يا فرحة ما تمت.. العروسة توفيت ليلة الفرح بالسكتة القلبية!

إسراء
إسراء

كتب: مصطفى منير

 

عندما تأتي الأحزان من قلب الفرحة، قد تصاب وقتها بحالة من الذهول، قد يؤدي الى شلل مؤقت في التفكير والاستيعاب.. قد يتوقف وقتها عقلك رافضاً تصديق ما يحدث، وقد تسيطر عليك مشاعرك فتنهار فى البكاء وهذا كان حال أهل وأصدقاء "العروسة"، عندما فوجئوا بوفاتها ليلة الفرح، فبدلاً من ارتداء الفستان الأبيض، كان "الكفن" الأبيض في انتظارها.

 

 السطور القادمة تسرد اللحظات الأخيرة فى حياة عروس بنها..

 

"إسراء" صاحبة الـ22 عام من العمر، تمتلك ملامح هادئة للغاية كطبعها، تعيش وسط أسرتها الصغيرة فى مدينة بنها بالقليوبية، ولكن سرعان ما اصطدمت بمرارة الحياة، ففقدت والدتها فى سن مبكر، تاركه لها شقيقها الصغير، لتتحول الطفلة إلي أم فى غمضة عين، ولكنها كانت على قدر المسئولية، مرت الأيام و الليالى ونجحت "إسراء" في الحصول على شهادة الدبلوم، وقررت عدم استكمال تعليمها من أجل تربية شقيقها الصغير ومراعاته، فهي كانت "ست البيت" بالنسبة لأسرتها، وكانت الفرحة العارمة لأسرتها عندما تقدم لها شاب للزواج منها، وفرحتها كانت كبيره و خصوصاً تحقيق حلم ارتداء الفستان الأبيض، والذي يعتبر حلم لمعظم البنات، مرت الأيام وتمت خطبتها وسط فرحة الاقارب و الأحباب، و تم تحديد موعد الزفاف.

 

- أيام سعيدة

مرت الليالي وأصبحت "إسراء" متعلقه بخطيبها، ونشأ الحب سريعاً وأصبح قوياً بمرور المواقف أثناء فترة الخطوبة، اقترب موعد الزفاف، وأصبحت الصغيرة عروسة، يحتفل بها أصدقاؤها المقربين، وأطلقوا عليها لقب "العروسة المنتظرة"، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهى السفن، فبالرغم من الأحلام و تجهيز عش الزوجية وسط الفرح والزغاريد، كانت النهاية الصادمة تنتظر الجميع.

 

ذهبت العروسة لغرفتها لتنام فيها كآخر يوم قبل انتقالها لبيت زوجها، علامات القلق والتوتر كانت تسيطر عليها، فبالرغم من الفرحة التي تكمن بداخلها، كان الخوف من المستقبل القريب و الحياة الجديدة التي ستقدم عليها خلال 48 ساعة، شعور طبيعى ولكن الغير طبيعى هو الشكوي من ألم فى صدرها، لم يجد شقيقها الصغير سوي أعطاءها كوب من الماء لتناوله، وتخبره أنه أفضل وستذهب للنوم، تركها شقيقها للراحة، لتمر الساعات و يستيقظ الجميع فى المنزل ولكنها مازالت نائمة، لم يجد والدها سوي الذهاب لها قائلاً "اصحي يا عروسة .. في حد ينام يوم حنته لغاية دلوقتى".

 

ولكن الصدمة كانت تنتظر الجميع، فوجئ الأب بأن ابنته لا تستجيب للحديث، أقترب منها أكثر ليجدها لا تتنفس، حاول الأب تقديم الإسعافات الأولية في محاولة منه لإنقاذها، لحظات وكانت سيارة الإسعاف أسفل البيت، تم نقلها للمستشفى ليتم الإعلان هناك أنها توفيت اثر سكته قلبية مفاجئة.

 

حالة من الصدمة أصابت كل الحاضرين، البكاء و الصراخ كان هو المسيطر على الموقف، ليتحول فرحها لحزن كبير قد يدوم طويلاً في نفوس كل من يعرفها، لحظات وعلمت الصديقات، فبدلاً من التواجد فى قاعة الأفراح، كان التواجد بالمقابر، لتوديع صديقتهم الحسناء الطيبة لمثواها الأخير .