كاميليا وأحمد سالم.. علاقة انتهت بأمر ملكي

كاميليا
كاميليا

محمود عراقي

كانت فاتنة الجمال، وذكاؤها أكبر من سنها بعشرات الأعوام، تعرف ما تريد ودائما ما تحصل عليه، لا يتحدث إليها أحد إلا تعلق بها، هكذا وصفت أم " ليليان كوهين" ابنتها التي عرفتها السينما باسم " كاميليا".

وكشفت أم كاميليا عن سر العلاقة التي جمعت ابنتها بالمخرج أحمد سالم، وكيف تطورت هذه العلاقة؟ وكيف انتهت كما قالت بأمر ملكي من الملك فاروق؟

أول لقاء

بدأت الحكاية في صيف عام 1946 بـالإسكندرية عندما ذهبت كاميليا بصحبة والدتها إلى ميدان سباق الخيل، وهناك لمحت الأم رجلا يختلي بابنتها، فهبت كالمجنونة تسألها عن هذا الشخص، فأجابتها بأنه مخرج كبير يعرض عليها العمل بالسينما، ثارت الأم التي تخشى على ابنتها من الذئاب البشرية، وصرخت كاميليا معترضة على الحصار التي فرضته أمها عليها.

سألت الأم عن اسم هذا المخرج، فمدت إليها كاميليا يدها ببطاقة، كتب على ظهرها الساعة العاشرة صباحا في فندق وندسور، وعلى الوجه الثاني "أحمد سالم"، وهنا سرحت الأم بخيالها مع صاحب المغامرات النسائية المعروفة، من اقترن اسمه باسم أسمهان وحادث إطلاق الرصاص عليها، ولم تفق الأم من غفوة تفكيرها إلا في المنزل، وكاميليا تقفز وتضحك وتغني، وطلبت من والدتها أن تذهب معها في الموعد، ووافقت بعد بكاء كاميليا وتهديدها بالانتحار.

موعد مع السينما

وفي الموعد المحدد وقف أحمد سالم أمام أم كاميليا يكشف لها عن إعجابه بابنتها وصلاحيتها للعمل بالسينما، والأم تقاطعه بأنها لا تزال صغيرة، وربما لا تصلح، فاقترح إجراء تجربة لكاميليا بمجرد العودة للقاهرة، واستطاع أحمد سالم أن يكسب ثقة أم كاميليا خلال دقائق معدودة، وقرر صلاحية كاميليا للعمل بالسينما، وتم توقيع العقد.

طلب زواج

ذهبت كاميليا لشراء فساتين الفيلم الأول، وارتدت فستانا جديدا كان يطلق عليه اسم "اكسفورد"، وذهبت بصحبة والدتها إلى مكتب أحمد سالم، وأخذت كاميليا تتمايل كالمانيكان ببراعة فائقة، ولمحت الأم عيني أحمد سالم وهو ينظر إلى كاميليا نظرات لم تعجبها، فازداد خوفها على ابنتها، وانتبه أحمد سالم، فطلب منها استقباله في الفندق للتحدث في موضوع خاص.

وفي اللقاء كشف أحمد سالم لأم كاميليا عن إعجابه بابنتها، وحبه لها، ورغبته في الزواج منها، فرفضت الأم رفضا شديدا، وقالت له إنها سمعت عنه الكثير وعن حكايته مع أسمهان، ولو كانت تدري أنه سيطلب كاميليا للزواج، لرفضت عملها بالسينما، وأخذ أحمد سالم يقنع أم كاميليا بأمر الزواج دون جدوى.

الهروب إلى قبرص

ذات مرة عادت كاميليا من الاستوديوغاضبة مصفرة الوجه، أعصابها مرتعشة، وألقت بنفسها على صدر والدتها وهي تبكي بحرقة، وقالت لأمها إنها خائفة من أحمد سالم، بعد أن شاهدته وهو يضرب أحد العاملين في الاستوديو، وإنها تخشى أن يضربها إذا أخطأت، ثم كشفت لأمها أن شيئا حصل بين قلبها وقلب المخرج، وأصبح بينه وبينها سر، وكشفت أنه أحيانا يكون شديدا معها، وأنها تخاف أن يفعل معها ما حاول فعله مع أسمهان.

أخذت كاميليا تصرخ طالبة من أمها أن تنجدها، ثم اقترحت أن يسافرا إلى قبرص لمدة 15 يوما تأخذ خلالها قسطا من الراحة، ولم يمانع أحمد سالم، ومضت الـ15 يوما، وطلبت من والدتها أن ترسل إلى أحمد سالم أنها ستضطر للبقاء شهرا آخر لأن ابنتها مازالت مريضة.

فاروق في قبرص

وذات صباح استيقظت كاميليا على ضجة كبيرة في الفندق، لتكتشف أن الملك فارق سيصل الفندق، في الوقت الذي انتقلت فيه الأم لإصلاح طاحونة هواء المنزل الذي ورثته عن أمها في بلدة لارنكا، وبعد يومين عادت لتجد كاميليا قد تعرفت بالملك فاروق وجلست معه وسهرت إلى جانبه.

كانت كاميليا تجلس على مائدة قريبة من مائدة الملك فاروق، ولفتت نظره، وسأل عنها فأخبروه أنها ممثلة جديدة في السينما المصرية، فطلب التعرف إليها، وتقدمت كاميليا وصافحت الملك فاروق، وسألها عن اسمها، وعن المخرج الذي ستعمل معه، فأخبرته أنه أحمد سالم، فسألها عن سبب وجودها في قبرص، فأخبرته أنها تحاول الهروب من أحمد سالم، لأنه رجل شرير، وقالت لفاروق إنها تدعو الله أن يرسل لها من ينقذها من يدي أحمد سالم.

أمر ملكي

سأل أحمد سالم عن موعد حضور كاميليا، وبعثت الأم بشهادة من أحد الأطباء بأن كاميليا لا زالت مريضة وتحتاج إلى شهر آخر، ومضى الشهر، وعادت كاميليا مع أمها ونزلا في الإسكندرية، وفي اليوم التالي أرسل إليها الملك فاروق سكرتيره بوللي، واستقبلها على مائدته في ملهى الرومانس، وعاد بها بوللي مرة أخرى إلى البيت.

عادت كاميليا للقاهرة وانتقلت إلى بيت جديد في الدقي، وبحثت الأم عن عمل جديد بجانب فيلم أحمد سالم لتشغل وقتها كله حتى لا تترك لها فراغا تفكر في فاروق، ثم طلبت أحمد سالم بالتليفون، ووجدت رده في منتهى الأدب، وكان صوته خفيضا شبه يائس، وأخبرها أنه يبحث عنها وأنه في حاجة إلى لقائها.

ذهبت إليه أم كاميليا في مكتبه، وسلم إليها العقد الذي وقعه مع كاميليا، فأدركت الأم أن استغاثة كاميليا بفاروق في قبرص قد تحولت لأمر ملكي إلى أحمد سالم بعدم التعرض لكاميليا، وربما كان الأمر بعدم رؤية كاميليا على الإطلاق، وكشفت أنها تأكدت من هذا من نظرات أحمد سالم وارتباكه وطريقة حديثه، واستقبلت كاميليا الخبر كما لو كانت قد حصلت على أغلى أمنيات حياتها، وهو ما  نشرته أخبار اليوم في ثلاثة أعداد شهري فبراير ومارس 1956.

اقرأ أيضًا| 

«علقة» ساخنة لهدى سلطان من والدها في طنطا