«مولد وصاحبه غايب».. الأسواق الشعبية قنابل موقوتة للعدوى في زمن «كورونا»

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

- «فرج»: كورونا يظل على الأسطح 12 ساعة.. وهذه طرق التعامل مع البضائع

- «السجيني»: الأسواق العشوائية تهدر أموال ضخمة على الدولة وتكرس الفوضى

- «حمروش» يطالب بتكثيف الرقابة على الأسواق وتشديد العقوبات على المخالفين

- «النويشي»: الدولة لديها فرصة ذهبية لتقنين أوضاع الأسواق في هذه الظروف

- «عطوة»: تشكيل غرف عمليات بالمحليات وأقسام الشرطة لمتابعة الزحام

 

رغم ارتفاع تعداد الإصابات والوفيات بفيروس كورنا المستجد (كوفيد-19) إلا أن مشهد الزحام في الأسواق عاد مرة آخرى في كثير من مناطق القاهرة والمحافظات، وهو ما يثير مخاوف من تفاقم الإصابات مع تهافت المصريين على الشراء في شهر رمضان المبارك، وقرب حلول عيد الفطر.

ورغم قيام وزارة التنمية المحلية بحملات لإغلاقها، لكن لازالت هناك أسواق شعبية في القاهرة والجيزة وباقي المحافظات خاصة أسواق الخضار والفاكهة والدواجن وغيرها من المأكولات، وتعالت المطالب بتشديد الرقابة على عملية الإغلاق والمتابعة المستمرة لها.. وترصد «بوابة أخبار اليوم» خطورة الأسواق في نقل العدوى، ومطالبات البرلمان حول هذا الشأن.

خطورة الأسواق

في البداية يقول الدكتور عمرو فرج، الطبيب بمستشفى المطرية التعليمي، إن فيروس كورونا يصيب الجهاز التنفسي، وتختلف مدة شدته، ومن الممكن أن يظهر كأعراض دور البرد العادية، ومن الممكن أن يصيب الإنسان دون أي أعراض لكنه يبقى حاملا للفيروس وبالتالي من السهل أن ينقله لغيره، ولكن في بعض الأحيان تكون الأعراض شديدة تصل لالتهاب رئوي ما يشكل خطورة على حياة المصاب.

وتابع د. «فرج»، حديثه لـ«بوابة أخبار اليوم» قائلا: «الفيروس ينتقل بواسطة الرذاذ الذي يخرج من الفم أثناء الكلام أو العطس أو الكحة، ومؤخرا تم اكتشاف أن الفيروس يظل في الهواء ومن الممكن الانتقال بواسطة التنفس، وهو ما يزيد من معدلات نقل الإصابة»، مضيفا أن الفيروس لا توجد منه خطورة على الأطفال حتى سن 12 سنة، ولكن خطورته على كبار السن لإصابة كثير منهم بأمراض مزمنة فضلا عن ضعف مناعتهم، وتكمن خطورته في الإصابة بالالتهاب الرئوي وإصابة غشاء القلب.

وأشار الطبيب بمستشفى المطرية التعليمي، إلى أن تواجد فيروس كورونا على القماش والملابس والأسطح عليها اختلاف فبعض العلماء قالوا ببقائه لمدة بين 9-12 ساعة، والبعض يقول ببقائه يوما كاملا أو أكثر طالما درجة الحرارة منخفضة ولا يوجد تطهير للمكان، منوها إلى أن الفيروس يموت في درجات الحرارة العالية 25 درجة وأكثر، وهذا سر انتشاره في المناطق الباردة.

ويستكمل حديثه، بأن التجمعات عموما بما فيها الأسواق والمدارس والمطارات ودور العبادة تحاول الدولة الحد منها، والأسواق خاصة لتقارب الباعة من بعضهم وتكدس الزبائن من مختلف الأماكن والأعمار؛ فهذا يشكل خطورة كبيرة، مؤكدًا على أهمية الحد من الأسواق أو تنظيمها، فضلا عن أهمية وعي المواطن بعدم التواجد في الأسواق الشعبية أو الخروج إلا للضرورة القصوى.

وأوضح أن البضائع المستوردة من الخارج أو من الصين مثلا ومن قام بتعبئتها مصاب بالكورونا؛ فبالتالي يكون الفيروس عليها متواجدًا من 12 ساعة وحتى يوم كامل ويفضل تطهيرها أو الإغلاق عليها لفترة ما حتى ينتهي الفيروس من عليها ولا تشكل خطورة على مستخدميها، منوها على ضرورة ارتداء الكمامات واتباع أساليب النظافة الشخصية وغسل اليدين، وعدم التمرد على تلك التعليمات واعتبارها نوعا من الرفاهية.

وشدد على أن الإنسان المصاب بدور برد أو فيروس كورونا يجب أن يعزل نفسه بنفسه يأكل ويشرب منفردًا ويطهر الأشياء التي يلمسها بالكحول، وإذا ظهرت أعراض قوية يتصل بالخط الساخن 105، ولكن الأعراض العادية للفيروس تشبه أعراض البرد، أما الخطورة عند الشعور بصعوبة في التنفس هنا يحتاج المصاب لرعاية طبية، منوها على أن مهلة الأسبوعين الإجازة وتعليق الدراسة مرشحين للزيادة، وهذا أفضل بكثير من إتاحة التجمعات ونشر الإصابة بالملايين.

