حوار| رئيس «السكة الحديد»: الجرارات الأمريكية «صناعة فاخرة».. وهذا موعد وصول «الروسي المكيف»‎

محررة بوابة أخبار اليوم مع المهندس أشرف رسلان رئيس هيئة السكة الحديد
محررة بوابة أخبار اليوم مع المهندس أشرف رسلان رئيس هيئة السكة الحديد

- وصول 100 جرار أمريكي حتى الآن.. والدفعة الأخيرة في فبراير 2021

-وصول 121 عربة قطارات روسية حتى الآن.. وسعرها «أقل من الأتوبيس»

- أعطال الجرارات الجديدة «واردة».. وهذه حقيقة عدم مطابقتها للمواصفات السلامة العالمية

- لدينا قطارات «عمرها الافتراضي» انتهى.. ولا نهدر أي طاقة جر

-  78% أعلى نسبة إنجاز بتطوير الإشارات.. والانتهاء منها بالكامل في هذا الموعد

- تطوير 47 عربة «نوم».. والسماح لمن فوق «الـ60» بركوب «المكيف»

حملة هجوم شرسة قادتها بعض وسائل الإعلام على هيئة السكك الحديدية خلال الفترة الأخيرة للتشكيك في صفقة الجرارات الأمريكية الجديدة من طراز «جينرال إلكتريك» بعد انفجار محرك إحدى القاطرات التي لم تستمر في الخدمة أكثر من 3 شهور، ورغم خروج وزارة النقل ببيان رسمي للتأكيد على مطابقة الصفقة لمواصفات السلامة العالمية، إلا أن «الهجوم والغموض» مازالا مستمرين.

«بوابة أخبار اليوم» حاورت المهندس أشرف رسلان، رئيس هيئة السكة الحديد، وواجهته بعدة ملفات أبرزها ما طالت صفقة الجرارات الأمريكية من تشويه، وكذلك موعد وصول عربات القطارات الروسية المكيفة، فضلًا عن خطط تطوير الإشارات والمزلقانات وأخيرًا تدريب العنصر البشري من مشغلي المنظومة تفاديًا للحوادث التي تُزهق فيها كثير من الأروح، وإلى التفاصيل...

 

- نبدأ من صفقة الجرارات الأمريكية.. تداول في الفترة الأخيرة بوسائل الإعلام عن أعطال الجرارات الجديدة.. فما ردكم؟

في البداية نحن نحترم كل وجهات النظر الصحفية، لكني أريد أن أوضح أن الهيئة تعاقدت خلال السنوات الأخيرة على صفقات «من العيار الثقيل» للجر بالديزل، حيث استقدمت عربات ركاب روسية وكذلك جرارات أمريكية جديدة ضمن خطة تطوير سكك حديد مصر بما يرفع مستوى الخدمة المقدمة للركاب يوميًا.

واستقبلنا 100 جرار أمريكي من طراز «جينرال إلكتريك» أو GE ضمن صفقة أبرمتها وزارة النقل مع الشركة الأمريكية لتوريد 110 جرار جديد وصيانة وإعادة تأهيل 81 آخرين، وتتبقى أخر دفعة من الجرارات الجديدة التي ستصل في موعدها المحدد.

وبشأن ما أثير إعلاميًا عن عدم مطابقة الجرارات الأمريكية لمواصفات السلامة العالمية، فأوضح أن هذه الجرارات مازالت في بداية التشغيل، والفريق الفني من الشركة الأمريكية متواجد في مصر ويتابع أولًا بأول حال الجرارات بخصوص تشغيلها وصيانتها وكذلك ضمانها، وفي حال وجود أعطال أو عوارض يتم تلافيها على الفور وفقا لعقد الصيانة المبرم معنا كما توفر الشركة قطع الغيار اللازمة لجميع القاطرات لمدة 15 سنة قادمة.

 

- وما الذي استدعى انفجار محرك الجرار رقم 2502؟

الشركة قامت باستبدال محرك الجرار المعطل بآخر جديد طبقًا لبند الضمان بالعقد المبرم معها، وهذا الجرار يعمل بالتشغيل منذ شهر يونيو 2020، وقد تضمنت كافة التقارير الصادرة عن تشغيله عدم تعرضه لأي عارض أو عطل من قبل، كما أن شركة GE التزمت باتفاقها معنا وعلى استعداد لاستبدال أي قطع غيار تالفة في أي جرار بآخرى جديدة طبقًا للعقد.

 

- هل ما حدث بسبب عيوب فنية بالجرار أم خطأ قائد الجرار؟

هي في الحقيقة أعطال صيانة، وأي أعطال «واردة» بأي ماكينة تعمل، وهناك دورات صيانة مستمرة للصيانة وتلافي العيوب الفنية ورفع كفاءة الجرار.

