استضافتهما في منزلها 10 أشهر.. والمكافأة «طعنات الغدر»

المتهمان
المتهمان

مصطفى منير

هناك أشخاص لم يقتلهم المرض ولم تقتلهم الشيخوخة أو هموم الحياة، ولكن قتلتهم الوحدة.. وهذا ما كانت تخاف منه سيدة إفريقية، تعيش وحيدة بعدما تركت بلادها خائفة من الموت، وقطعت آلاف الأميال من أجل العمل في بلادنا والعيش في أمان.

وقررت أن تستضيف صديقتها وزوجها للعيش معها، لمساعدتهما على صعوبة معيشتهما، وتهرب معهما من الوحدة، ولكن الكارثة أن الموت كان فى انتظارها وعلى يد أقرب الناس إليها، بعدما خضعت صديقتها لأوامر زوجها، وقررا أن يبادلا المعروف بالغدر والخيانة، ليقتلاها داخل شقتها من أجل حفنه قليلة من المال.


وتسرد السطور القادمة، تفاصيل اللحظات الأخيرة فى حياة "الإفريقية"، كما نكشف لكم كواليس العثور على الجثة أسفل "السرير" و القبض على المتهمين.

داخل منطقة أرض اللواء بالعجوزه وتحديدًا في أحد الشوارع التى تتمركز فيها الجاليات الإفريقية، استأجرت «ن» صاحبة الـ 42 عامًا من العمر، شقة صغيرة للعيش فيها بمفردها، بعدما تركت بلادها من أجل الأوضاع الصعبة التى كانت تعيشها هناك، وسرعان ما نجحت فى العثور على عمل كخادمة.


 كانت حياتها عادية، تخرج كل صباح للعمل وتعود فى المساء للراحة قليلاً ، ولكن كان ما يؤلمها هو الوحدة القاتلة، تشعر دائمًا بالخوف، حتى تقابلت مع صديقتها التي تحمل نفس جنسيتها، تبادلتا الحديث سويًا عن الماضى والذكريات الجميلة التى جمعتهما فى بلادهما، حتى وصلتا للحاضر المؤلم والذى جعلهما يتركان بلادهما والبحث عن الأمان حتى استقرتا هنا، وخلال الحديث فوجئت «ن» بمعاناة صديقتها «خ» و زوجها فى العيش، وأن الحياة صعبة والمال قليل، لم تتردد «ن»  في أن تمد يد المعروف لها، وعرضت عليها أن تأتى برفقة زوجها للعيش معها، لم تتردد في الموافقة، وبالفعل انتقلت وزوجها للعيش فى منزل الصديقة الطيبة، يجتمعون كل مساء على طاولة الطعام، وهذا كان ما تريده «ن» هربًا من الوحدة، ولكنها لم تتخيل أن نهاية المعروف سيكلفها حياتها.

اللحظات الأخيرة

مرت 10 أشهر تعيش «خ» و زوجها «م» فى منزل صديقتهما، حياة هادئة ومليئة بالسعادة، وتتحمل «ن» مصروفات البيت وكأنها رجل البيت، ولكنها كانت فى قمة سعادتها بالتجمع اليومي، وأنه يوجد معها من يؤنس وحدتها، ولكنها لم تكن تعلم أن الصديقة و زوجها يرسمان خطة التخلص منها لسرقتها.

خلال الشهور التى اجتمعوا فيها، اعتقد «م» أن صديقة زوجته تمتلك المال الطائل، لعلمه أنها تعمل كخادمة لدى أحد الاثرياء و تتقاضى راتبها بالدولار، ولكنه لم يفكر فى المصاريف التى تدفعها كل شهر من أجل طلبات البيت، بدأت الفكرة الشيطانية تدور فى ذهنه، وقرر أن يسرقها، لم يتردد فى إخبار زوجته، أن تساعده فى الوصول لهدفه، وخضعت الزوجة لأوامر زوجها، وقررا سويًا تنفيذ الجريمة.

بدأ الاثنان فى البحث عن المال، ليتفاجأ بصديقتهما فى الشقة و تسألهما عما يبحثان، ليقررا سريعًا التخلص منها قبل فضح أمرهما، فلم يجد «م» سوى سكين كان بجواره فأمسك به سريعًا وطعنها في جنبها لتسقط أرضًا غارقة فى دمائها، تنظر لصديقتها التى مدت يدها لمساعدتها، والدموع تتساقط منها وهى تصارع الموت، لم تمر سوى دقائق معدوده وكانت جثة.


كواليس السقوط


بعد ساعات طويلة من البحث عن المال، لم يجد القاتل و زوجته سوى 3 آلاف جنيه، وهاتفها المحمول، وجلس القاتلان بجوار الجثة يفكران فى خطة الهروب وإبعاد الشبهات عنهما، ليساعد «م» زوجته بلف الجثة فى «بطانية» ووضعها أسفل سرير غرفة نومها، وفرا هاربين.


وبعد 3 ايام من ارتكاب الجريمة، بدأت تنبعث رائحة كريهة من شقتها، فأبلغ الأهالى الشرطة، على الفور انتقل رجال مباحث العجوزة لمعاينة الجثة، وتبين أنها جريمة قتل، وبعمل التحريات السرية و جمع المعلومات، توصل رجال المباحث إلى أن آخر من تواجد معها فى الشقة كانت صديقتها وزوجها، وبتكثيف الجهود الأمنية توصلت القوات لتحديد مكان المتهمين، وتبين أنهما يتواجدان داخل شقة فى منطقة دار السلام، وبالاشتراك مع قوات مباحث القاهرة تمكنت القوات من القبض على المتهم و زوجته، و بمواجهتهما اعترفا بالجريمة وتحرر محضر بالواقعة، وبالعرض على النيابة أمرت بحبسهما 4 أيام على ذمة التحقيق .