خبير آثار يطالب بتنشيط وتنمية كل مقومات السياحة بالبحر الأحمر 

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

في ضوء قرارات الحكومة بخصوص الطيران الدولي أول يوليو وإشارته إلى استئناف حركة السياحة الوافدة إلى 3 محافظات ساحلية هي شرم الشيخ والبحر الأحمر ومطروح، طالب خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بمناطق آثار جنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار، بتنمية وتنشيط كل مقومات السياحة بالبحر الأحمر لجذب عددًا أكبر من السياح وزيادة عدد الليالى السياحية بها.

وأوضح ريحان، أن البحر الأحمر من الجانبين والبلاد المطلة عليه تمتلك ثراءً حضاريًا وجمالًا طبيعيًا وتنوع فريد في كل مقومات السياحة ذات الجذب الأعلى على مستوى العالم والمتمثلة في السياحة الدينية والبيئية وأن هناك قواسم حضارية مشتركة بين مصر والسودان والسعودية والأردن والدول الأفريقية المطلة على البحر الأحمر لحسن استغلال مقومات هذه السياحة وتطويرها فى كل دولة على حده مع عقد اتفاقيات سياحية مشتركة لتوحيد برنامج الرحلة .

وأشار الدكتور ريحان، إلى أن منطقة البحر الأحمر تتميز بثقافة وتراث ديني فريد متمثل في إنتشار العديد من المعابد المصرية القديمة وأكبر مراكز للرهبنة في العالم وأن تسمية جبل الجلالة القريب من العين السخنة ينسب لكلمة قلايا التى تعنى سكن الراهب وقد تميزت المنطقة بوجود ديرين كبيرين لهما شهرة عالمية وهما دير القديس أنطونيوس والقديس بولا وقلايا الرهبان التى تشكل واحات جبلية صغيرة شديدة الروعة والجمال تعكس تلك الحياة السكنية شديدة الخصوصية.

وتابع أن مظاهر الثقافة الدينية المميزة لمنطقة البحر الأحمر امتدت إلى الإسلام حيث إنتشرت الصوفية إنتشارًا هائلًا تمثل فى المقامات الصوفية فيما بين التجمعات السكنية باختلاف أماكنها وأشكالها وأصبح المقام الصوفي جزءًا ثابتًا ومميزًا لكل تجمع سكنى سواء في المناطق الحضرية على الشاطئ أو داخل الأودية والصحارى وأشهرها مقام أبو الحسن الشاذلي.

ونوه إلى التراث الثقافي للمحافظة المتمثل في طرز المباني التى تنوعت طبقا للتنوع البيئي والثقافي ونشاط السكان حيث تميزت مباني القبائل الرحل التي تعمل بالرعى باستخدام جذوع أشجار السنط وتغطيتها بالبورش المصنوع فى قرى الصعيد المجاورة للبحر الأحمر .

وأوضح أنه في الحقبة الرومانية تميزت منطقة البحر الأحمر بوجود محاجر عديدة بنيت على طول الطرق المؤدية إليها العديد من الاستراحات من الأحجار المتكسرة التى يتم رصها فوق بعضها بدون مونة لصق وتغطيتها بأسقف من جذوع الأشجار وقد إستخدمها العديد من السكان المحليين الرحل كأماكن ثابتة للسكن المؤقت عند الزواج كشهر عسل لأن مساكنهم كانت من الخيام أو البورش لذا أطلق عليها مبانى شهر العسل.

وأشار الدكتور ريحان إلى أن المناطق الحضرية بساحل البحر الأحمر تميزت منذ عصور مصر القديمة بطرز بناء خاصة كمدينة القصير التى إنطلقت منها الرحلة الشهيرة للملكة المصرية حتشبسوت إلى بلاد بونت على ساحل البحر الأحمر، وتميز سكانها بالمهارة فى حرفة البناء سواء بعمل الطوب اللبن والبناء به وبمهارة البناء ببقايا الشعاب المرجانية أو استخدام الأحجار المتنوعة الألوان من محاجر القصير وبيوت القصير القديمة.

وأوضح أن أسلوب البناء فى القرن الثامن عشر والتاسع عشر تأثر بالتبادل التجارى والثقافى مع التجار الإيطاليين وقد عاش جزء منهم فى مدينة القصير مما يدل على النهضة الإنسانية والاقتصادية التى عاشتها مصر فى تلك الفترة ، كما انتشرت المناطق الحضرية المرتبطة بحرفة الصيد والنقل والتجارة البحرية على ساحل البحر الأحمر من القصير مرورا ببرنيس وشلاتين وحتى مدينة سواكن القريبة من ميناء بورسودان بالسودان.