صور| اللمسات الأخيرة لآخر جزء من مسلة ميدان التحرير على شكل «بن بن»

اللمسات الأخيرة لآخر جزء من مسلة ميدان التحرير على شكل "بن بن" (هريم)
اللمسات الأخيرة لآخر جزء من مسلة ميدان التحرير على شكل "بن بن" (هريم)

تجرى الدولة المصرية مشروعا كبيرا لتطوير ميدان التحرير بقلب القاهرة، وتقوم وزارة الاثار بتركيب مسلة وأربع كباش لتزين هذا الميدان العريق، وجعله من أجمل ميادين العالم.

 

تنشر «بوابة أخبار اليوم» صور لتركيب آخر جزء من مسلة ميدان التحرير، والمسلة قبل نقلها من منطقة صان الحجر بالشرقية، كانت مقسمة لعدة أجزاء، منها الجزء العلوي على شكل "بن بن" (هريم).

 

كما تشهد صينية الميدان تنفيذ قاعدة كبيرة تم تثبيت المسلة الفرعونية، بالإضافة إلى تجهيز قواعد لتثبيت 4 تماثيل كباش وتم نقلها من الفناء الأول خلف الصرح الأول بمعبد الكرنك بمدينة الأقصر.

 

وقال الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إن جميع أجزاء المسلة خضعت إلى أعمال الترميم والتجميع على يد فريق عمل من مرممي المجلس الأعلى للآثار.

 

وأشار وزيري، إلى أن المسلة تم تركيبها على قاعدة مرتفعة حتى تكون بعيدة عن أيدي المشاة ومرتادي الميدان.

 

ويبلغ ارتفاعها مكتملة بعد تجميعها حوالي 19 مترًا، ويصل وزنها ما يقرب من 90 طنًا، وهي منحوتة من حجر الجرانيت الوردي وتتميز بجمال نقوشها التي تصور الملك رمسيس الثاني واقفا أمام أحد المعبودات، بالإضافة إلى الألقاب المختلفة له.

 

- اخر مستجدات تطوير ميدان التحرير
اقتربت أجهزة الدولة من الانتهاء من أعمال تطوير ميدان التحرير، وسط القاهرة، حيث جار إنشاء نافورة بصينية الميدان لتحيط بالمسلة والكباش الفرعونية الجاري تثبيتها في وسط ميدان التحرير، كما يتم تطوير حديقة المجمع وحديقة عمر مكرم وزراعتهما بالنخيل وأشجار الزيتون.

 

- أعمال التطوير الجارية بميدان التحرير
نفذت الأجهزة المعنية ما يقرب من 90% من أعمال تطوير ميدان التحرير، كما يتم التجهيز لزراعة الصينية الوسطى وإنشاء نافورة دائرية.
وشهد ميدان التحرير أعمال تطوير للميدان بالكامل بداية من مدخل الميدان من عبد المنعم رياض والحدائق الموجودة بالميدان بالكامل، حيث تم إزالة الحدائق الموجودة بالميدان ويتم إعادة زراعتها بالنخيل ونباتات الزينة، كما تم زراعة المنطقة السطحية لجراج التحرير بأشجار الزيتون والنخيل، ونشر المقاعد بطول الحدائق الموجودة بالميدان.

 

- زراعة النخيل وأشجار الزيتون بأرجاء الميدان
شهدت المنطقة المواجهة لمجمع التحرير تجهيز أماكن لزراعة النخيل، بالإضافة إلى تجهيز حديقة المجمع لزراعتها بالنخيل وأشجار الزيتون، واستحداث منظومة إنارة ميدان التحرير بالكامل لإظهار الميدان مضاء بالكامل مع توزيع الإنارة التجميلية بجوار النخيل المنتشر بالميدان.

 

- حكاية الكباش في مصر القديمة
قالت الدكتورة ماجدة عبدالله أستاذ تاريخ واثار مصر ورئيس قسم التاريخ بكلية الآداب جامعة كفر الشيخ، إن المصري القديم عرف نوعين من الكباش، وكان يشتهى أكل لحومها وبخاصة أفخاذها ولكن لم يقدم الضأن كقرابين للموتى أو للألهة وربما كان ينظر له بأنه طعام محرم عليهم، ولكن أستخدمها فى تحقيق أغراضه فى مجال الزراعة، كما قدس شكلها فى كثير من الأحيان باعتبارها حيوانات مقدسة لعدد من الآلهه فى مصر القديمة ولقد عثر على أول خروف محنط منذ عصر الأسرة الأولى باعتباره حيوان مقدس منذ عصر ما قبل التاريخ.