 

- الجرارات الجديدة تعمل بأنظمة حديثة.. هل تم تدريب السائقين على تشغيل هذه الجرارات؟

نعم، تم تدريب السائقين عليها في شركة «جيرنال إلكتريك» الأمريكية بالولايات المتحدة الأمريكية في بعثة خارجية، ورشحت الهيئة عددا من قائدي القطارات لتلقي دورات تشغيل الجرارات الجديدة، وبعد قدومهم لمصر عملوا على الجرارات، كما أعطوا دورات تدريبية لزملائهم الذين لم يسافروا إلى الشركة، لتدريبهم على أساليب القيادة الحديثة.

 

- بعد وصول العربات والجرارات الجديدة.. هل سيتم إحلالها بدلا من العربات والجرارات القديمة؟

نطبق سياسة «أفضلية قطارات» بمعنى تشغيل قطارات جديدة (عربات وجرارات) على الخطوط الرئيسية لصالح الركاب، وترحيل القديمة كالجرارات (الهنشل والكندي وemd وغيرها) إلى الخطوط الفرعية وخطوط البضائع، ولدينا جرارات تزيد عمرها عن 40 عاما، ورغم أن العمر الافتراضي للجرار 25 عامًا طبقا للمواصفات العالمية إلا أنه مازال يعمل لدينا لأننا لا نُهدر أي طاقة، وسيتم خلال الفترة القادمة زيادة عدد الرحلات عن 900 رحلة.

 

- كيف تتعاملون مع العوارض؟

نسير حوالي 900 رحلة يومية بها عربات وجرارات -تعمل منذ 40 عاما- من المفترض أن تكون خارج الخدمة، ومن الطبيعي وجود عوارض «واردة» خلال رحلة، ونعمل فورا على تصريف هذا العطل في حالة حدوثه، ولدينا مراكز إمداد وقطارات «احتياطي» في المحطات الرئيسة لتلاقي أي أعطال منعا لتأخير للركاب.

وأشكر فنيي السكة الحديد والعاملين بمنظومة تشغيل القطارات على عملها وتسيير المنظومة بشكل يومي، وخلال الفترة القادمة سنتقدم على المرضى العالمي لجودة خدمة السكك الحديدية.

 

- رغم قدوم قطارات جديدة وتحديث نظم الإشارات.. يظل مصطلح «خطأ بسيط» لأحد مشغلي المنظومة وراء الحوادث.. كيف نتفادى ذلك مستقبلاً؟

الخطأ البشري وارد في كل مكان، ونتخذ كل احتياطنا لعدم وقوع أي أخطاء، وننمي دائما أداء العنصر البشري من مشغلي عمليا ونفسيا وذلك بمعهد «وردان» للتدريب، إضافة إلى ذلك لدينا طبيب نفسي بالمركز الطبي للكشف الدوري ومتابعة جميع العاملين بمنظومة التشغيل.

إضافة إلى ذلك، تعاقدنا مع أحد مركز القوات المسلحة لمتابعة التأهيل النفسي والبدني والرياضي للعاملين في (الورش وعمال الإشارات والمزلقانات والفنيين وكذلك قائدي القطارات ومساعديهم والمهندسين الجدد).

 

- متى تصل الدفعة الأخيرة من صفقة الجرارات؟

في فبراير 2021 ستصل الدفعة الأخيرة بعدد 10 جرارات، وفقا للعقد المبرم مع الشركة، كما تم إعادة تأهيل 9 جرارات ضمن صفقة 2009 حتى الآن، وتواصل الشركة أعمال التأهيل ورفع كفاءة الجرارت طبقا للمتفق عليه.

 

- ننتقل إلى العربات الروسية الجديدة.. حدثنا عن عدد العربات التي وصلت؟

استقبلنا حتى الآن 121 عربة قطارات روسية ضمن 500 عربة عادية (ذات تهوية ديناميكية) من أصل 1300 عرب جديدة في الصفقة الأضخم في تاريخ السكة الحديد، وسيتم استقبال 35 عربة شهريا بموجب العقد المبرم مع شركة «ترانسماش هولدينج» المجري الروسية، وخلال شهر نوفمبر الجاري ستصل 17 عربة باقية من الدفعة الأخيرة.

 

- يوجد شكوى من الركاب بعدم وجود شيش «شباك عازل للشمس» بالقطارات الروسي.. هل قامت الهيئة بإجراءات في هذا الشأن؟

طلبنا من الشركة الروسية المصنعة استبدال الشيش بزجاج «فاميه» لحجز أشعة الشمس عن داخل القطار تلبية للركاب وعدم ازعاجهم، لكن زجاج القطارات الروسية «مطابق للمواصفات» ومتواجد بجميع القطارات في أوروبا، ونحاول بشكل سريع تلافي هذه المشكلة استجابة للركاب.

