بعد انتشار تداولها لمواجهة «كورونا»

«الفيتامينات» سلاح ذو حدين .. تناولها بإفراط يسبب «التسمم»

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

نسرين العسال 


معلومات مغلوطة تنتشر بسرعة كالنار فى الهشيم، مع بدء الموجة الثانية من جائحة كورونا ، والتى تحورت خلال الأيام الماضية، وقامت معظم الدول بحظر السفر إلى الدول التى تحور فيها الفيروس وعلى رأسها بريطانيا، ومع انتشار الموجة الثانية اندفع المواطنون إلى شراء الفيتامينات والمعادن مثل الزنك، لتقوية جهاز المناعة لمواجهة فيروس “ كيوفيد 19” ، وحول الاستخدام الأمثل لمثل هذه الفيتامينات، الأخبار المسائى استطلعت آراء الأطباء والمتخصصين حول كيفية استخدمها بشكل صحيح.

«صناعة الدواء» تحسم الجدل بشأن توافر لقاحات كورونا في الصيدليات |فيديو

يقول الدكتور محمود الأنصارى، استشارى المناعة والكائنات الدقيقة بجامعة القاهرة، إنه فى حقيقة الأمر تناول الفيتامينات بشكل مبالغ فيه لا يجوز إلا باستشارة الطبيب، لأن الجسم فى الأساس ليس فى حاجة إليها فى حالة تناول التغذية السليمة والمقصود هنا التغذية الصحية وليس تناول الأكلات السريعة خاصة أنه بتناول الأغذية الصحية يتم الحصول على الفيتامينات والعناصر المناسبة للجسم والتى يحتاجها،  موضحا أن هناك فرق بين تناول جرعات كبيرة من فيتامين “سى” وهو بالطبع -أضعاف ما يحتاجه الجسم- وتناول الفيتامين التى يحتاجها فقط الجسم لأن فيتامين “سى “ له فوائد فى تقوية الجسم وحفظ جدران الخلايا وتنشيط جهاز المناعة وتقوية الأعضاء المختلفة، وهذا إذا تم تناوله بالجرعات الطبيعية، وله أضرار إذا تم تناوله بجرعات أعلى فكل ما ذكرناه من فوائد ينعكس بالسلب إلى حد التسبب فى التسمم الفيتامينى.

 

وتابع : هذا يحدث عند زيادة حجم جرعات كبيرة عما يحتاجه الجسم مما تصبح آثاره الجانبية شديدة الخطورة، مما يعرض المريض إلى حصوات الكلى ومشاكل فى ارتفاع أنزيمات دهون الكبد وخلل فى وظائف الكلى جميع ما سبق قد يسببه فرط تناول الفيتامينات فى حين أن الإنسان فى غنى عن كل هذه الأمراض إذا تناول الغذاء الصحى واجتناب الوجبات السريعة المشبعة بالدهون والمشروبات الغازية والتى تكون سببًا فى أضرار لعضلة القلب وبالتحديد على الأوردة والشرايين بالإضافة إلى التدهن الكبدى، والذى يمكن أن يسبب تليف كبدى فيما بعد يصل إلى سرطان الكبد منوها على أن تناول الخضراوات والفاكهة يغنى عن تناول جرعات كبيرة من الفيتامينات إذا التزم الإنسان بالتغذية السليمة، فقد يغنى تناول كوب زبادى بالعسل قبل النوم من تناول الزنك إلى جانب احتوائه على عناصر أخرى من الفيتامينات.


ويقول الدكتور محمد مجاهد هيكل، استشارى الباطنة والقلب : إذا ما كان الإنسان يتمتع بصحة جيدة، فإن تناول الأقراص متعددة الفيتامينات وجرعات زائدة من موانع الأكسدة قد يتسبب في الوفاة، وفى أغلب الأحيان لا تكون المكملات الغذائية صحية، على الرغم من أن الكثير ينفق أموالًا طائلة عليها، وقد يعتمد البعض عليها اعتمادًا كبيرًا بدءً من تقوية الشعر وحتى حياة الفرد الجنسية.


ويضيف هيكل : من المؤكد أن الشركات التى تعمل على تصنيع تلك المكملات الغذائية من الفيتامينات لن يرضيها هذا الكلام ولكنه الواقع، فعلى الرغم من أن الفيتامينات تعتبر أمرًا أساسيًا في حياتنا، وهناك أعداد كبيرة من الناس يستفيدون من أنواع معينة من تلك المكملات الغذائية، إلا أن أقراص الفيتامينات العامة التى تظهر في السوق ولا تخضع للرقابة هي أكثر من أن تكون مجرد إهدار للمال، وتنال من صحة الإنسان.


ويقول الدكتور مجدى نزيه، رئيس وحدة التثقيف الغذائى بالمعهد القومى للتغذية: الفيتامينات والمعادن من العناصر المسئولة عن سلامة العمليات الحيوية بجسم الإنسان، مسؤولة عن تفعيل دور المغذيات الباقية سواء كانت بروتينيات أو كربوهيدارت كنوع من الطاقة فى أداء دورها، ولكن لا بد أن تكون الفيتامينات والمعادن من مصادر طبيعية أما الفيتامينات والمعادن كيميائية المصدر أو بالأحرى فى صورة عبوات دوائية قد نلجأ لها فى أضيق الحدود، والإفراط فيها بالطبع له كثير من السلبيات لأن الصورة الكيميائية التى عليها الفيتامينات والمعادن المحضرة معمليًا تختلف عن الصورة الطبيعية الموجودة فى الخضراوات والفواكه، واللحوم.