ولفت إلى أهمية تنظيم الأسواق العامة ونقلهم لأماكن ملائمة وأكثر اتساعًا وإجراء فحوصات وكشف دوري لهم، أو إلغاء الأسواق نهائيا وصرف إعانات لهم توفر لهم قوت يومهم، مشيدًا بإجراءات الحكومة لمنع انتشار كورونا، موضحًا أنه لو كانت إجراءات حظر الطيران ومنع دخول السياح حدثت مبكرًا لكان ذلك أفضل أو وضع السياح القادمين في حظر صحي لمدة 14 يوما قبل دخولهم البلاد، مؤكدًا على ضرورة توفير الكمامات والمستلزمات الطبية بالمستشفيات العامة، ومنع احتكارها من الأسواق.

البرلمان ينتفض

وطالب الدكتور عمر حمروش، أمين سر اللجنة الدينية بمجلس النواب، باتخاذ كافة الإجراءات الجادة والحازمة ضد الأسواق العشوائية في المحافظات، والتي تشهد العديد من الزحام للمواطنين في ظل انتشار فيروس كورونا، وذلك بعد مشاهد الزحام في العتبة وغيرها، وإتخاذ إجراء قوى تجاه هؤلاء بإغلاق هذه الأماكن وتكثيف الرقابة عليها في تلك الفترة.

وأضاف أمين دينية البرلمان، أن مشهد الزحام في العتبة والحسين لم يكن هو مشهد فردى بل تشهده العديد من المحافظات، وهو ما يتطلب وقفة حقيقة وصارمة تجاه تلك المخالفات المستمرة، إضافة إلى تشديد العقوبات ضد كل من يحاول أن يخالف قرارات الحكومة، وهذا دور تنفيذى يتطلب تحرك جاد من المحافظين ورؤساء المدن والأحياء لوقف هذه الأزمة التي تلوح بالبلاد نتيجة الزحام المتكرر. 

وقال محمد الحسينى، وكيل لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب، إن الأجهزة التنفيذية أمامها فرصة عظيمة للقضاء على هذه الأسواق العشوائية، في ظل اتخاذ الدولة إجراءات حازمة لمواجهة فيروس كوورنا.

وأضاف أن انتشار هذه الأسواق غير المقننة والتي تعمل بدون ترخيص، يهدر أموال عديدة على الدولة، ويرسخ للفوضى والعشوائية ومخالفة القانون.

من جانبه، قال النائب بدوى النويشى، وكيل لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب، أن اللجنة فتحت هذا الملف منذ 3 سنوات، إلا أننا لن نرى أية نتائج ملموسة على الأرض، علاوة على البطئ الذي يسير به ملف انتشار الأسواق العشوائية في كل المحافظات، والمواقف والساحات والأسواق غير المقننة.

وشدد النويشى، على ضرورة استغلال هذه الفترة وتقنين ما يمكن تقنينه منها بمنحها تراخيص واستبدال الأرض بتحديد أراض أخرى لإقامة هذه المواقف عليها، والتقنين يكون وفقا لحاجة المكان والناس لهذا الموقف أو السوق، أما إذا ثبت عدم الحاجة لها فيتم إزالتها فورا، لفرض هيبة الدولة وسيادة القانون.

وتقدمت النائبة أنيسة حسونة عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة موجه إلى رئيس مجلس الوزراء، ووزراء الصحة والداخلية والتنمية المحلية، بشأن عدم الالتزام بإجراءات الحكومة بشأن منع الزحام وعودة أسواق شعبية للعمل دون مواجهة ذلك من الجهات المعنية.

وأشارت حسونة إلى أنه رغم تزايد إصابات فيروس كورونا في مصر، وتسجيل حالات جديدة يوميًّا بمعدل يفوق الـ100 حالة، شهدت عدة أسواق شعبية عدم التزام بقرارات الحظر ومنع التجمعات، حيث إن سوق العتبة شهدت زحامًا شديدًا من قِبَل المواطنين رغم تحذيرات الدولة حول منع التكدس للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد.

وتابعت البرلمانية: كما سجلت أسواق شعبية أخرى؛ ومنها العتبة والموسكي، عودة الباعة الجائلين مرة أخرى للأرصفة، وذلك بعد أن تم إخلاؤهم منذ أسبوعين، منعًا لانتشار فيروس كورونا المستجد.

وانتقدت حسونة عودة الزحام مرة أخرى إلى شوارع وسط القاهرة؛ حيث تعد مناطق "الأزهر، العتبة، الموسكي"، من أكبر الأسواق التجارية بمحافظة القاهرة، وهناك مشاهد كثيرة تؤكد عدم الالتزام بإجراءات الحكومة لمواجهة فيروس كورونا.

وطالبت النائبة بتشكيل غرف عمليات بالمحليات ودوواين الوزارات ومديرات الأمن والأقسام الشرطية، لمتابعة حالة الزحام في نطاق الاختصاص والتحرك السريع لمواجهة أي مخالفات لقرارات الحكومة.

إغلاق أسواق العتبة والمطرية

وشنت وزارة التنمية المحلية حملة مكبرة لإغلاق سوق العتبة عقب فتحه مرة آخرى، كما قامت بإغلاق سوق الموسكي، وسوق المطرية وخصصت بها ٨٢٢ باكية و٣٠٠ محل، بمساحات مختلفة في أحد المباني التابعة لهيئة الأوقاف بمنطقة المسلة بالمطرية والتي تبعد عن موقع السوق القديم بمسافة ٢ كيلو متر وذلك لنقل الباعة الذين كانوا يتواجدون بسوق الخميس.