صدرت دراسة أثرية للدكتور حسين دقيل الباحث المتخصص في الآثار اليونانية والرومانية، عن شخصية الملك (سقنن رع) الذي لُقب بـ (الملك الشهيد)، مشيرة إلى أنه دافع عن مصر حتى استُشهد وهو يقود أولى المعارك الكبرى ضد (الهكسوس) الذين احتلوا مصر على حين غفلة من حكامها الضعفاء.
ويشير الدكتور حسين دقيل، إلى أن الملك (سقنن رع) أنجب ملكًا استشهد أيضا وهو يدافع عن أرض مصر بعد أن ألقى الرعب في قلوب هؤلاء الرعاع وهو الملك (كامس) الذي خلفه القائد الشجاع (أحمس) الذي انتهت بمجيئه وعلى يديه تلك الحقبة السوداء من تاريخ مصر فالملك (سقنن رع) هو جد الملك (أحمس) طارد الهكسوس والملك (سقنن رع) هو أحد ملوك الأسرة السابعة عشر (1560-1558 ق.م) أي منذ ما يزيد على (3500 عام) وهي الأسرة التي حكمت جنوب مصر من خلال عاصمتها طيبة (الأقصر حاليًا) عندما كان الهكسوس يحتلون مصر.
ويلقى خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار الضوء على هذه الدراسة، موضحًا أن الأسرة السابعة عشر قاومت بقيادة (سقنن رع) احتلال الهكسوس الذين كانوا يحتلون جزءًا كبيرًا من الأرضي المصرية ولفترة زمنية تبلغ القرن من الزمان، حيث كان هناك سيطرة كاملة على شمال مصر، ويمتد نفوذهم إلى المنطقة الوسطى.
وفى حرب تحرير مصر من احتلال الهكسوس، استشهد الملك (سقنن رع) وهو يدافع عن أرض مصر وكان حينها في الأربعينات من عمره ومومياؤه محفوظة بقاعة المومياوات بالمتحف المصرى وتُظهر الإصابات التي لحقت به وتبين سوء التحنيط الذي تم لها لسرعة أعمال التحنيط وسط المعركة.
ويشير الدكتور ريحان من خلال الدراسة إلى وجود تجويف كبير بالجمجمة. وتبين الجروح المروعة الموجودة بالرأس مدى ما تعرض له الملك من ضربات خلال المعركة ومنها آثار خنجر خلف الأذن وتتضح ضربات وطعنات على خده وأنفه، كما يظهر آثار فأس كُسرت به عظام جبهته ورغم كل ذلك ما زال فم المومياء يحتوي على مجموعة كاملة من الأسنان السليمة.
وقد دفنت مومياء الملك الشهيد (سقنن رع) في منطقة (دراع أبو النجا) ثم أعيد دفنها لاحقًا في الدير البحري بالأقصر حيث تم اكتشافها في مخبأ الدير البحري عام 1881م ضمن (خبيئة وادي الملوك). وتوجد الآن فى المتحف المصرى بالقاهرة.
اقرأ ايضا || «سقنن رع».. أعظم شهداء معارك تحرير مصر من الهكسوس
