نص كلمة أسامة هيكل خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر مستقبل الإعلام

أسامة هيكل، وزير الدولة للإعلام
أسامة هيكل، وزير الدولة للإعلام


افتتح وزير الدولة للإعلام أسامة هيكل، مؤتمر مستقبل الإعلام في العالم، والذي يُعقد "أونلاين" بسبب جائحة فيروس كورونا.

وقال هيكل في كلمته: "رئيس مجلس الوزراء د.مصطفى مدبولي، وزير الإعلام الأردني علي العايد، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات د.عمرو طلعت، المشاركين في المؤتمر حضوراً أو عبر الإنترنت أو بالكلمات المسجلة بالفيديو .. المتابعين للمؤتمر عبر الإنترنت.. أتقدم لكم جميعاً بخالص الشكر والتقديرعلى تلبيتكم لدعوة وزارة الدولة للإعلام بالمشاركة في هذا المؤتمر الهام ، والذي يبحث قضية "مستقبل الإعلام" ، وهي قضية تهم الجميع داخل مصر وخارجه".

وتابع هيكل: "الإعلام صناعة كبرى لا يمكن الاستغناء عنها طالما ظل العقل البشري موجوداً؛ فالإنسان لا يستطيع أن يعيش بدون معلومات، وقبل تسعينيات القرن الماضي، كان الإعلام تقليدياً تسير فيه المعلومة من المرسل إلى المُستقبل، وكان نقل المعلومة بين دولة وأخرى يستغرق وقتاً طويلاً، وسُرعان ما تغير الوضع بعد ظهور الأقمار الصناعية التي أدت لاختفاء الحدود السياسية بين الدول في مجال البث الإعلامي".

وأضاف وزير الإعلام: "لم نلبث أن استوعبنا هذا المُتغير، حتى دخل الإنترنت لكل دول العالم، ومع التطور المذهل في تكنولوجيا الاتصال، أصبح لا فرق بين مُرسل ومُستقبل .. ولكن الجميع أصبح يُرسل المعلومة، والجميع أيضاً يستقبل المعلومة، ولكن لم يعد هناك مجال كبير لتدقيق المعلومات والتحقق من صحتها".

وأشار إلى أن التطور لم يتوقف عند نقطة مُحددة، فشاهدنا أخباراً تخرج من مصادرها إلى مُتلقيها مباشرة عبر برامج إلكترونية، واستعانت المواقع الإخبارية في بعض دول العالم المتقدم بهذه البرامج لصياغة الأخبار، ومع ظهور الذكاء الاصطناعي أصبح الأمر أكثر سهولة في تداول المعلومات، ولكنه أيضاً أصبح أكثر تعقيداً حينما نتحدث عن مستقبل مهنة الإعلام.

وذكر هيكل: "هذا الواقع الذي نعيشه حالياً فرض علينا تساؤلات عديدة انعكاسا لسرعة التطور في وسائل الاتصال والإعلام.. فهل تلغي وسيلة إعلامية حديثة وسيلة أقدم منها ؟! ومن يتحمل المسئولية الأخلاقية عما يُنشر من معلومات خاطئة أو مُضللة ؟! كيف سيكون صحفي المستقبل ؟! وكيف سيكون إعلام المستقبل ؟! بل كيف سيكون موقف الإنسان نفسه من هذا الحجم الرهيب من المعلومات الذي يتلقاه في كل وقت، سواء كان ما يُقال له من معلومات يندرج تحت بند الحقيقة أو الكذب ؟! وكيف يُفرق بين ما يُقال له ويتعرف منه على الحقيقة أو على الكذب ؟!
وحتى لا ندخل في جدل ليس له معنى.. وجدنا أن نعقد هذا المؤتمر تحت عنوان فرعي مهم -مهنة باقية.. وأدوات متغيرة- وهذا يعكس إقراراً بواقع نعيشه فلا يتصور عاقل أبداً أن يكون هناك عالم بلا صحافة ولكننا فقط نبحث عن مستقبل مهنة الإعلام".

