نهار

سيرة نادية

عبلة الروينى
عبلة الروينى

رحلت نادية لطفى بعد أن أدت دورها كاملا غير منقوص.. بعد أن زرعت ظلا، وتركت سيرة ناصعة وصورة مضيئة، لفنانة جسدت قيمة ومعنى الفن، ومسئولية الفنان.. تجاوزت نادية لطفى حدود الوجه السينمائى الجميل. واحدة من أجمل الوجوه التى عرفتها شاشة السينما، لتكسر بأدوارها المختلفة الصورة النمطية للمرأة المظلومة الضحية والمغلوبة على أمرها (تلك الصورة السائدة قبل).. فكانت المتمردة والمتحررة والطموح، وكانت الراقصة وفتاة الليل.. وكانت «زينة» في (المومياء) للمخرج شادى عبد السلام، واحد من أجمل ١٠٠ فيلم فى تاريخ السينما المصرية.. وشاركت أيضا شادى عبد السلام فى الفيلم التسجيلي (جيوش الشمس) الذى تناول حرب اكتوبر١٩٧٣..
الموقف الوطنى الناصع والموقف السياسى الواضح، كان دائما جزءا من دور ومسئولية نادية لطفى كفنانة وكإنسانة.. فكانت أول المسافرين إلى بيروت لدعم القضية الفلسطينية أثناء الحصار الإسرائيلي ١٩٨٢ والفنانة الوحيدة التى زارت ياسر عرفات فى الحصار، وسجلت بالكاميرا وقائع ما حدث من مذابح، ونقلت جرائم شارون فى مخيم «صابرا وشاتيلا» إلى محطات تليفزيونية عالمية.. يومها كتبت الصحف (ما سجلته نادية لطفي ليس مجرد صورة، بل مدفع رشاش فى وجه القوات الإسرائيلية).. وفى حرب اكتوبر ٧٣ نقلت مقر إقامتها إلى القصر العيني، للعناية بالجرحى...
حول رؤيتها للمعارك العربية فى الفترة بين (٢٠٠٣/١٩٥٦) خاصة العدوان الأمريكى على العراق، سجلت نادية لطفى شهادتها ورؤيتها كفنانة ومواطنة وشاهد عيان لطبعه فى كتاب.. ولعل أوراق ومسودات الكتاب تكون صالحة للنشر وتوثيق رؤى صاحبتها.