ستيفياني ويليامز توجه الشكر للرئيس السيسي.. وتؤكد: جهود مصر لتهدئة الأوضاع في ليبيا شديدة الإيجابية

 ستيفاني ويليامز
ستيفاني ويليامز

وصفت ستيفاني ويليامز ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا بالإنابة، المجهودات المصرية من أجل تهدئة الأوضاع بأنها "شديدة الإيجابية"، كما تقدمت بالشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي وعدد من المسئولين المصريين لمجهوداتهم ودعمهم الإعلانات الليبية لوقف إطلاق النار.


وقالت ويليامز، خلال حوار أجرته معها قناة اكسترا نيوز خلال فترة زيارتها لمصر التي بدأت الجمعة 28 أغسطس واستمرت على مدار عدة أيام، إن زيارتها تأتي في منعطف هام للدولة الليبية خاصة في ظل التطورات الهامة التي شهدتها البلد الذي مزقه الحرب والصراع خلال الفترة الماضية.


اجتماعات القاهرة
وتابعت وليامز في تصريحاتها: "أنا شديدة الامتنان للمشاورات التي أجريتها في القاهرة، لقد ناقشنا العودة بأسرع ما يمكن للحوار الليبي وهو أمر هام بناء على التطورات التي رأيناها تحدث خلال الفترة الأخيرة وأعني بذلك المظاهرات التي نشأت نتيجة أن الليبيين يعيشون في بؤس ونقص للموارد، التي يأتي من ضمنها الكهرباء والماء خاصة غرب البلاد، كذلك نقص الخدمات على مستوى البلديات وكل ذلك في ظل وجود جائحة كورونا وفي ظل الصراع وغياب الأمن."


وأشارت: "كما أني حضرت لتوجيه الشكر للرئيس السيسي والمسئولين المصريين على مجهوداتهم بالإضافة لدعمهم الإعلانات الصادرة من الحكومة الليبية برئاسة فايز السراج ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح التي دعت لوقف إطلاق النار وإعادة انتاج النفط."


وأوضحت ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة أن إعلان القاهرة انعكاس لتصريح ليبي أعلن عنه رئيس البرلمان عقيلة صالح، "ودعم هذا الصوت شيء جيد لان الحل في النهاية يجب أن يكون ليبي، أما الأمم المتحدة فهي من ينسق المحادثات بهدف وضع الليبيين على طاولة الحوار والتنسيق والتشاور فيما بينهم."


أما مقترح رئيس الحكومة الليبية، فايز السراج فكان بإقامة الانتخابات، وهو مقترح آخر بينه وبين مقترح عقيلة صالح عدد من الأشياء المشتركة التي يجب أن تؤخذ في عين الاعتبار من أجل الوصول إلى تسوية.


روابط مصر وليبيا
ولفتت ستيفاني ويليامز في تصريحاتها إلى أن هناك روابط كبيرة وممتدة تجمع بين مصر وليبيا، هما يتشاركان في الحدود والعلاقات بالإضافة للروابط التاريخية.


وأوضحت: "في واقع الامر فإن الليبيون يتطلعون لمصر، ومصر بالفعل تساعدهم من أجل المضي قدما، وأرى ان الليبيين يثقون في شركائهم الإقليميين والمجتمع الدولي الذي يشاركهم اتخاذ قرارات لصنع مستقبلهم كما أن القادة السياسيين لا يريدون توريث الوضع الحالي لأبنائهم وأحفادهم."


حظر السلاح في ليبيا
فيما يخص القوانيين التي فرضتها الأمم المتحدة بحظر دخول السلاح على ليبيا أشارت وليامز إلى أن خروقاتها المستمرة أدت لحالة شديدة من الإحباط داخل المنظمة الدولية.


وقالت: "نحن محبطون بشده بسبب خروقات حظر دخول السلاح إلى ليبيا. الدول التي ترسل السلاح والمرتزقة إلى هناك تتصرف وكان لديها نوعًا من الحصانة، والواقع أنه بدون فرض لحظر السلاح في ليبيا يتم إجهاض مجهوداتنا للسيطرة على الأوضاع."


وتابعت: "ليبيا غارقة في السلاح ولا تحتاج للمزيد وبالتأكيد لا تحتاج لجنود مرتزقة خاصة في ظل غياب السيادة الليبية على الأرض، فخلال محادثات 5+5 الأخيرة توصلنا إلى اتفاق ينص على خروج كل الجنود الأجانب والمرتزقة من ليبيا خلال 90 يوم بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار تحت مراقبة الأمم المتحدة، وهو ما يعكس عدم الارتياح الليبي لوجود جنود أجانب على أرضهم."