واستطرد هيكل: "لأننا نتحدث عن مستقبل الإعلام وجدنا من الضروري التعرف على تجارب الدول المختلفة في هذا المجال وتصورات الأكاديميين والعاملين في المهنة على السواء لهذا المستقبل ونطرح التساؤلات المهمة فإذا كان الإعلام التقليدي الطبيعي يعتمد على إعلاميين وصحفيين معتمدين يخضعون لمعايير قانونية ومهنية، فهل تنطبق هذه المعايير نفسها على المؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي مثلاً ؟!".
وأكد وزير الإعلام: "لقد أصبحت حرية الرأي والتعبير في ظل هذا التطور المذهل أمراً واقعاً وليس مجرد حق، فلا أحد الآن يستطيع منع معلومة من التداول لوقت من الزمن".


وقال إن أي مؤتمر لابد أن يقوم على فكرة التفاعل بين الُمحاضرين والمُناقشين، وهذا ما يؤدي إلى الخروج بتوصيات مُفيدة وعَمَلية، إلا أننا حينما بدأنا في التحضير لهذا المؤتمر، لم يكن الوضع العالمي فيما يتعلق بموضوع جائحة كورونا مُطَمئّناً في العديد من دول العالم، والتي أُغلقت بعضها بالفعل .. وتخوفنا من عدم قُدرة المُشاركين على الحضور، فلجأنا في هذا المؤتمر لاستخدام التكنولوجيا وتطويعها للوصول لأكبر قدر من المُشاركة، وإن كُنا نفتقد حضوركم الفِعلي مَعنا هنا في القاهرة، فاخترنا هذا المكان لعقد المؤتمر لإطلالته المُميزة على القاهرة التي تسعد باستقبالكم جميعاً في كل وقت .

وذكر أنه شارك مُمثلون من 9 دول عبر الفيديوهات المُسجلة والتواصل الحي عبر الإنترنت، ونحن جاهزون لاستقبال الأسئلة والتفاعل مع أسئلة الجمهور نفسه عبر صفحة وزارة الدولة للإعلام أثناء بث المؤتمر على الهواء ، باعتبار أن الجمهور هو صاحب المصلحة الأولى والأخيرة في تطور وسائل الإعلام .

وتابع: "أتمنى أن نخرج من هذا المؤتمر بتوصيات مُثمرة تُساعدنا على وضع تصور لإعلام المُستقبل، بالشكل الذي يُمكننا من بناء سياسات إعلامية فَعَالة قادرة على استيعاب أدوات هذا المُستقبل".

وأطلقت وزارة الدولة للإعلام اليوم السبت 21 نوفمبر، مؤتمر مستقبل الإعلام في العالم، "أونلاين" عبر الصفحة الرسمية للوزارة بسبب جائحة كورونا، والذي يهدف إلى وضع تصور للإعلام محليًا وَدَوْلِيًّا في ظل التحولات الذكية في صناعة الإعلام.

يناقش المؤتمر أهم التحديات التي تواجه الإعلام في مصر والعالم، من خلال تحليل الواقع الحالي للمشهد الإعلامي في العالم، كما يهدف المؤتمر إلى الخروج بتوصيات حول التعامل مع الإعلام الحديث، وتحديد المسئولية الأخلاقية للإعلام في ظل هذا التطور.

ويعد هذا المؤتمر منصة دولية لتبادل الأفكار والإطلاع على الخبرات العالمية المختلفة في مجال الإعلام وتطويره.

ويأتي المؤتمر بشكل جديد حيث يجمع بين الحضور الفعلي والمداخلات الحية والمسجلة للتغلب على الظروف الراهنة التي يشهدها المجتمع الدولي بسبب أزمة كورونا، واستغلالا للتطور التكنولوجي.

ويشارك في المؤتمر عدد من الوزراء المصريين والعرب والخبراء من 9 دول عربية وأجنبية.

أقرأ أيضا|  «هيكل»: الإعلام صناعة كبرى لا استغناء عنها