ملك الـ«فرانكو أراب».. عمر الجيزاوي صاحب أغرب واقعة «هرش»

عمر الجيزاوي
عمر الجيزاوي

على بُعد 321 كيلو متر حد المسافة الفاصلة بين القاهرة وأسيوط، وبالتحديد في قرية أبوتيج ظهر الفنان عمر الجيزاوي، الذي شكل ظاهرة مثيرة للجدل في حقبة الخمسينيات؛ حيث تعلم قراءة القرآن الكريم، ولحلاوة صوته غنى للصنايعية، وذاع صيته في أنحاء الصعيد، قبل أن يقرر الرحيل للقاهرة من أجل الغناء في الأفراح الشعبية، حتى أنه غنى في فرح الرئيس الراحل محمد أنور السادات.

متعدد الزيجات

حياة الفنان الراحل عمر الجيزاوي، كانت مليئة بالمفاجآت، منها زيجاته؛ فقد تعددت زيجات الجيزاوي، حيث تزوج أول مرة وأنجب ٤ فتيات، هن؛ «فرفش، أسرار، تحفة، جلاء»، وثلاثة ذكور هم؛ «الجيزاوي، عمار، مصطفى»، ثم تزوج من الراقصة اللبنانية أنوار حسين وأنجب منها «معين». 

حكايته مع الفرانكو أراب

كما يعد الجيزاوي، من أوائل العرب الذين غنوا «فرانكو أراب»، فقد كانت أغنية «يا ميت ندامة على اللي حب ولا طالشي»، لتصبح هذه الأغنية أولى الأغنيات المصرية التي خرجت عن الطابع المميز لهذا العصر، وقد قاد الجيزاوي، فرقة مسرحية تخرج فيها عدد من النجوم المشاهير؛ مثل سمير غانم، وحسن حسني، وكان «كبير الرحيمية قبلي» الفنان محمد التابعي وشكوكو، وإسماعيل ياسين، من أقرب الفنانين للجيزاوي.

 

إنذار على يد محضر والسبب شادية

ومن المعارك الملكية للغناء باسم الملك إلى معركة الفنانة شادية؛ حيث أغنية «مصر اليوم في عيد»، والتي كانت حينها قضية الموسم، لكنها في النهاية جزأ من سلسلة قضايا ساخنة له شغلت الرأي العام لسنوات، فبعد أن غنتها شادية فوجئ الجميع بالجيزاوي، يرسل لصفية المهندس رئيسة الإذاعة إنذارًا يطلب فيه منع إذاعة الأغنية، والتي كتبها الشاعر الغنائي عبد الوهاب محمد، ولحنها الدكتور جمال سلامة.

أقرأ أيضا ــــــــــــــــــــــــــ

أسرار استيفان روستي.. بائع تين وعائد من الموت وآخر أملاكه 10 جنيهات

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وفي إنذاره، طالب الجيزاوي بحفظ حقه والتعويض عما لحقه من أضرار بصفته المالك الأصلي للأغنية، والتي تغنى بها إبان العدوان الثلاثي على مصر عام ١٩٥٦، والبحث ثبت التطابق بين لحن الجيزاوي وأقرت اعتداء جمال سلامة على حق المؤلف بأن أدخل «تحويرًا» على اللحن دون إذن كتابي من الملحن الأصلي.

القضية تطورت وأوقفت جمعية المؤلفين اعتماد الإقرار المقدم من الملحن جمال سلامة والشاعر عبد الوهاب محمد بعد تقديم الجيزاوي شريط كاسيت مسجل عليه بروفات الأغنية، ولم يستطع سلامة تقديم النوتة الموسيقية، والتي طالبته بها لإثبات أحقيته في الأغنية.

حكايته مع زكي طليمات ورئيس مصلحة الفنون

ربما لم تكن قضية شادية الوحيدة، ففي عام ١٩٥٧ تقدم الجيزاوي بشكوى يطلب فيها التحقيق مع زكي طليمات بحجة أنه يعوق عمله في فرقة الفنون الشعبية، حيث حدد طليمات مساحة ٣ أمتار فقط للجيزاوي كمساحة مسموح له فيها بالحركة أثناء غناء مونولوج «يا حلوة ضمي الغلة»، وطلب الجيزاوي تشكيل لجنة تقصي للحقائق مكونة من السيد بدير وحمدي غيث، ثم كانت واقعة طريفة أخرى حاضرة بقوة، حين حل عام ١٩٥٨ ليشهد رفع عمر الجيزاوي قضية ضد رئيس مصلحة الفنون؛ لأنه رفض أن «يهرش» بالعصا في مسرحية ليل وعين، ليتلقى بعدها دعوة لبحث شروط الصلح؛ واقعة «الهرش» شكلت مادة صحفية ثرية وقتها، وسط تعاطف كبير من الوسط الصحفي وكان الكاتب الساخر الراحل أحمد رجب، واحدًا ممن دافعوا عن الجيزاوي؛ حيث انتقد ما يتعرض له؛ بل تطور الأمر أن رفع شكوى إلى الوزير عبد القادر حاتم ضد الفرقة، وخصص رجب مقالاً لواقعة «الهرش» على صفحات مجلة المصور.

أقرأ أيضا ــــــــــــــــــــــــــ

حكايات| إيه دا؟!.. عندما تمرد «ناي» سيد سالم على صوت الست

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 جمال سلامة يتهم عمر الجيزاوي بالكذب

وبعد مرور عدة سنوات، عاد الفنان جمال سلامة عاد واتهم المطرب الجيزاوي بـ«الكذب»، ما تسبب في إصابة الجيزاوي بجلطة في المخ فقد معها القدرة على الكلام والنطق والحركة، ومما زاد الطين بلة إصدار جمعية المؤلفين والملحنين تعميمًا بحق الأداء العلني للأغنية؛ حيث قررت مشاركة الثلاثي الجيزاوي وسلامة وعبد الوهاب حقوق الأداء العلني، وتوفي إثر إصابته في ٢٢ أبريل ١٩٨٣ عن عمر يناهز ٧٦ عامًا.