وصلة كلام

اختطاف ديليسبس

نبيل التفاهنى
نبيل التفاهنى

من الأمور الجيدة أن نجد مكاناً به رمز أو معلم تاريخى عالمى ومن حسن حظ بورسعيد أن يكون لديها تمثال ديليسبس الذى يعرفه القاصى والدانى فى أرجاء المعمورة بصرف النظر عن تقييمه كشخص خائن لمصر أم لا ولكنه يبقى فى النهاية تمثالاً له قيمته التى لا يمكن الاختلاف عليها أما كيفية استغلاله فيبقى شأنا بورسعيديا بحتا فى ظل الخلاف القائم بين المعارضين لوجوده أو عودته فوق قاعدته والمؤيدين لذلك، ويمكن حسم ذلك الأمر من خلال حوار مجتمعى تشارك فيه كافة القوى السياسية والشخصيات العامة وجمعيات المجتمع المدنى بالمحافظة للوصول إلى حل حول مصير التمثال بين عودته لقاعدته أو وضعه فى متحف بورسعيد؛ لأنه سلعة مهمة للترويج السياحى للمدينة الحرة. وما يفتح الطريق للوصول لحل لأزمة ديليسبس لدى البورسعيدية باعتباره خائنا لايستحق العودة لقاعدته من عدمه هو البدء بالفعل فى مشروع إقامة تمثال يجسد الفلاحة المصرية التى ترمز لمصر وهى تحتضن أبناءها من الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم فى حفر القناة والجنود الأبطال الذين سقطوا فى ساحة المجد فى المعارك التى شهدتها القناة على مدى تاريخها، وسيكون التمثال على ارتفاع ٢١ مترا أعلى من ارتفاع تمثال ديليسبس بخمسة أمتار كاملة وسيوضع فى ساحة مصر أمام مدخل الميناء السياحى لبورسعيد على ضفاف القناة ليكون المشهد الأبرز امام السفن العالمية العابرة للقناة، وسيحاكى مشهد تمثال الفلاحة المصرية مشهد تمثال الحرية فى نيويورك. أما ماحدث من اختطاف مفاجئ للتمثال وخروجه من مخازن ترسانة بورسعيد تحت جنح الظلام ونقله للإسماعيلية لوضعه فى المتحف الذى تقيمه هيئة قناة السويس هناك فهو أمر غير مقبول لأن الإسماعيلية ليست وجهة سياحية لرحلات السياحة العالمية لمصر مثل بورسعيد التى تستقبل مايقرب من ربع مليون سائح تقريبا من رحلات سفن الركاب التى تجوب البحر المتوسط سنويا. والأمر يتعلق بزيادة مأمولة لحجم السياحة العالمية لمصر وليس بورسعيد فقط. وعلى ذكر آليات جذب السياحة العالمية والداخلية لبورسعيد فإنه يجب أن يقام بالمدينة نصب تذكارى يوضع فيه اللنش أو لنش محاكى له الذى أغرق المدمرة الإسرائيلية إيلات أمام شاطئ بورسعيد، وهو حدث نادر وفريد فى تاريخ المعارك البحرية فى العالم. وبالتأكيد سيكون النصب محطة رئيسية لزيارة الوفود السياحية ،خاصة أن بورسعيد تستعد لتكون مركزا دوليا لإدارة الأعمال بعد تشغيل المشروعات الاستثمارية العالمية التى تم الاتفاق على إقامتها بمنطقة شرق بورسعيد.