الإفتاء توضح الدرس المستفاد من قصة بقرة بني إسرائيل

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


واصلت دار الإفتاء حلقاتها المبسطة خلال شهر رمضان عن القصص القرآني، حيث جاءت قصة اليوم عن «بقرة بني إسرائيل».

وقالت الدار: «كان يوجد رجل من بني إسرائيل غنيًّا، ولم يكن له ولد، وكان له قريب فقتله ليرثه، ثم ألقاه على مجمع الطريق، وأتى موسى عليه السلام فقال له: إن قريبي قُتِل، وإني لا أجد أحدًا يبيِّن لي من قتله غيرك يا نبي الله، فاسأل لنا ربك أن يبيِّن لنا»، فسأل ربه فأوحى الله إليه: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً} [البقرة: 67]، فعجب القوم من ذلك وظنوا أنه يهزأ بهم، ولكنه أخبرهم أنه وحيٌ من الله، فأخذوا في سؤال موسى عليه السلام عن صفات البقرة، ولم يسارعوا إلى تنفيذ أمر الله.

 

وتابعت: «شددوا على أنفسهم فشدد عليهم حتى أمرهم أن تكون البقرة لا هَرمة ولا بِكرًا ولونها أصفر صافٍ، تُعجب الناظرين إليها، لم يذللها العمل وتقلِّب الأرض للزِّراعة ولا تعمل في الحرث، مسلَّمة من العيوب ولا بياض فيها، فلم يجدوا البقرة التي وُصفت لهم إلا عند عجوز عندها يتامى، فلما علمت أنه لا يزكو لهم غيرها، أضعفت عليهم الثمن. فأتوا موسى فأخبروه، فقال لهم موسى: إن الله قد كان خفف عليكم فشددتم على أنفسكم فأعطوها رضاها وحكمها. ففعلوا، واشتروها فذبحوها، فأمرهم موسى، عليه السلام، أن يأخذوا جزءًا منها فيضربوا به القتيل، ففعلوا، فرجع إليه روحه، فسمَّى لهم قاتله، ثم عاد ميتًا كما كان، فأخذ قاتله وهو الذي كان أتى موسى فشكا إليه مقتله، فقتله الله على سوء عمله».

 

وشددت في معرض حديثها عن الدروس المستفادة من القصة: «لا تكثروا الكلام فيما لا يفيد، ولو أن القوم حين أمروا أن يذبحوا بقرة، استعرضوا بقرة من البقر فذبحوها، لكان أيسر لهم، واعلموا أن الله تعالى يُظهر الحق ولو بعد حين، وأن الباطل مهما طال لا بد أن ينتهي».