فضفضة

ممشى أهل مصر

علاء عبد الهادى
علاء عبد الهادى

من كتبت له زيارة باريس،  سوف يدرك أن نهر السين يعد أحد أهم المزايا النسبية التى أكسبت العاصمة الفرنسية بريقا وسحرا،  وجعلها احد أهم عواصم العالم استقبالا للسياحة.. وعندما تتمعن قليلا لتبحث عن السبب فى أن أصبح السين عمودا فقريا فى حركة السياحة فى باريس،  واختفاء او اضمحلال هذا الدور مع نهر النيل،  رغم المزايا التى تصب فى صالح النيل،  ستجد أسبابا كثيرة يأتى على رأسها أننا لم نحترم النهر،  وتعدينا عليه لسنوات،  وتعدينا على حرمه بكل اشكال التعديات الرسمية والحكومية ثم القطاع الأهلى الذى تعدى هو الآخر بغطاء مقنن عبر أجيال.. الفارق الجوهرى هو ان نهر السين ملك لكل فرنسى والشاطىء معد ومجهز بالخدمات التى تتيح لكل فرنسى او سائح أن يقضى وقتا على النهر لا يجد فيه بلطجى يفرض عليه اتاوة أو يسمعه هو وأسرته ما قد يكره،  وداخل النهر سوف يستمتع بصرك بمناظر السفن النهرية التى تقل السياح،  وستجد فئات ودرجات مختلفة،  حسب نوع الخدمات والرفاهية التى تقدمها،  ولكنها تتساوى فى الإجراءات والشروط التى تتعلق بسلامتها.
النهر فى مصر ملك لمن يملك المال أو القوة،  والقوة هنا قد تكون فى الجهة أو النقابة أو النادى الذى يقتنص مساحة من شاطىء النهر التى هى فى حقيقتها ملك لكل المصريين لكى يقصرها على أعضائه.
كل تجارب تطوير شاطىء النهر فشلت،  وما نجح منها سقط فى قبضة البلطجية الذين يقطفون الثمار،  ولكن ما أراه من مشروع ممشى مصر وما أتيح لنا من معلومات يقول لنا إننا قد نكون لأول مرة أمام مشروع متكامل يحسن من حياة المصريين،  ويعيد إليهم نهرهم،  الشاطىء يمكن ان يكون مكانا لكل متع بريئة للأسر المصرية،  ومكانا لأنشطة ثقافية وفنية فى أوقات الصيف.. المشروع بالتأكيد انجاز ولكن الإنجاز الأهم فى توسعه ونقله إلى أماكن اخرى ومحافظات أخرى والأهم الحفاظ عليه من البلطجية.