ثواب دوت كوم.. خداع باسم الدين

ًصورة موضوعية
ًصورة موضوعية

كتب: محمد وهدان - وائل ثابت

طريقك للجنة لا يمر بـ «اللايك والشير».. وخبير أمن المعلومات: مروجوها يحققون مكاسب هائلة

«أنشرها ولك الأجر والثواب.. وإن لم تنشرها فأعلم أن الشيطان هو من منعك».. تحدانى يهودى أن أجمع مليون «الله اكبر».. «أنصر نبيك وشارك هذه الصورة».. كلمات وجمل بالتأكيد قد قرأتها آلاف المرات عبر منصات السوشيال ميديا المختلفة.

منشورات تختلف فى المضمون ولكن هدفها واحد، الترافيك وارتفاع أعداد المشاركين فى المنشور أو الصفحة لتحقيق أرباح وهمية؛ وما خفى كان أعظم.

صفحات بأسماء مستعارة وجروبات لشخصيات دينية ورموز مجتمعية معروفة تكون مزيفة، يستخدمها هؤلاء «النصابون باسم الدين»؛ يطلقون البوستات بهذه الكلمات التحفيزية لتحريك المشاعر والحصول على الأجر والثواب؛ وهم فى الحقيقة لا يعرفون أى شيء سوى خداع من يقع فى شباكهم من أصحاب القلوب الطيبة والوعى التكنولوجى المنخفض.

قراصنة الإنترنت

وإذا نظرنا إلى الجانب الآخر فسنجد أن هذه المنشورات من الممكن أن تعرض حساباتك الشخصية على منصات التواصل الاجتماعى المختلفة للسرقة وهو أمر بات منتشرا وعاديا هذه الأيام.

ويستهدف قراصنة الإنترنت جمع كل ما يلزم لكى يكونوا على علم كافٍ بميول الأفراد واتجاهاتهم ومن ثم سرقتهم او ابتزازهم؛ إن مشاركة تلك النوعية من البوستات، لن يفيد إلا صاحبه بجانب كل هذه المخاطر التى ذكرناها؛ وبالتالى فإن أغلب المستخدمين لا يدركون أن زيادة التفاعل مع هذه المنشورات قد تعرض المستخدمين لمخاطر لا يكونون على دراية بها كما ذكرنا.

إن ما يحدث من ابتزاز لمشاعرنا وإثارة عواطفنا نحن مستخدمى هذه المنصات واستغلال الدين لتحقيق الأرباح أو لجمع المعلومات يحتم علينا زيادة وعينا وأن نتأكد تماما أن عدم مشاركة تلك المنشورات لن يمنع الخير أو أن يصيبنا بلعنة أو مشكلة بل سيزيد من احتمالية تعرضنا للنصب والإبتزاز.

وعلى الجانب الآخر كشف الكثير من السوشيالجية هذه الخدعة وعلق أحد النشطاء: «بالنسبة للناس اللى بتبعت رسايل عمال على بطال اللى يقولك ارسلها لـ ١٠ أشخاص والا تولع فى نار جهنم؛ واللى يقولك وحياة حبيبك النبى لتصلى عليه؛ واللى يقولك أمانة فى رقبتك ليوم الدين؛ واللى يقولك المسلم يعمل لايك والكافر يطنش؛ واللى يقولك قول سبحان الله وهيجليك ٢٠ ألف جنيه خلال أسبوع؛ طب على فكرة احنا مؤمنين وموحدين بالله؛ وبنصلى وبنزكى وبنصوم.. كفاية نصب ومتاجرة باسم الدين».

توجهات مشبوهة

وعلق آخر: «هذه الرسائل وراءها أيد مشبوهة تهدف إلى تسخيف عقول الناس واستغبائهم وإشغالهم بهذه التفاهات ليبتعدوا عن الأمور المفيدة لهم ولمجتمعاتهم».

وعلى الجانب الآخر يرى المهندس وليد حجاج خبير أمن المعلومات أن مثل هذه المنشورات تتشابه مع بوستات مثل: «جمعة مباركة وصلى على النبى الكريم والمنتشرة على جروبات الواتس»؛ ولكن جهل طبقة كببرة من المستخدمين وغياب الثقافة التكنولوجية جعلتهم فريسة سهلة لصناع الترافيك الذين يحققون مكاسب هائلة.

الجهاد الإلكتروني

أما الشيخ إبراهيم رضا أحد علماء الأزهر الشريف فيؤكد أن الهوس التكنولوجى بالسوشيال ميديا دفع الناس فى اتجاه مغاير تماما، مضيفا أن التعبد والجهاد الحقيقى لا يكون عبر بوست أو صورة ولكن العبادة الحقيقية هى العمل.

وأضاف رضا أن تجميع اللايكات بالبوستات الدينية يتم بهدف مكسب شخصى ويتفاعل معه الناس للأسف وهم يتخيلون أنهم يتقربون إلى الله ولكن هذا خطأ فهو نوع من أنواع الثقافة الخرافية للأسف الشديد.

وأكد رضا أن حقيقة الذكر تكمن فى العمل والنشاط والتعبد إلى الله فهذا هو الجهاد والعبادة الحقيقية وليس الجهاد الإليكترونى عبر الموبايل.

وأضاف أن هذه الصفحات أو التحديات المنتشرة على السوشيال ميديا ليس هدفها العبادة أو نصرة نبى أو رسول ولكن هناك الكثير من هذه الكتائب الإليكترونية تستخدمها من أجل تفكيك الأوطان وتغيير مساره فى إتجاه مغاير؛ وهو فكر خرافى نحتاج جميعا إلى أن نتصدى له.