بيان عاجل

الناس عاوزه إيه

أحمد خليل
أحمد خليل

السياسى يعمل من أجل السلطة لتحقيق العدالة.. والصحفى والإعلامى هدفه الحقيقة، وبين السياسى والإعلامى «مواطن» يبنى آماله على مستقبل حقيقى قائم على العدالة الاجتماعية.
الأحزاب أيديولوجيات واتجاهات سياسية مختلفة.. والاختلاف الفكرى والبشرى فى الأصل سنة كونية.. لذلك لا داعى للقلق من كثرة الأحزاب، فالمهم الكيف وليس الكم، الأحزاب الممثلة فى برلمان ٢٠٢١ رسمت صورة واقعية لإحياء الحياة الحزبية فى مصر بوجود ٤٧٤ نائباً يمثلون ١٣ حزبا، لتصبح الغلبة البرلمانية للحزبيين عن المستقلين الذين حصدوا ٩٣ مقعدا فقط.
انتهت الانتخابات وأُسدل الستار على برلمان ينتهى الفصل التشريعى الأول له فى ٩ يناير المقبل، لتبدأ البلاد مرحلة جديدة من العمل التشريعى فى مجلس نيابى شاب تنتظر منه الجماهير العريضة فى الشارع نظرة إنسانية لأحوال متردية مليئة بالمشاكل الاجتماعية والاقتصادية المعقدة.
على النواب الجدد - وما أكثرهم - أن يضعوا فى الاعتبار عدم الرضا الشعبى تجاه أداء المجلس السابق.. الذى تسبب بعض نوابه فى تشتيت الرأى العام فى قضايا فرعية أو شخصية لا علاقة لها بالعمل النيابى، فكان من يبحث عن المجد الشخصى وآخر يستخدم الحصانة البرلمانية فى معارك لا تعد ولا تحصى، وآخرون قال عنهم الدكتور على عبدالعال رئيس مجلس النواب فى إحدى الجلسات العامة إن لديه ملفًا كاملًا عن اتصالهم بوسائل إعلام معادية، ومنهم من أسقطت عنهم الحصانة لقضايا جنائية وأخلاقية أو التعاون مع جهات خارجية.
وهنا يأتى السؤال.. الناس عاوزه إيه ؟
أعتقد أن القاعدة العريضة من الشعب لا تهتم بتفاصيل الصراعات الحزبية والسياسية ودهاليز الانتخابات، وما يرضى الناس أن تكون القاعدة التشريعية للمجلس الجديد» الوطن والمواطن»، أن يكون النواب صوت المواطن للحكومة، أن يتكلم المجلس بلسان الناس، أن يكون فعلاً وليس رد فعل، أن يلمس القضايا الحقيقية من مشاكل المحليات والمرور والصرف الصحى والتعليم والصحة.. الناس عاوزه إيه.. الناس مش عاوزه تقضى يومها بين عوادم السيارات، بين تلال القمامة، بين كتل خرسانية لمبانٍ عشوائية.. الناس عاوزه رؤية مقنعة وحلول تلبى احتياجات المجتمع لحياة كريمة.. رضا المواطن مرتبط بالخدمات.. وهنا لا أتحدث عن نائب الخدمات، ولكن نائب التشريع والرقابة على الخدمة المقدمة للمواطن للتصدى للفساد وكشف ومحاسبة وتقويم المهمل والفاشل.
وأخيراً.. على النائب أن يزاول نشاطه السياسى أو الحزبى تحت القبة من منطلق المصلحة العامة، وأن يعى جيدًا أنه يوماً ليس بالبعيد سيعود إلى الجماهير ليخضع للقوانين التى سنها وأقرها.