دور مصر الداعم لوقف إطلاق النار
أشارت ستيفاني ويليامز ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا بالإنابة في تصريحاتها إلى أن دور الدول الإقليمية المجاورة لليبيا والقوى الدولية، هو بث الثقة بين الأطراف حول وقف إطلاق النار حتى تتفاوض بنوايا طيبة وتثق في وقف إطلاق النار، لهذا نحن نتحرك بسرعة لجمع كل الأطراف للجلوس والاتفاق في جينيف."


وشددت ويليامز على أن مصر بالفعل تلعب دورا كبيرا في هذا الأمر، "حيث رأينا الدعم الكبير الذي قدمه السيسي لإعلاني عقيلة صالح والسراج خاصة في ظل أزمة الثقة التي يشعر بها الليبيين، فمصر تلعب دورها ببراعة واضحة"


ولفتت ويليامز إلى أن لب الصراع في ليبيا الأساس له علاقة بالسيطرة على الموارد ومن ثم على السلطة لذلك فإن كل مسارات التفاوض مترابطة فيما يخص القضية الليبية.


ماذا تحقق منذ إعلان وقف إطلاق النار؟
وبسؤالها حول ما تحقق منذ إعلان فايز السراح وعقيلة صالح لاتفاقية وقف إطلاق النار، قالت ويليامز أنه كان هناك حالة من الجمود في ليبيا اعتبارا من شهر يونيو الماضي وهو أمر جيد نسبيا، ولكن غير الجيد هو استمرار حالة التعبئة والحشد وخروقات قوانين حظر دخول الأسلحة إلى ليبيا.


 لكن مصر وفقًا لويليامز، أدت دورًا حاسمًا لتهدئة الأوضاع ونحن بحاجه لذلك من أجل تسهيل العملية السياسية خاصة في سرت التي بها 500 ألف مواطن مدني ليبي مهدد.


عيوب اتفاق الصخيرات
وألقت ويليامز الضوء على اتفاق الصخيرات، قائلة: "عانت ليبيا من التفكك وهو الأمر المستمر حتى الان. لقد مررنا باتفاق الصخيرات ثم جاء مؤتمر برلين، وبالتأكيد كان هناك بعض الثغرات او العيوب في اتفاق الصخيرات، لعل ابرزها أن أهم الأطراف لم تكن متواجدة في هذا الاتفاق أصلا وأبرزهم مؤيدو النظام الليبي السابق الذين لم تتم دعوتهم للمفاوضات وهم متواجدون على أرض الواقع."


تواصل الأمم المتحدة مع الشباب والمنظمات 
قالت ويليامز أن المنظمة الدولية حريصة على استمرار حوار جيد وفعال مع الشباب الليبي والمنظمات التي يتحدثون من خلالها. وتابعت: " لقد رأينا ذلك الشباب يتظاهر من أجل النظام المتدهور في بلاده، وهم من يجب الاستماع لهم لانهم هم من سيرثون ليبيا بعد ذلك."


وشددت على أن ليبيا تعاني من جائحتين وليس جائحة واحدة فقط، هما كوفيد19 والفساد، وهو أمر في ليبيا كلها وليس فقط في الغرب، كما أنه على مستويات غير عادية وباعثة على الإحباط الشديد والقلق.


سرت.. مدينة ذات طابع خاص
فيما يخص الصراع في مدين سرت الليبية، قالت ويليامز أنها مدينة ذات طابع خاص وذلك منذ بداية الثورة في عام 2011 ثم حصارها من قبل داعش ثم محاولاتها التعافي واستقبالها مساعدات إعادة الاعمار، ثم وصولًا لأنها أصبحت في قلب العاصفة من جديد.


وتابعت: "الازمة في ليبيا أزمة الليبيون،و أزمة لأفريقيا، وأزمة لدول الحوض المتوسط، واستمرارها يشكل تهديدًا للأمن السلم الدوليين، يؤسفني أن المشكلة الليبية ليست ضمن أولويات تلك الدول وهي يجب أن تكون كذلك!"


وأوضحت أن هناك حالة من الاستقطاب كبيرة في المنطقة، ويجب على المجتمع الدولي أن يتعامل مع ذلك، خاصة كل من كانوا يجلسون على طاولة المفاوضات في برلين، "نأمل أن نراهم ملتزمون بوعودهم."


واختتمت ستيفاني ويليامز تصريحاتها قائلة: إن الليبيون متعبون جدًا، فتسعة أعوام وقت طويل، ويجب أن نقوم بكل ما في وسعنا ونتعامل مع كل الأطراف لإقامة حوار، وبناء الثقة وإعادة كل الأطراف إلى طاولة الحوار."