وكيل الأزهر السابق عن الدراما والبرامج الرمضانية: أغلبها يرفع الضغط ويصيب بالإحباط

وكيل الأزهر السابق
وكيل الأزهر السابق

تحدث الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر السابق، عن الدراما والبرامج الرمضانية، قائلا إن قرائحُ الكتابِ والمنتجينَ والمخرجين تنشط كثيرًا كلما اقتربَ شهرُ رمضانَ.

 

وأضاف خلال تصريحه لـ«بوابة أخبار اليوم» أنه إذا أُعلن عن ظهورِ هلالِ رمضانَ انطلق ما يصعب حصره من مسلسلات وبرامج ترفيهية، موجها رسالة للناس فيها: «ويعلمُ الجميع أهمية الوقت لاسيما في شهر رمضان، فهو فرصة لمراجعة النفس والتقرب إلى الله لتعويض ما فاتها خلال عام كامل؛ لشرف زمانه وقدر وقته، فلا يضيع منه لحظة في غير عمل مفيد نافع، ولأن الناس يستهويهم متابعة المسلسلات وبرامج التسلية كان يمكن استغلال ذلك في تحقيق هذا الهدف، وبخاصة هذا العام الذي نصوم فيه رمضان في ظل محنة ليس لها من دون الله كاشفة».

 

 واستكمل الدكتور شومان: «لكن للأسف كثير من هذه الأعمال فارغة من المضمون خالية عن الهدف، بينها وبين واقع الناس قطيعة تامة،  فغالبها يرفع الضغط ويصيب بالإحباط، لما فيها من مظاهر البذخ، والاستخفاف بعقول المشاهدين، والاستهزاء بالضيوف، والألفاظ الملوثة للسمع وربما الخادشة للحياء، وملابس الفنانات التي يكفي واحد منها لإطعام حي بأكمله، ناهيك عن كم الإعلانات الأكثر استفزازًا  التي تُفرَضُ على المتابعين لبعض الأعمال، وبين هذا الكم من البذخ تطل على الناس إعلانات تطالبهم بالتبرع وبتعجيل زكاتهم لأننا في محنة، بينما أعضاء قوائم رجال الأعمال أصحاب المليارات لاحس لهم ولا خبر، ومثلهم أعضاء بورصة الممثلين بملايينها».

 

 وتابع: «لقد هممت أكثر من مرة فور ظهور كورونا بالكتابة مطالبًا بدخول هذه الأعمال في إجراءات الوقاية، فتكون من الأمور المحظورة هذا العام على الأقل، فليست بأفضل من الجمع والجماعات، وليست أكثر قدسية من الحرمين الشريفين، ولا أهم من الأعمال والاجتماعات الحكوميّة التي عُلقت والدراسة والامتحانات التي عُطّلت، بينما استكمل تصوير هذه الأعمال على خلاف تعليمات التباعد الاجتماعي، فتصوير مشهد واحد كاستيقاظ البطل من نومه أو دخوله الحمام، لا يتم إلا في حضور حشد من الممثلين  المصورين والمخرجين، في غرف لا تتسع لأجسامهم، ولقد هممت بالمطالبة بتوجيه جزء من تكلفتها الباهظة لدعم جهود الدولة في التصدي لكورونا».

 

وأشار إلى أن حاجة الناس إلى وسائل الوقاية من كمامات ومطهرات أكثر بكثير من حاجتهم لمعظم هذه الأعمال، فضلا عن التلاصق بين أفراد الأسرة وهم يلتفون حول الشاشات لمتابعتها ساعات طويلة، في وقت أحوج ما نكون فيه إلى التفاف الناس حول كتاب الله وتضرعهم بالدعاء ليكشف الغمة، وما منعني من هذه المناشدات إلا علمي أنها ستذهب بكل تأكيد أدراج الرياح، ولن يلتفت إليها أحد لاسيما بعد إعلان قائدها بأنه لا وقف لأعمال تصويرها بسبب كورونا.

 

وقال الدكتور عباس شومان: «أعلم أن البعض سيعتبر كلماتي هذه دليلا قاطعا على أنني ضد الفن والإبداع، إلا  أنني سأخيب ظنهم حين يعلمون أنني أتابع بعض هذه الأعمال متى كانت جادة وهادفة، كالأعمال التاريخية وتلك التي تسطر ملاحم بطولية ووطنية، كحروبنا مع العدو وبخاصة حرب العزة والكرامة الأخيرة في أكتوبر 1973م، والتي لم تأخذ حقها حتى الآن، وتلك المأخوذة من ملفات المخابرات المصرية، والملاحم البطولية للداخلية والقوات المسلحة، فالفنّ لغة يستخدمها الإنسان؛ للتعبير عمّا يجول في ذاته؛ ويمكن أن تتناغم مع الخطاب الدعوي لتحقيق نتائج ايجابية وبخاصة تقويم السلوك وتنمية الانتماء للوطن».

 

واختتم تصريحه قائلا: « لذا ففور رؤيتي لإعلان مسلسل الاختيار قبيل رمضان والذي أظهر بوضوح أنه يصور ملحمة بطولية للشهداء من خلال أحد البازين منهم وكلهم كذلك، سواء أكانوا من الجيش أم الشرطة، وهو الشهيد البطل أحمد منسي الذي يذكره الجميع وأمثاله بالإعجاب والاعتزاز، وفي المقال المقبل سأبدي ملاحظاتي على الحلقات التي شاهدتها من هذا العمل الإيجابي بين هذا الكم المعتاد من الأعمال».