تعرف على قصة «جبل الموتى» يضم 3000 مقبرة أثرية

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

رصد الباحث الآثرى الدكتور حسين دقيل الباحث المتخصص فى الآثار اليونانية والرومانية، عن معالم جبل الموتى فى دراسة أثرية.

 

ويذكر الدكتور حسين دقيل أن جبل الموتى يقع على بعد 560 كم شمال غرب القاهرة، وعلى بعد2كم من منطقة سيوة بمحافظة مرسى مطروح، ويتميز بكونه إحدى عجائب واحة سيوة، التي لطالما تميزت بأساطيرها وحكاياتها المختلفة.

 ويكاد لا يُوجد له مثيل في العالم من حيث طبيعته وتاريخه وقد تم اكتشاف الجبل الأثري عن طريق الصدفة عام 1944م أثناء الحرب العالمية الثانية عندما لجأ أهالي سيوة للاحتماء بالجبل؛ فاكتشفوا هناك تلك المقابر.

 

ويلقى خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار الضوء على هذه الدراسة موضحًا أن جبل الموتى هو عبارة عن جبل جيري مخروطي الشكل يبلغ ارتفاعه 50 م ويُعد جبانة أثرية؛ فمن أسفله إلى أعلاه يشتمل على مقابر أثرية منحوتة علي شكل خلية نحل علي هيئة صفوف منتظمة ومتتالية بشكل هندسي يشبه شكل الواحة القديمة.

 

ويرجع تاريخ معظم تلك المقابر؛ إلى الأسرة الـسادسة والعشرون خلال الفترة من 664-525 قبل الميلاد؛ أي منذ ما يقرب من (2600 عام) كما أنها تمتد لتشمل مقابر تعود إلى العصرين البطلمي والروماني. ولذا؛ فإن تلك المقابر، تجمع في تصميمها بين الفن المصري القديم والفن اليوناني، وقد نشأ هذا الاندماج نتيجة اختلاط الثقافات.

 

ويضيف الدكتور ريحان من خلال الدراسة أن بعض تلك المقابر توجد علي عمق كبير وكل مقبرة عبارة عن دهليز بشكل مستطيل ينتهي إلى فناء واسع مربع، وهذا الفناء يتفرع منه مجموعة فتحات مخصصة لوضع الموتى، ومن أجمل المقابر الموجودة بالجبل؛ مقبرة (با تحوت)، ومقبرة (ميسو إيزيس)، ومقبرة (التمساح)، ومقبرة (سي آمون).

 

ويتابع أن مقبرة (سي أمون)؛ تنتمي إلي أحد الأثرياء الإغريق؛ وكان يتبع الديانة المصرية القديمة، وعاش بسيوة ودُفن فيها طبقًا لتلك الديانة، وتم الحفاظ على تلك المقبرة بشكل جيد، ومناظرها تترجم عقيدة المصري القديم في البعث والخلود.

 وأهم ما يميز هذه المقبرة؛ هو اندماج الملامح الفنية بين الفن المصري والإغريقي الذي ظهر واضحًا من خلال المناظر المصورة على جدران المقبرة.

 

أما مقبرة (التمساح)؛ فسميت بهذا الاسم نسبة للرسوم المنقوشة عليها؛ وهي عبارة عن شكل تمساح أصفر اللون يمثل المعبود (سوبك)، وتمثل هذه المقبرة هيكلا أشبه بكهف مكون من ثلاث حجرات ولم يتم التعرف علي صاحب هذه المقبرة حتى الآن.

 

وهناك أقاويل من المحيطين بالمنطقة بأن مقبرة (الإسكندر الأكبر) تقع بتلك المنطقة، لكن لا يوجد الدليل على ذلك حتى الآن.