، وفي وقت لاحق، عاقبت هيئة الرقابة البريطانية Ofcom قناة لندن لايف التلفزيونية لبثها مقابلة متابعة مع إيكي حيث كانت مزاعمه "دون اعتراض إلى حد كبير"، ثم قام كل من فيسبوك، يليه يوتيوب وأخيراً تويتر، بإخراج Icke من منصتهم، رأى البعض في هذا انتصارًا للحس السليم، لكن آخرين قلقون من ميل المنصات الرئيسية نحو مزيد من الرقابة.
ويبدو من الغريب أن يكون من الجدير بالنشر أن يخفي تويتر إحدى تغريدات الرئيس ترامب، لكن الشبكة الاجتماعية شكلت سابقة في مايو، من خلال تصنيف منشور كتب فيه الزعيم الأمريكي "عندما يبدأ النهب، يبدأ إطلاق النار" عن إرسال الحرس الوطني للاحتجاجات في الشوارع في مينيابوليس.
وكان تعامل وسائل التواصل الاجتماعي مع منشورات الرئيس مثار جدل، حيث زعم الجمهوريون أنها أظهرت دليلاً على التحيز، بينما أشار المشرعون الديمقراطيون إلى أن شركات التكنولوجيا لم تذهب بعيداً بما فيه الكفاية. وشهد جاك دورسي من تويتر ومارك زوكربيرج من فيسبوك أمام المشرعين الأمريكيين عدة مرات حول هذا الموضوع. وعلى الرغم من أن جو بايدن ربما يكون قد فاز في الانتخابات الأمريكية ، إلا أن التهديد بإزالة بعض الامتيازات القانونية لوسائل التواصل الاجتماعي - القسم 230 لمن هم على دراية - لا يزال يبدو مطروحًا.
كما تم طرد كاتي هوبكنز الشخصية المثيرة للجدل بشكل دائم من منصة تويتر بعد سنوات من المشاركات التي وجدها الكثيرون مسيئة، ولم تسلط المنصة الضوء على منشور معين، لكنها قالت إن الإساءة والسلوك البغيض لا مكان لهما في خدمتها.
لكن ذلك لم يكن نهاية علاقة هوبكنز بالمنصة في أكتوبر، استخدمت حسابها على انستجرام للاعتذار عن تغريدة سابقة زعمت فيها خطأ تعرض ضباط شرطة للهجوم خارج مسجد في لندن، في حين أن الحادث وقع بالفعل في الشوارع، وصدرت الدعوى العامة بعد أن هدد المسجد باتخاذ إجراء قانوني. كانت السيدة هوبكنز تدرك أنها فقدت سابقًا قضية تشهير مكلفة بسبب تغريدات عن كاتب الطعام جاك مونرو.
كما شكل قرار المملكة المتحدة بمنع شركة هواوي من المشاركة المستقبلية في شبكة 5G الخاصة بها ضربة قوية لعملاق الاتصالات الصيني هواوي جعلت العقوبات الأمريكية مستقبل الشركة محفوفًا بالمخاطر، ومنحت حكومة بوريس جونسون الغطاء الذي احتاجته لعكس قرار سابق بالسماح لشبكات المملكة المتحدة باستخدام معداتها، و تبعتها السويد بفرض حظر خاص بها في أكتوبر، وفي الآونة الأخيرة مهدت ألمانيا الطريق أمام قيود محلية بقانون جديد يسمح بحظر البائعين بسبب مخاوف أمنية، بينما أعلنت الصين عن خطط لتركيب أكثر من 600000 برج خلوي 5G في عام 2021 لتعزيز استخدام 5G في مدنها الرئيسية ، ومن المتوقع أن تجني Huawei العديد من الطلبات.
معاملة فاخرة أيضا تحولت إلى كابوس لبطاقات الدفع لعملاء فندق ريتز في لندن، حصل المحتالون على قائمة بالأشخاص الذين حجزوا في مطعمه واتصلوا بهم "لتأكيد" تفاصيل بطاقتهم، و بدت المكالمات مقنعة لأن الجناة لم يعرفوا فقط متى تم الحجز ولكنهم تمكنوا أيضًا من انتحال رقم الهاتف الحقيقي للمؤسسة، ثم حاولوا بعد ذلك استخدام تفاصيل البطاقة غير المكشوفة لإجراء عمليات شراء من بائع التجزئة Argos قال فندق ريتز إنه يشتبه في حدوث خرق للبيانات في ذلك الوقت. ولم ترد على طلب للتعليق على نتيجة تحقيقها.
وقرب نهاية العام ، ظهر "روبوت مزيف عميق" يُفترض أنه قادر على إنشاء عراة بواسطة الكمبيوتر استنادًا إلى صور نساء يرتدين ملابس يتم إرسالها عبر تطبيق الدردشة تليجرام إلا أن الاختبارات التي أجرتها هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) وجدت أنها تفتقر إلى حد ما، "تضمنت النتائج التي توصلنا إليها صورة لأمرأة بسر بطن على الحجاب الحاجز،" قرأ تقريرنا، ومع ذلك ، بدأت هيئة حماية البيانات الإيطالية تحقيقًا، ومع ذلك، سلطت القضية الضوء على إمكانية استخدام هذه التكنولوجيا الناشئة كشكل من أشكال إساءة الاستخدام.
ولم تضع bbc على قائمة الأحداث الملياردير الأمريكي مؤسس سبيس اكس وتسلا، أيلون ماسك، إلا أن مشروعه Hyperloop الهايبرلوب، وهو شكل من أشكال السفر المستقبلي الذي ساعد في تطويره، فعل ذلك، وقد اتخذت خطة Virgin Hyperloop لتحويل المفهوم إلى واقع خطوة إلى الأمام عندما نقلت اثنين من موظفيها داخل أنبوب فراغ بطول 0.5 كيلومتر (0.3 ميل)، محققة سرعة قصوى تبلغ 172 كم / ساعة (107 ميل في الساعة).
وعلى الرغم من الإنجاز التقني، لا يزال لدى المشروع المتشككون الذين يتساءلون كيف يمكن أن ينقل عددًا كافيًا من الركاب ليكون مجديًا اقتصاديًا، واعترف كبير مسؤولي التكنولوجيا في المشروع فيما بعد بالانتقادات لكنه أشار قائلا: "إذا نظرت إلى طائرة الأخوين رايت، كانت ذات مقعد واحد ... عليك أن تبدأ من مكان ما."
وخلال عام 2020 وقعت حادثة تزييف عميقة آخرى، وكانت هذه المرة مع ملكة بريطانيا، حيث ابتكرت القناة الرابعة صورة للملكة وهي ترتدي بروشًا على شكل فيروس كورونا، وتطرد النكات عن عائلتها وتتباهى بحركات رقص على غرار تيك توك، وأثارت المسرحية الهزلية التي استمرت أربع دقائق أكثر من 200 شكوى إلى هيئة تنظيم وسائل الإعلام Ofcom بحجة أنها كانت سيئة الذوق.