 

- هل ستشهد أسعارًا مرتفعة عن نظيرتها المكيفة الآن؟

الأسعار ستكون في متناول الراكب العادي وأقل من سعر الأتوبيس، والسكة الحديد لا تحدد تسعيرة التذاكر، فلا يتم إقرار أي أسعار تذاكر جديدة من قبلنا، بل يقرها مجلس الوزراء بعد مقارنتها مع وسائل النقل الأخرى.

 

- لماذا لم تصل العربات المكيفة حتى الآن؟

في شهر ديسمبر المقبل، نستقبل العربة النموذج من العربات الروسية «المكيفة» أو على الأحرى بداية العام الجديد لتجربتها وبيان مدى مطابقتها للمواصفات الفنية الموضوعة من ناحية، ومدى ملائمتها للعمل بالسكك الحديدية المصرية من ناحية ثانية، وفور وصول أول صفقة سيتم تشغيلها كـ«استوكات» بالخطوط الرئيسية ومن ثم تعميمها بالخطوط الفرعية وخاصة بالوجه القبلي.

 

- يشكو بعض الركاب من زيادة غرامة القطارات الروسي إلى 50 جنيهًا.. وبالتالي يقلل من مشغولية القطارات؟

في الحقيقة، تطبق المخالفات على غير الملتزمين من دفع التذاكر، وهي بمثابة إجراء صارم لإلزام الراكب بعدم التسرب من دفع قيمة التذكرة، لذلك نوفر أكثر من طريقة لحجز التذاكر منعا للغرامات.

 

-  ما مدى استجابة الهيئة لشكاوى الركاب؟

نستقبل الشكاوى على مدار 24 ساعة من خلال منظومة الشكاوى الحكومية، ونسبة ردودنا على الشكاوى بلغت 98%، وأبرزها يتعلق باشتراكات الطلاب وتأخيرات القطارات الناتجة عن تجديدات السكة.

 

-  بعض الركاب يؤكدون زيادة زمن الرحلة في جداول المسير غير الوقت الحقيقي للمسافة؟

نعلن يوميًا عن تأخيرات القطارات خلال 900 رحلة يومية في بيان رسمي بسبب خطة التطوير الشاملة، التي تشمل تجديدات السكة وكذلك تطوير الإشارات باستبدال الإشارات الميكانيكية بأخرى إلكترونية فضلًا عن تطوير المزلقانات، وكل هذا يؤدي إلى تأخيرات زمنها يتراوح من «ربع ساعة» حتى 45 دقيقة، ونحاول تسريع وتيرة إنجاز مشروعات التطوير لانتهاء التأخيرات تمامًا، كما أن لدينا ما يسمى بـ «ذروة قطارات» في فترات الصباح والمساء، لذلك يتم تهدئة القطار في مناطق أعمال التطوير.

 

- ما مستجدات مشروع تطوير الإشارات؟

نعمل حاليا على مشروعات القاهرة- الإسكندرية بنسبة إنجاز 78%، وخط بني سويف أسيوط 64%، وأسيوط- سوهاج- نجع حمادي 54%، وبنها- بورسعيد 47%، ومن المخطط ارتفاع نسب الإنجاز لانتهاء العام الجاري.. «الناس مستعجلة على التطوير»، ولا يعرفون أن الجرارات لم تطور منذ 40 عاما والعربات منذ 45 عامًا.

 

- وبالنسبة لتطوير المزلقانات؟

لدينا 1332 مزلقانًا على مستوى الجمهورية، تم تطوير 1120 تطويرًا مدنيًا، بحيث تم إعادة التخطيط وإنشاء حارتين (ذهاب وعودة) وجزيرة وسطى، وإنشاء علامات إرشادية وكشك خاص لعامل المزلقان، مجهز بدورة مياه، ليراقب فيه الحركة، كما تم تطوير نظم التحكم لمزلقانات أخرى، بحيث يغلق المزلقان مع حركة القطارات عن طريق بوابات إلكترونية، لتقليل تدخل العامل البشري في مسير القطارات وسلامة وأمان عبور المركبات بالمزلقان وكذلك سلامة مسير القطار، وفي النهاية كل تطوير يحدث في السكة الحديد يزيد معدلات أمان مسير القطارات ما يقلل نسب الحوادث.

 

- خط منوف.. لماذا لا يأخذ حقه؟

هو خط مفرد لا يتحمل مرور إلا قطار واحد، وهناك خطة لازدواج خط «قليوب- منوف- طنطا» بطول 92 كم لزيادة طاقة القطارات إلى المناطق المارة به ومنها منوف.