 

وأشارت أن المصري القديم عرف الكبش تحت مسمى "با" أو "خنوم" وربما المسمى الأخير المقابل له بالسامية كلمة " غنم" وجمعها أغنام ، وصور المصري القديم على اثاره نوعين من الكباش أحدهما كبير الحجم وله ذيل طويل وله قرون ملتوية بارزة بشكل الفققى على جانبى الرأس واسمه العلمي Ovis Longipes Paleoaegyptiaca واختفى هذا النوع فى الألف سنه الثانية ق.م ، وفى نفس التوقيت يتزامن معه وجود نوع ثانى من الكباش أصغر فى الحجم ذو ذيل قصير ومقوس الجبهة وسمين وذكوره لها قرون ملتوية حول الأذنين وهو مشابه لما نعرفه الأن وأسمه العلمي Ovis Platyra aegyptiaca ، وكانت قطعانه كبيرة وكان المصرى القديم حريص على جلب تلك النوعية لتربيتها فى مصر بعد كل حملة عسكرية على البلدان المجاورة وبخاصة من ليبيا أو بلاد الشام.

 

وأضافت:" استخدم الفلاح المصرى القديم الأغنام كعنصر مساعد له فى عملية بذر الحبوب بالأرض بعد الفيضان فكان يمرر قطعان من الماشية على البذور لكى تدوس بأقدامها البذور وتغرزها تحت التربة الخصبة وتختفيها عن اعين الطيور فلا تلتقطها قبل الأنبات ويعتقد أنه كان يستخدمها بالأجران لفصل القشر عن الحبوب".

 

وفى نفس الوقت لم يستغل المصرى القديم اصواف الأغنام فى صنع الملابس، ربما لدفء المناخ بمصر فكان يرتدى بشكل دائم ملابس كتانية بيضاء اللون وبدءاً من القرن الخامس ق.م بدء الأجانب فى مصر يرتدون الأصواف ولكن تجاهل هذا الكهنة المصريين باعتبار أن الصوف مادة نجسة، وفى نفس الوقت استفاد المصرى القديم من جلود ألأغنام فى صنع بعض أدواته أو قرب حفظ المياه أو العوامات الهوائية لاستخدامها ف السباحة أو فى الوسائد وأغطية للمقعد للجلوس أو صنع جعبة النبال أو أجزاء من العربة الحربية أو سيور الخيول وجرابات للأسلحة.


أما الكباش المقدسة من نوع Paleoaegyptiaca فكانت للألهه حريشف منطقة هراقليوبوليس ، وكبش منديس ، وكبش خنوم ذو القرنين الأفقين البارزين على جانبة رأسه وهو معبود منطقة ألفنتين بالجنوب والمتحكم فى مياه الفيضان وهو مصور البشر على عجلة الفخار وتصوير القرين الخاص بكل صورة بشرية كما صور فى معبد الدير البحرى الخاص بالملكة حتشبسوت عندما صورها هى وقرينها بعد ولاتها.

 

ولقد أعتقد المصرى القديم بان للكبش قوة كامنة تساعد على تكاثر الأحياء وبه قوة جسدية أو قوة خارقة ولذلك أظهر القرون على بعض تيجان الملوك لمنحهم القوة ولإدخال الفزع منهم فى قلوب الأعداء، وصور تلك الكباش تعبر عن البطولة أيضاً ، أما الكبش الأخر وهو السمين ذو القرون الملتوية حول الأذنين من نوع Ovis Platyra فهو رمز مقدس للمعبود آمون "الإله الخفى " معبود منطقة واست" طيبة وهى الأقصر حالياً وحامى الأمبراطورية المصرية والتى تمتد من منابع النيل جنوباً وحتى أعالى نهرى دجلة والفرات مروراً ببلاد الشام فى عصر الأسرة الثامنة عشرة والدولة الحديثة وزينت صورة الكبش الخاص بالمعبود آمون طريق الكباش ومقاصير ومحاريب هذا المعبود بمعبدى الكرنك والأقصر كما عرفه الأغريق على هذه الصورة فى معبد الوحى الشهير بواحة سيوة وهو التمثال الذى توجه له الإسكندر الأكبر داخل قدس أقداس معبدة بسيوة لأستنباؤه فى عدة أمور خاصة به.