بـوك

«شبكة ونص»

أحمد عباس
أحمد عباس

د. عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أعرف أنك تقرأ الآن، وتتابع بشكل دقيق كل ما يُنشر أو يذاع فيما يخص هذا القطاع، بل وتفنده، وتناقشه، وترد عليه وقتما أمكن ذلك، وهذه بعض من قراءة متأنية فى قطاع الاتصالات، لتطورات أخيرة لحقت به..
فيما يتعلق بصفقة البيع التى يصفونها بـ «محتملة»، وأراها أنا تمت بشكل نهائي، فلا يعقل أبدا الإعلان عن صفقة بيع تشمل السعر النهائي، ولقاءات رسمية متكررة آخرها مع د. مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، إلا إذا كانت تمت بالفعل، لكن على أى حال ليس هذا الموضوع، تمت أو فى طريقها للتمام النتيجة واحدة، وأنا هنا لا أعارض هذه الصفقة، لكن ببساطة أراها ستحدث «خلخلة» ما بهذا القطاع، ولا أعنى بذلك تأثرا للخدمات، أو تراجعا للسوق، فالشركة السعودية أيضًا صاحبة سُمعة جيدة، لكن أنا أعنى سوق الاستثمار، وبكل صراحة، أنا أفكر إذا كنت مستثمرا أجنبيا وتنوى اتخاذ قرار الاستثمار فى سوق ما، فماذا ستبحث أول ما تبحث!.. أكيد العلامات التى يضمها السوق، ماذا لو وجدت علامة فرنسية كبرى هى أورنج، وإنجليزية ضخمة هى فودافون، وإماراتية راسخة هى اتصالات، ومصرية هائلة الاستثمار هى «وى»، بالتأكيد سترسخ ثقتك فى هذه السوق. ثم ماذا أيضًا لو رصدت كمستثمر أجنبى خروج مفاجئ لإحدى هذه العلامات.. أعتقد أن الاستثمار الأجنبى سيقف هنا لحل اللغز!
وبدون مواربة يا سيادة الوزير، أؤكد أن «خلخلة» ما ستصيب هذه السوق، وأنا فقط أنوه لضرورة أخذها فى الاعتبار، ووضع سيناريوهات لتلافى هذه الهزة التى قد تحدث.
ثم ماذا إذا قررت الشركة المصرية للاتصالات المشغل الرابع للتليفون المحمول والمالكة للعلامة التجارية «We»، والمساهمة أيضُا بحصة 45% من الشبكة الانجليزية، أى أنها تملك نحو «شبكة ونص» من إجمالى حصة هذه السوق، الأخذ بحق الشُفعة، والاستحواذ على حصة الشبكة المطروحة للبيع، هل ستملك حينها شبكتين وتحتفظ بهما، ويكون على الشركة الإنجليزية العدول عن ذلك الاتفاق «المُحتمل» أم ماذا!
هل ستلجأ «We» لتعطيل شبكتها التى استثمرت فيها نحو مليار جنيه مصرى مقابل الحصول على ترددات الجيل الرابع، بخلاف أموال طائلة تٌنفق على بناء شبكة خاصة بها، نظير أنها ستحتفظ بـ 40 مليون عميل هم ميراث الشركة الإنجليزية، أم سترد الترددات للدولة، ووقتها ذلك لن يٌجدى، فالترددات المبيعة لا ترد، ولا تستبدل، واللا إيه.. والله عايز أفهم!