 

- هل أثرت أزمة كورونا على الهيئة؟

نعم، أثرت سلبًا على إيرادات الهيئة، حيث أنه مع قرار حظر التجوال تم إيقاف بعض القطارات على الوجه القبلي التي تعتمد عليها إيرادات السكة الحديد بكل أساسي، فالفترة منذ شهر مارس حتى يوليو الماضي شهدت انخفاضًا في الإيرادات بسبب ظروف فيروس كورونا.

 

- قبل عام 2010 كانت الهيئة تقوم بتسيير 1200 رحلة.. متى تصل الهيئة إلى هذا العدد من الرحلات؟

ننقل حاليا مليون راكب يوميا بإجمالي 829 رحلة، لكن الظروف التي مررنا بها بعد ثورة 25 يناير وبسبب فيروس كورونا أثرت سلبًا على قطاع الركاب، وبالتالي إيرادات الهيئة.

 

- مع قدوم موسم السفر الشتوي يزداد الطلب على عربات النوم.. فهل تم الاستعداد؟

الإشغال حاليًا ليس مرتفعا، إذ تبدأ الرحلات مع شهر نوفمبر المقبل، كما تم تطوير 47 عربة «نوم» خلال الفترة الأخيرة، إضافة إلى وجود 19 عربة أخرى «تحت التطوير»، ونتعاقد الآن على 6 عربات جديدة مع الهيئة العربية للتصنيع.

 

-عربات الـ"TOP" أرقى خدمة بالسكة الحديد.. لماذا تفكر الهيئة في إلغائها على بعض الخطوط؟

لا نية لإلغاء هذه الخدمة، ولدينا 5 عربات فقط منها، ونسبة الإشغال برحلات «القاهرة-الإسكندرية» تصل 100%، ورحلات «القاهرة- أسوان» 90%.

 

- ننتقل إلى تطوير قطارات البضائع.. الهيئة عام 2000 كانت تنقل حوالي 12 مليون طن بضائع، لماذا وصلت الآن إلى 4 ملايين طن؟

نعاود القول بأن ظروف ثورة يناير أثرت على الحركة بالسكة الحديد التي توقفت تمامًا لمدة فترة، وبالتأكيد نحن ندعم أسطول نقل البضائع، بتأهيل 81 جرار GE، دخل منها 11 الخدمة، إضافة إلى نقل 15 جرارا «ركاب» إلى نقل البضائع، فضلا عن 125 عربة «حاويات» بإجمالي 5 قطارات من مصنع «سيماف» لنقل البضائع من الموانئ إلى محطات الوصول، كما تعاقدت مع 75 عربة «غلة» لحساب ميناء الإسكندرية لنقل الغلال من الصوامع إلى الموانىء.

هذا بجانب التعاقد على 160 عربة «قلاب»، وسيتم وصول أول دفعة من عربات الغلال خلال شهر أبريل المقبل، وإجمالا ننقل حاليًا 5 ملايين طن سنويا، ومن المخطط نقل 25 مليون طن في عام 2025.

- لتطوير قطاع البضائع.. لماذا لا يدخل القطاع الخاص شريكًا؟

قانون تشغيل السكة الحديد يسمح بدخول القطاع الخاص في تشغيل قطارات البضائع تماشيا للرؤية العالمية، فالسكة الحديد اقتصادية لنقل البضائع لمسافة 400 كم.

 

- وافقت وزارة النقل على إعفاء كبار السن من التذاكر، لكن الآن لم يتم استخراج اشتراكات لهم؟

قبل هذا القرار، كانت الهيئة تسمح لمن فوق الـ 60 عاما بركوب القطارات (المميزة والمطورة والمكيفة) بتخفيض 50%، ومازلنا نعمل بهذا القرار، وبعد قرار الوزير الأخير نسمح لمن فوق الـ 70 عاما بالركوب المجاني «لدرجة العادية» ونعمل حاليا على استخراج «كارنيهات» أو اشتراكات لهم لمدة 6 شهور.

 

-أخيرًا.. متى يلمس الراكب تطويرا حقيقا في السكة الحديد؟

الراكب بدأ بالفعل في لمس تطوير السكة الحديد بعد وصول الصفقات الجديدة، ونحن حريصون على تطوير الخدمة، سواء باستقدام أسطول جر سككي جديد من عربات وجرارات أو تطوير نظم الإشارات القديمة واستبدالها بأخرى إلكترونية، إضافة إلى تطوير أداء العنصر البشري المشغل للمنظومة، ونعد الراكب بتحقيق كل رغباته في السكة الحديد.